ان مناقشة شأن من شؤون اي حزب من الاحزاب الثوربة عبر وسائل الاعلام وهو يتعرض لهجمة شرسة تهدف الى اقتلاعه من الجذور تمهيدا لمحوه شكلا ومضمونا يعد من الامور الصعبة، لكنها ضرورية في بعض الاحيان من اجل التحصين من الانزلاق والتصدي للجهد المعادي ، ان التعبير عن الافكار يجب ان يكون في حدود المنطلقات النظرية والعقيدة الاساسية لهذه الاحزاب وليس حسب الظروف التي تمليها المرحلة ، ان من اهم والواجبات الفكرية هو التفريق بين ما يؤمن به وما يمكن تحقيقه فعلا ، وقد الظروف السير فية ببط تأجيله او الابتعاد عنه بشكل مطلق ، ومن اجل ان تتضح الافكار وتنمو وتنضج فأن من الواجب الانفتاح على البعض الاخر وفتح ابواب الحوار في كل المشاكل التي تصادفهم مادامت ضمن عقيدة الحزب او الحركة وخطه الاساسي ، فبغير الحوار لاتنمو الافكار ، والحوار يستدعي احيانا اختلاف الرأي . واختلاف الرأي يجب ان يشجع ، ولكن على ان لايتحول الى التعنت ، ولا الى تكتلات فردية ،فالحوار عامل بناء اما التكتل فهو عامل هدم سريع.
ان الحزب هو الاساس ، والحزب يتمثل في مؤتمراته وقياداته ، وهو المنطلق والمصدر. والحزب كتله واحدة تسمح باختلاف الرأي و لا تسمح بالصراعات والتخريب ، فالحزب هو حزب اصحاب العقيدة الملتزمون ولا وجود لما دون ذلك . فالاحزاب والحركات الثورية حصرا تتكون من قيادات متتالية في المستوى ، والقيادة الدنيا يجب ان تستمع للقيادة العليا تنظيما وتنفيذا واشرافا ، وليس من حق احد ان يتمرد على مستوى قيادة اعلى ، فعلى الرغم من اهمية الديمقراطية في الحزب ، فللقيادة العليا سلطة على اعضاء الحزب استنادا الى نظام الحزب الداخلي الذي اتفق عليه.
ان خروج البعض بين الفينة والفينة عبر وسائل الاعلام وهم يكيلون الانتقادات لقيادة الحزب وكوادره المتقدمة يعد عملا تخريبيا يوازي مايقوم به الاعداء ، وكثيرا مانرى ونسمع ونقراء ان فلان الفلاني كتب مقال هاجم القيادة بحجة حرصه على الحزب وان الاخر التقى الاعداء بصفته الحزبيية والاخر كتب بيانات باسم الحزب وباسلوب ركيكا لغويا وسياسيا والاشد خطورة من هؤلاء هم الذي ينتسبون بالاسم ويتحركون كحشرة (الارضة) التي تنخر في البناء من اجل تهديمه.
ان الحزب الثوري قوي ببناءه الداخلي ووحدته التنظيمية . يجب ان لايسمح بالمناكفة والتخريب والحزبيون العقائديون الملتزمون هم الاداة في مقاومة اي انحراف وهم الذين يشكلون الجدار الفولاذي الذي يقف بالمرصاد بوجه اي من العناصر التخريبية وبوجه من يريد التسلق في الصفوف معتمدا على ظرف وفي لحظة تاريخية فارقة .