20 سبتمبر، 2024 12:49 م
Search
Close this search box.

بضربة أمام ضربة .. أميركا تُفعّل استراتيجيتها الجديدة ضد الهجمات المستهدفة لمصالحها في العراق !

بضربة أمام ضربة .. أميركا تُفعّل استراتيجيتها الجديدة ضد الهجمات المستهدفة لمصالحها في العراق !

خاص : كتبت – نشوى الحفني:

فيما يبدو أنها ضربات انتقامية لمسّتهدفيها في “العراق”؛ أعلنت “القيادة المركزية الأميركية” أنها اشتبكت مع: (05) مسّلحين كانوا يستعدون لإطلاق مُسيّرة قرب “كركوك”، الأحد الماضي.

وأضافت أن مُسيّرة أميركية استهدفت المسّلحين وقتلت: (05) منهم ودمرت مُسيّرتهم، مشيرة إلى أنها أبلغت الأمن العراقي وستواصل الرد بقوة على أي تهديد.

وكانت فصائل عراقية مسّلحة قد شيّعت جثامين خمسة من مقاتليها في جنازة بالعاصمة؛ “بغداد”، يوم الاثنين بعد مقتلهم بغارة أميركية.

وشارك أهالي وأقارب القتلى في الجنازة التي شهدت وجود مقاتلين من الفصائل المسلحة وهتافات ضد “الولايات المتحدة” وسّط مطالبات بخروج القوات الأميركية من البلاد.

تتوعد بمزيد من الضربات..

في حين أفادت وسائل إعلام كُردية بمقتل العناصر في منطقة “خراب الروت”؛ بـ”كركوك”، خلال ضربات نفذتها “الولايات المتحدة” ضد فصائل مسلحة تُشّن هجمات على أهداف أميركية في “العراق” و”سورية”.

وأعلنت الفصائل المسّلحة في بيان؛ استمرارها في محاربة من وصفتهم بأنهم: “أعداء” كما توعدت بالمزيد من الضربات.

وذكرت فصائل مسلحة عراقية؛ الأحد الماضي، أن مقاتليها استهدفوا قاعدة أميركية بـ”القرية الخضراء”؛ في شمال شرقي “سورية”، بطائرة مُسّيرة: “أصابت هدفها بشكلٍ مباشر”.

وأضافت الفصائل أنها استهدفت أيضًا قاعدة (عين الأسد)؛ التي تستضيف قوات أميركية في غرب “العراق” بطائرة مُسيّرة، وقالت إن الهجومين يأتيان ردًا على الهجوم الإسرائيلي في “غزة”.

مطالب أميركية بالحماية ورد عراقي بعدم خرق السّيادة..

وكانت “وزارة الخارجية” الأميركية؛ قد قالت السبت الماضي، إن وزير الخارجية؛ “أنتوني بلينكن”، حّث رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، على حماية الأميركيين في البلاد.

وذكرت “الخارجية الأميركية”، في بيان، أن “بلينكن” تحدث مع رئيس الوزراء العراقي؛ الجمعة الماضية.

وأضافت: “بلينكن؛ دعا الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها بحماية جميع المنشآت التي يوجد بها أميركيون”.

ودعا “بلينكن” كذلك إلى: “ملاحقة المسؤولين عن الهجمات على الأميركيين في العراق”.

فيما رد رئيس الوزراء؛ “محمد شيّاع السوداني”، على وزير الخارجية الأميركي، قائلاً إن الهجوم الذي تعرضت له منطقة “جرف النصر” مثّل: “تجاوزًا” على السّيادة العراقية.

في الوقت ذاته؛ جدد رئيس الوزراء العراقي التزام حكومته بحماية مستشاري “التحالف الدولي” الموجودين في “العراق”، بحسّب الوكالة.

القصف نُصّرة لـ”فلسطين”..

وأواخر تشرين ثان/نوفمبر المنصرم؛ قصفت “الولايات المتحدة” مرتين فصائل عراقية موالية لـ”إيران”، منها فصائل (الحشد الشعبي)، ردًا على هجمات شنّتها تلك المجموعات على القوات الأميركية وقوات من “التحالف الدولي” لمكافحة تنظيم (داعش) في “العراق” وفي “سورية” المجاورة.

وتقول هذه الفصائل أنها تقصف أهدافًا أميركية، نُصّرة للفلسطينيين في “قطاع غزة”؛ الذين تُشّن “إسرائيل” عليهم حربًا وحشية منذ 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي بدعم أميركي، وتوقفت هذه الهجمات خلال فترة الهدنة بين الجيش الإسرائيلي وحركة (حماس) الفلسطينية؛ في الفترة من 24 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، وحتى صباح 01 كانون أول/ديسمبر.

وأعلنت فصائل في “العراق” مسؤوليتها عن أكثر من: (70) هجومًا على قوات أميركية؛ منذ 17 تشرين أول/أكتوبر.

اعتماد استراتيجية ضربة بضربة..

تعليقًا على تلك الأحداث؛ أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية العراقي؛ الدكتور “مهند الجنابي”، يعتبر أنه منذ بدء القوات الأميركية في توجيه ضرباتها للفصائل العراقية؛ (في جرف الصخر ببابل؛ وأبو غريب ببغداد، خلال تشرين ثان/نوفمبر)، بما اختلفت قواعد الاشتباك بين الجانبين.

أما عملية الأحد؛ في “كركوك”، فيرى أنها: “رسّمت معالم جديدة” في التعامل الأميركي مع هجمات هذه الفصائل، وهي اعتماد استراتيجية: “ضربة بضربة”، فأي ضربة تتلقاها من الفصائل، سيتم الرد عليها، وربما تكون: “موجعة”.

ولا يتوقع “الجنابي” لهذا الأمر انعكاسًا سلبيًا على العلاقات بين “واشنطن” والحكومة العراقية، قائلاً إن: “هذه الضربات، بحسّب البيانات الرسّمية الصادرة من الجانبين العراقي والأميركي، تأتي بتنسّيق بينهما، ولا تُمثل إحراجًا للحكومة التي أعطت الضوء الأخضر”.

مشيرًا إلي وجود: “حالة تفكك واضحة” في معسكر الفصائل المسّلحة العراقية، نتيجة خلافات وانتقادات تتعلق بالموقف من ضرباتها للقوات الأميركية.

غير أن الحكومة العراقية سبق وندّدت في بيان؛ 22 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بشّن القوات الأميركية ضربات على مواقع لفصائل في البلاد، باعتبارها: “انتهاكًا واضحًا” لسيّادة “العراق”، كما ندّدت في نفس الوقت: بـ”أي عمل أو نشاط مسّلح يتم من خارج المؤسسة العسكرية”، باعتباره: “خارجًا عن القانون”.

مخاوف من فوضى أمنية تنعكس على سّيادة “العراق”..

بينما يخشى المحلل السياسي العراقي؛ “علي البيدر”، أن ينتهي الأمر: لـ”فوضى أمنية، وخرق لحالة الاستقرار الأمني التي يعيشها العراق، ما ينعكس على سّيادة البلاد” فيما بعد.

رافضًا “البيدر” استخدام “الولايات المتحدة” العمل العسكري، قائلاً إن: “السلوك الأميركي مرفوض باعتباره خرقًا لسّيادة البلاد”، كما يرى أن الحكومة: “في حرجٍ كبير”، سواء بسبب استهداف الفصائل للمصالح الأميركية، أو بقيام القوات الأميركية بالرد.

ومع بقاء أيام فقط على انتخابات المجالس المحلية؛ المقررة 18 كانون أول/ديسمبر الجاري، والقلق من أن تؤثر عليها هذه التحركات العسكرية، يدعو المحلل السياسي العراقي كافة الأطراف إلى: “خيار الهدنة في هذه المرحلة على أقل تقدير، حفظًا لهيبة الدولة، ودعمًا لجهود الحكومة في الاستقرار الأمني والخطوات الإصلاحية”.

كما يُحذر “البيدر” من أن تسّتغل الجماعات الإرهابية ما يجري للقيام بتحركات من جانبها تُربكّ البلاد المقبلة على الانتخابات.

ملء فراغ الفترة الماضية..

ويصف الخبير العسكري العراقي؛ “محمد عاصم شنشل”: “موقف الحكومة بالصعب، لأنها ليس لديها السّيطرة على تحركات الميليشيات، ولا تملك إلا الاعتراض عليها وعلى الرد الأميركي أيضًا”.

ويُلفت “شنشل” إلى أن مسّميات مثل: “المقاومة الإسلامية”، التي أطلقتها مليشيا على نفسها مؤخرًا: “لم تكن موجودة في العراق، وتم إيجادها بالتنسّيق مع إيران كغطاء لما يسّعون إليه”، معتبرًا أن ضرباتها للقواعد الأميركية: “غير مؤثرة، ومجرد أكذوبة، وهي كشماريخ الاحتفالات”.

وعما يقف وراء تنفيذ هذه المليشيات لضرباتها ضد قواعد أميركية في “العراق” و”سورية” إذاً، يرى المحلل العسكري أن: “هدفها ملء الفراغ الذي استشعرته هذه الميليشيات الفترة الماضية، فهي تبحث عن دور، رُغم أنه ليس لديها فهم أو تكتيك عسكري للدفاع عن القضية الفلسطينية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة