أجتمعت في دبــي قبل ايام قليلة، مجموعة من الدول الصناعية والنامية في مؤتمر قادته الدنمارك لمناقشة الحلول الممكنة لتفادي النتائج السلبية لاسوأ كارثة طبيعية ، كانت يد الانسان سبباً مباشراً لحدوثها على الارض، ألا وهي الانباعاثات الغازية الضارة بالغلاف الجوي والتربة والتي يعبر عنها بالاحتباس الحراري. حيث لم تشهد الارض وتحديداً مناطق الشرق الاوسط وخصوصاً العراق، قبل حوالي عشرون عاماً، ارتفاعاً في معدلات درجات الحرارة فوق الخمسين درجة، واختل تسجيل هذا المعدل صيفاً وشتاءً.
وإذا أردنا تسليط الضوء على الدراسات التي ناقشت اسباب هذا الارتفاع واضطراب معدلاته، فلابد الاشارة إلى جملة من المسببات الرئيسية وراء هذا الاختلال الحاصل والمؤثر على الغلاف الجوي. وهي:1.زيادة انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون والغازات السامة الاخرى المنبعثة جراء حرق الغاز المصاحب للنفط الخام. 2. قلة الغطاء النباتي خصوصا اشجار الغابات التي تعمل كمخزن ضخم للكربون وعدم الاهتمام في توسعتها وحمايتها. 3. ندرة الاستثمار في مجال تكنولوجيا احتجاز الكربون وإزالته، وتخفيض الانبعاثات الذي سوف يمنع الانبعاثات الضارة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من الوصول إلى الغلاف الجوي ثم ينقلها إلى حيث يمكن تخزينها بشكل دائم تحت الارض. في العراق وحيث الذين يهتمون بمصير مستقبل هذا البلد لايعدون بعدد اصابع اليد الواحدة، لا نجد من يهتم بوقف عمليات حرق الغاز المصاحب للنفط الخام من حقول البصرة او كركوك منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، واستثماره وانتاجه والاستفادة من تلك الثروة لتحسين قيمة الناتج المحلي الاجمالي، بدلا من استيراد الغاز الطبيعي من دول اخرى بالدولار. ليس هناك من يهتم بتهيئة حملة وطنية جديَة لزراعة الاشجار التي تخفف من ظاهرة الاحتباس الحراري، وتوسعة الغابات وحمايتها من القطع العشوائي بتشريع قوانين تمنع ذلك الهدر الجائر للثروات الطبيعية. عملت معظم بلدان اوروبا وبعض الدول العربية على تشريع قوانين تعاقب اي شخص يقطع شجرة في غابة او داخل مدينة، وقامت كذلك بالاعتماد على توليد الطاقة مستخدمة وسائل الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة والتي لا تستهلك في انتاجها الغاز مثل مزارع انتاج الطاقة الكهربائية بواسطة الرياح، كما هو الحال في الدنمارك التي يأتي ما يقرب من 50% من الكهرباء فيها من طاقة الرياح وبكلفة اقل قيمة من انتاج الطاقة بواسطة المحطات التي تعمل على الغاز.
على الساسة اليوم البحث بجدية في استثمار انشاء مسطحات مائية في عموم العراق، وزراعة اكبر مساحة ممكنة من الاراضي الواقعة بالقرب من مصادر المياه، وايجاد وسائل تكنولوجية حديثة وادخالها في عملية سقي المزروعات وزراعة الاراضي غير المستثمرة خارج المدن بالاشجار لتكثيف الغطاء النباتي، واعتماد مصادر الطاقة النظيفة في الطاقة الكهربائية بواسطة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لانهاء محطات الغاز.