بداية اسأل الله أن يعيذنا من شرك وشر ما قبلك وشر مابعدك ، ومن شر النفاثات في العقد .
يختلف البشر ، نساء كانوا أم رجالا ، بعضهم عن بعض ، فنراهم يختلفون باللون – فمنهم الابيض والاسود والاصفر والاحمر والاشقر والبني والحني — كما يخنلفون بالشكل والهيئة والصورة ، فنجد صاحب الجمال الاخاذ ، حلو المحيا ، جميل المعشر ، عذب اللسان ، فصيح البيان الذي يلتقط الحكمة أنى وجدها ، لايكره أحدا ، ولا يكرهه أحد ؛ وبالمقابل نجد القبيح الذي يفر الناس منه فرارهم من الاسد أو من الجرب والطاعون ! ، وهناك العديد من الاختلافات لا مجال لذكرها – أراها ليست من الاهمية بمكان ! ، فسبحان الذي خلق الناس من أجناس شتى ومن أب واحد !! هو سيدنا آدم – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – ( وما آدم في مذهب العقل واحدا – لكنه عند القياس أوادم ! ) ؛ فمن كان جميلا ، من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ، فليحمد الله وليثني عليه وليصبر على حكمه ، والله يعلم وأنتم لاتعلمون ، فعسى أن تكون العاقبة خيراً ، وليحذر من الجزع فأنه مهلكة ، وليتحرى الفضيلة ونبل الاخلاق ، وعليه أن لا يهرف بما لايعرف ، فالجمال جمال الروح والادب ، وينبغي عليه ان ينقي سريرته من الادران والاحقاد تعويضاً عما أصابه من ( قبح ) في الشكل و ( سلاطة ) في اللسان !! وأن لا يرمي غيره بسهام الثأر والكراهية يميناً وشمالا كما فعلت ( سيدتي ) أم لسان مشطور ، حين خيل اليها أنها من كبار المحققين وفطاحل المحللين وجهابذة علماء التأويل وأسرار التنزيل – وحقيقة الامر إنك رأيت ِ نورا لم تعتادين على رؤيته ، وضياء لاعهد لك بمثله ، فآذاك ذلك النور وأنكرت عيناك ذلك الضياء ! :
( قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد – وينكر الفم طعم الماء من سقم ) ؛ فبدت البغضاء من فيك ، وما يخفي صدرك أكبر ، وأني ، مع ذلك ، أعذرك لانك لم تُخلقين كما تشتهين كما أعذرك في إنكار ما تنكرين ، فقد جاءك من الحق ماتجهلين ومن الصدق ما لا تستطيعين ، والناس أعداء لما جهلوا ، ولو أن بيدي مفاتيح الهدى لأفضت عليك من الهداية ما يتسع به عقلك وتستضئ به بصيرتك وتشرق به بواطنك ! ؛ أراك سيدتي بين الحين والحين تشعرين بالضيق والاختناق ، وتخوضين فيما لايصح من الشقاق فتطلقين العنان لإلة تدخل مطلقها النار وبئس القرار !!! إن لم يحسن الاختيار ، ويجعل له رقبة كرقبة البعير !! فإنا لله وإنا اليه راجعون !! ونسأله العفو والعافية –
تذكري – سيدتي – إن عناية الله تعالى إذا وجهت الى الشيء الحقير خلعت عليه حلل البهاء والجلال وصيٌرته عظيماً ، وإن الانسان مهما أوتي من الاجلال والكرامة ففي طبعه الضعف ، وهو عرضة لأن ينسى ويأتي ما لا يتفق مع تلك المكانة – وعلى العبد إذا قارف معصية أن يلجأ الى الله بالندم والاستغفار والاقلاع عن الذنب ، فالدنيا زائلة والتاريخ لن يرحم ، والدم سيضج لخالقه بالشكوى !! سيدتي : لست ظاناً أن فرعون كان من الجهل لدرجة يامل فيها أن ينال السماء ببنيان هامان ، لكنه أراد أن يستغفل القوم الذين معه ويستخف بعقولهم وهذا هو حال فراعين هذا الزمان – وأخيرا أتوجه إليك راجياً أن تقرأي ما كتبت بتدبر ثم إعرضيه على قلبك وعقلك فإن رضيا به وعملا بما جاء فيه فإعلمي إن فيك خيراً يرتجى وسأكون من مريديك الاوفياء ، وإن رفضاه ، وهنا أم المصائب ، فمن الله العوض وعليه العوض —