فلتتسدّد هذه السهام من كلّ فجٍّ عميق , وعبر كلّ بوابةٍ ونافذةٍ في مبنى الوزارة , لكنّما يستثنى من هذه السهام اصدقائي وزملائي في الوزارة , كما استثناءات أخريات لعموم موظفات وموظّفي الوزارة ودوائرها , إنّما تتسدّد هذهنّ النبال الملآى بالصدأ المتراكم عبر التأريخ .! على الوزراء الذين تناوبوا على هذه الوزارة , وعلى وكلاء الوزير الثلاثة الذين مارسوا هذه المناوبة منذ الإحتلال الأنكلو – امريكي او ما صنعه الإحتلال بما كان يُعرف ” بمجلس الحكم ” , والى يومنا هذا , وحتى الى الطاقم الوزاري الذي سيفترش سرير الوزارة بعد حكومة السوداني في وقتٍ لاحق .
هؤلاء افراد ومفردات الطاقم الوزاري ال VIP , وكأنّهم فعلياً يبتغون محو وردم تأريخ العراق وحضاراته منذ قديم الزمان , ولا نتطرق هنا الى ما آلت له آثار بابل وسواها من تردٍ وإهمال وعدم التفاتٍ حتى .! بعدما كانت تزهو منذ اكثر من نصف قرنٍ , وكانوا يحجّون اليها السواح الأجانب والمهتمين بشؤون التأريخ والآثار من كلّ المِلل والنحل ..
إذ تُسمّى هذه الوزارة ” للأسف ” بوزارة الثقافة والسياحة والآثار , وهي تشكيلاتٌ غير متجانسة في الربط الإداري على الأقلّ , حيث الجانب الثقافي والإهتمامات والإلتفات نحوه هو في ادنى مستوياته , وكذلك الأمر للسياحة والآثار بما هو أسوأ , وكأنّها غير مرتبطة بهذه الوزارة .!
أشهر ملوكٍ عراقيين عبر التأريخ , وشهرتهم وانجازاتهم كانت على مستوى المنطقة والعالم برمّته , هم السادة الأفاضل اصحاب الجلالة < حمورابي , آشور بانيبال , ونبوخذنصّر > الذين يهتم عالم الغرب بدراسة تفاصيل انجازاتهم وتأثيراتها وانعكاساتها على معظم اجزاء المعمورة , بما هو اكثر ” بنحوٍ ما ” من اهتمامات العراقيين بهم جرّاء وازاء تجهيل وإغفال وزارة الثقافة لهم , وكأنّما إخفاءها لهم خلف الرفوف المتروكة والمهملة , فلا نصبٌ تذكاريٌ ولا تماثيلٌ مجسمة وبارزة لأولئك الملوك في العاصمة وفي المحافظات , وهل ” مسلّة حمورابي ” التي تسمّى بشريعة حمورابي او قوانين حمورابي الفريدة , التي يبلغ عددها 282 مادة قانونية قام بتدوينها حمورابي على مسلّة اسطوانية كبيرة من حجر ” ديورانت الأسود ” بطول 225 سم وبقطر 60 سم , ولا تزال اسيرةً في متحف اللوفر الفرنسي , دون ان تفكّر او يجول في خاطر هذه الوزارة بالمطالبة بأستردادها واعادتها الى العراق < حتى بمفاتحة الرئيس ماكرون في زيارته للعراق في عام 2021 بهذا الشأن > .! , الأمرُ موصولٌ ايضاً الى الملك آشور بانيبال الذي لم يكن رجل حرب فحسب بل عالم رياضيات فريد من نوعه , وأنشأ اول واقدم مكتبة عرفها التأريخ ضمّت ثلاثين الف لوح طيني تحتوي على نصوص تأريخية ووثائق ادارية وقانونية ومالية وملاحم بالتنبؤات الفلكية , ولعلّ او كما يبدو انّ وزارة الثقافة لم تسمع بذلك .!
ايضاً , نختزل الحديث هنا بكثافةٍ مضغوطةٍ ” لإعتبارات النشر وتوقيتاته ” حول جلالة الملك المرحوم ” نبوخذنصّر ” الذي نختصرونقتصر القول بأنه الذي جعل اليهود عبيداً لأهل بابل , بعد اقتيادهم من فلسطين الى بابل سيراً على الأقدام , وكان لذلك أثراً بارزاً لمشاركة اسرائيل ” صاروخياً ” في الحرب ضد العراق في عام 1991.! , كان من الأجدر على الحكومات العراقية المتعاقبة والمتوارثة اختيار طاقم وزاري مهني ومتخصص لقيادة هذه الوزارة ” طالما هي بعيدة عن السياسة ” وإبعادها عن المحاصصة والأحزاب والفصائل .! , إنّما هيهات , ولتزداد وترتفع اعداد السهام الموجّهة !