وكالات – كتابات:
وافقت “إدارة الغذاء والدواء” الأميركية؛ (إف. دي. إيه)، على علاجين لمرض فقر الدم المنجلي؛ والتي وصّفت بأنها: “تقدم كبير” و”خطوة تاريخية”، بحسّب تقرير نشرته صحيفة (واشنطن بوست).
ويُعتبر “فقر الدم المنجلي”؛ من الأمراض الوراثية التي تم تجاهلها منذ فترة طويلة، ويمكن أن يُسبب آلامًا مبرحة للمصابين به.
وأحد هذه العلاجات هو دواء (كاسيغفي-Casgevy)، الذي طورته شركة (فيرتكس) باستخدام تقنية المقص الجيني (كريسبر)، الذي حاز على جائزة “نوبل”، إذ يُمكنه تحرير: “الجينات بسرعة البرق”.
أما العلاج الآخر يُسّمى (لايفغينيا-Lyfgenia)؛ وطورته شركة (بلوبيرد بيو)، والذي يستخدم فيروسًا غير ضار لإدخال جين في الخلايا الجذعية للمريض، إذ تمت الموافقة عليه لعلاج المرضى الذي تزيد أعمارهم عن (12 عامًا).
وفي التجارب السريرية للعلاجين تمكنا من الحد من أزمات الآلام الحادة التي تُصاحب هذا المرض، حيث أدلى عدد من المشاركين في التجارب بشهادتهم أمام لجنة استشارية فيدرالية أواخر تشرين أول/أكتوبر الماضي.
ووفق الموقع الإلكتروني لـ (مايو كلينك)، سّمي “فقر الدم المنجلي” بهذا الاسم لأنه اضطراب يؤثر في شكل خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى كل أجزاء الجسم.
ويوضح أن: “خلايا الدم الحمراء عادة ما تكون مسّتديرة ومرنة.. ولكن في حال الإصابة بفقر الدم المنجلي تتخذ الخلايا شكل المنجل أو الهلال، وتُصبح صلبة ولزجة ما قد يُبطيء تدفق الدم أو يمنعه”.
ومن الأعراض الأساسية لهذا المرض نوبات من الألم تحدث عندما تمنع خلايا الدم المصابة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية الصغيرة إلى الصدر أو البطن والمفاصل، والتي قد تستمر ساعات أو أيامًا، ويحتاج التعامل معها البقاء في المستشفى في بعض الحالات.
وقد يتسبب هذا المرض بألم بمزمن ينتج عنه تلف العظام والمفاصل والتقرحات وتورم اليدين والقدمين، أو تضرر الطحال، وتأخر النمو ومشاكل في الإبصار، وقد تؤدي مضاعفاته إلى السكتة الدماغية أو تلف الأعضاء والعمى وغيرها من الأمراض شديدة التأثير على المصابين.
وقال الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إن الإعلان عن هذه العلاجات يُمثل: “قوة الابتكار الطبي في تحسّين حياة الأميركيين، إذ يحمل هذا التقديم الطبي الكبير وعدًا هائلا لتطوير علاجات إضافية منقذة للحياة ويعطي الأمل لملايين المصابين بأمراض نادرة”.
وأشار في بيان؛ إلى أن إدارته ستواصل في جهود تسّريع تطوير علاجات الأمراض النادرة وتدعم البحث والابتكار الطبي.
وأوضح “بايدن” أن هذه العلاجات ستنُقذ حياة الناس على نطاقٍ واسع، كاشفًا أن هناك حوالي: (100) ألف أميركي يُعانون من مرض “فقر الدم المنجلي”، والذي يتفشى بشكل ٍأكبر بين مجتمعات الأميركيين من الأصول الإفريقية واللاتينية.
ويقول تقرير نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أن القطاع الطبي يُرحب بشكلٍ كبير بهذا الإنجاز، إلا أن هذه العلاجات سيكون الحصول عليها: “صعبًا ومكلفًا”.
وأبرز العوائق في الحصول على هذه العلاجات تواجد عدد محدود من المراكز الطبية التي يمكنها تقديمه للمرضى، ناهيك عن عقبات تأمينية محتملة، خاصة وأن التكلفة قد تكون باهظة إذ أنها تنطوي على تعديل خلايا كل مريض أو إضافة جين بشكل فردي.