يعرف العراقيون وغيرهم أن مدينة الموصل (محافظة نينوى)باسم (أم الربيعين)، فهل تعلم لماذا؟
لقد كانت حدائقها الخضر تتوشح بشقائق النعمان الحمر القانية، وأزهار البابونج الصفراء. ومنذ الطفولة، علمونا أن الموصل تلقب بأم الربيعين، لأن خريفها ربيع ثان. علمونا أيضاً أن الموصل مدينة محافظة، يشتهر أهلها بالجد والاجتهاد.
هل زرت مدينة الموصل؟ او أي من مناطق محافظة نينوى؟ لماذا؟ الجواب بسيط جداً اجيب عنه، عن نفسي وأظن انه جواب الجميع، الذي لم يزر هذه المدينة: هو عدم وجود كروبات سياحية. لماذا؟
كما هو معروف عن فصل الربيع، بأنهُ فصل يمتاز بجمال الطبيعة، فلشروق الشمس فيه إحساس وذوق مختلف،حيث تكون الشمس فيه جميلة، تظهر بأشعتها المضيئة، بعد ان غابت في فضل الشتاء البارد، فتتجدد معها حيوة الأشجار والزهور، مما يؤثر ايجاباً على الحالة النفسية الخاصة والعامة، للإنسان والحيوان والنبات، فنرى جمالالطبيعة والألوان تحيط بنا، والطقس المعتدل يملأ الأماكن طول اليوم، على عكس فصل الشتاء الكئيب، لدى كثير من الناس.
إن ظهور الأزهار وتفتّحها، تعدّ هذه الخاصية من أهمّ الخصائص التي تميّزُ فصلَ الربيع عن باقي الفصول، فبعدَ أن ينتهي فصل الشتاء وطقوسه من رياح، وعواصف، وأمطار، يُقبل فصلُ الربيع، حيثُ تزهرُ فيهِ أزهارٌ خاصّة، لا تزهرُ في باقي الفصول كزهرة شقائق النعمان، والعشب الأخضر. كذلك هجرة الطيور، بحثاً عن الغذاء، وتبشيراً بتغيّر المواسم. والطقس يكون معتدلاً، والسماء صافيةً، والشمس دافئة.
يعتبرُ فصل الربيع فصلَ الراحة والجمال والحياة، حيثُ تكثر فيه الرحلات والنزهات والسفر، كونه معتدلاً بين الحرارة والبروة، وتكثر فيه المناظر الطبيعيّة الخلابة التي تريحُ العقل، وتخلّصه من الأفكار السلبيّة، لذلك فهو يعتبر علاجاً للعديد من الأمراض النفسيّة والتعب الجسدي. كذلك فهو يتزامنُ معَ الكثير من المناسبات الدينيّة والاجتماعية، كيوم الأمّ الذي يأتي في أول يوم من أيام فصل الربيع من كلّ عام، وعيد الربيع، وعيد النوروز، ويوم العمّال الذي اختيرَ بأنْ يكون في اليوم الأول من مايو، حيث يعتبرُ هذا اليوم بمثابة مرحلة انتقاليّة بين فصول السنة، كذلك عيد الفصح المجيد الذي يعتبرُ من أهمّ الأعياد الدينيّة المسيحيّة
فاذا كان فصل الربيع يعيد الحيوة والنشاط، ويجدد الناس علاقاتهم مع الطبيعة وفيما بينهم، من خلاله، ففيه الحركة والزيارات والسفر الى المناطق السياحية، وممارسة الرياضة والعلاقات الحميمية. إذا كان كل ذلك وغيره في الربيع، فكيف في مدينة لها ربيعين ولا يزورها أحد؟!
هل هو خطأ الحكومة المحلية لهذه المحافظة؟ هل هو خطأ وزارة الاثار والسياحة؟ هل هو خطأ الاعلام؟ هل هو حرب خفية بين المستثمرين في قطاع السياحة؟ فإنا نذهب للإقليم بواسطة الكروبات السياحية ونمر بالموصل ونتساءل: لماذا لا تكون كروبات للسياحة في الموصل وضواحيها؟ سألت أحد أهالي الموصل فأجاب: لعدم وجود مرافق خدمية وفنادق. وأجاب آخر: بصراحة لان الإقليم لا يقبل، ومسؤولينا غير مهنيين، ولا يهمهم المصلحة العامة بقدر المصلحة الخاصة.
بقي شيء…
أتمنى وأطلب من وزارة الاثار والسياحة ومحافظ الموصل وشركات السياحة، أن تكون الموصل وضواحيها محل اهتمامهم لتنشيط السياحة، ففي الموصل الاثار والاصالة والفن العمراني والطبيعة الخلابة، ما يجعلها في مصاف المناطق السياحية الكبرى.