21 سبتمبر، 2024 6:32 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. عبد الرحيم حمزة: أحاول أن أصنع شعراً يترك بصمته في الأماكن التي يتلمسها

مع كتابات.. عبد الرحيم حمزة: أحاول أن أصنع شعراً يترك بصمته في الأماكن التي يتلمسها

خاص: حاورته- سماح عادل

“عبد الرحيم حسن حمزة” كاتب وشاعر سوداني، من مواليد مدينة النهود- السودان- 1977، حاصل علي ماجستير في هندسة المياه الجوفية- أكاديمية السودان للعلوم-2010، وبكالوريوس مع مرتبة الشرف في الجيولوجيا- معادن- جامعة النيلين 2002.

صدر له:

– “ما بعد الرحيل الأخضر- عبد الله الطيب” 2004م – كتاب توثيقي-مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم.

– القاضي “نصوص قصصية”- عن مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005م.

– همس الضجيج – شعر- 2008م- مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم-.

– لغتان- شعر- 2009م- مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم- .

– تحداني القريض- مطولة في الذود عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم)- شعر-2011م-وزارة التوجيه والأوقاف- ولاية الخرطوم.

– يخرج الخبء- شعر-2015م- وزارة الثقافة السودانية.

– نتوءات على جسد الماء- شعر- 2018م- دائرة الثقافة بأمارة الشارقة-الإمارات العربية المتحدة .

– الأشرعة المحترقة- رواية- دار نرد للنشر والتوزيع- ألمانيا- 2022م

– أنجزت معجم شعراء السودان من السلطنة الزرقاء 1504- 2002، أضخم عمل توثيقي لشعراء الفصحى في تاريخ السودان، رفقة الشاعر والناقد أبوعاقلة إدريس، من خمسة مجلدات.. من المتوقع أن يصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة.

كان لي معه هذا الحوار الشيق..

* متي بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– لا يعرف المرء على وجه الدقة متى سيصير كاتباً، بيد أنه يمكنه أن يلحظ شغفاً بالقراءة المكثفة المتعمقة والاطلاع. ولا يخفى أن الاطلاع أحد أهم مفاتيح الكاتب الناجح حتى وإن احتاج إلى موهبة فطرية بالأساس، فتلك الأخيرة لا تقوم إلا بالتغلغل عميقا في متاهات الأول. كنت أقرأ بكثافة خارج الإطار المدرسي منذ أن كنت في العاشرة من عمري ومنها كتبت خربشاتي الأولى.

* مثلت السودان في مهرجان موريتانيا الشعري، الدورة الثانية، نواكشوط فبراير2010.. احكي لنا عن التجربة؟

– بعد الفراغ من تجربة أمير الشعراء قبل عامين من هذا المهرجان، كان قد تكون لي أساس متين من العلاقات مع رصفاء لي في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، واتصل بي بعد ذلك، صديقي، أمير الشعراء، سيدي محمد ولد بمبا، طالباً مني المشاركة في المهرجان. كانت تجربة رائعة أضفتُ فيها رصيداً جديداً من الصداقات، ووقفت على تجارب جيدة، والتقيت فيها للمرة الثانية والأخيرة بالهرم الشعري العراقي الراحل عبدالرزاق عبدالواحد، وكنت قد شاركت معه قبل سقوط بغداد، العام ٢٠٠٣م في أمسية شعرية خالدة بالخرطوم.

*أنجزت معجم شعراء السودان من السلطنة الزرقاء 1504- 2002، أضخم عمل توثيقي لشعراء الفصحى في تاريخ السودان، بالتعاون مع الشاعر والناقد أبو عاقلة إدريس، من خمسة مجلدات.. احكي لنا عن ذلك المشروع الضخم؟

– الشعر أحد أدوات كتابة تاريخ أي أمة.. وقد اتضح لنا جلياً أن الشفاهية المتغلغلة أضرت بالسودان كثيراً على مختلف الأصعدة، إذ لم يتصد لمهمات التوثيق الكتابي سوى نفر قليل وبإمكانيات ذاتية وجهد فردي محدود ووجهة نظر أحادية.. أعتقد أن الراحل البروفيسور عون الشريف قاسم وزمرة طيبة من أكاديميين وباحثين بارزين أضاعوا فرصة ثمينة لوضع سفر خالد لشعراء السودان من خلال مشروعهم: (معجم أدباء السودان)، في العام ١٩٩٤م، حين أصدروا جزءا واحداً قبل أن يتوقف المشروع المتبنَىَ من قِبَل الدولة..

نحن انطلقنا قبل عشر سنوات على أساس استيعاب كل المتحصَل المنتج على امتداد السنوات واكتشاف ما لم يُكتشف مع عمل تحقيقات ومراجعات مهمة وإضافات موضوعية مواكِبة شملت أخطاء بينة في معلومات أساسية متعلقة بالشعر والشعراء وتفاصيل حيواتهم الممتدة. كان المدى الزماني متسعاً (حوالي خمسة قرون من الزمان)، وكان الجهد عظيماً، ثم كان بالإمكان تعزيزه بالمزيد لولا اندلاع الحرب الملعونة المجنونة الأخيرة.

* ماذا يمثل الشعر بالنسبة لك؟

-الشعر بالنسبة إليَّ هو أحد الرئات التي أتنفس بها للهروب من غلواء هذه الحياة الصعبة. لا يمكنني بالطبع أن أنظر إليه باعتباره مسألة حياة أو موت لأن عندي ما يشغل مساحات البال. إنه كائن جميل تألفه ويألفك، ثم لا تستنكف أن يغادرك في أحيان كثيرة ليعود أكثر عرامة وهديراً.

* تكتب القصة والشعر في أيهم تشعر بأنك تعبر عن ذاتك أكثر؟

– في الواقع، إن الفكرة هي التي تعبر عن ذاتها في القالب الذي تحتذيه.. تأتي الفكرة حين تأتي وهي حاملة جميع جينات تشكلها، وأنا لا ضير عندي، فأيان تلقي بي أمواجها في الأسر، لا أملك إلا الانصياع لإيعازاتها الصارمة.

* ما تقييمك لحال الثقافة في السودان خاصة مع الصراعات الكثيرة التي تعاني منها؟

– الثقافة في السودان لو لقيت اليسير من الاهتمام لأعطت الكثير المدهش، لأن البلاد بتركيبتها السكانية غنية بموروثاتها المستمدة من التعدد الكائن، وأنت كما تعلمين، هذا البلد المسكين موبوء بجائحة الجنرالات المستفحلة منذ عقود.. ليس للثقافة عندنا نصيب يُرى بالعين المجردة في الموازنات المالية السنوية للدولة.. كيف نرجو للثقافة أن تزهر من تحت فوهات البنادق وأزيز الطائرات الحربية؟

* مثلت السودان في مسابقة أمير الشعراء في دورتها الثانية، ضمن قائمة الـ35 الذهبية وهي أكبر مسابقة للشعر الفصيح – هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث – الإمارات 2008. ماذا تقدم هذه المسابقة للشعر العربي وهل تدعم ظهور اجيال من الشعراء الجدد؟

– لعلي قد ألمحت في إجابة سابقة إلى ما يتيحه هذا البرنامج الكبير من مساحات للشعراء يتوهجون بها في دائرة الضوء.. إنه ببساطة لا يصنع شاعراً ولا يضيف إلى شاعريته الكثير، ولكنه يتيحه لطائفة عريضة من محبي الشعر على امتداد العالم.. لم أكن معروفاً قبله، حين عرفني على الناس وهذه من أجلى فوائده.

* هل فقد الشعر مكانته علي الساحة الثقافية العربية في مقابل صعود نجم السرد وخاصة الرواية؟

– يظن بعض المتأخرين من النقاد الأدبيين أن الرواية صارت ديوناً للعرب عِوضاً عن الشعر في هذه الحقبة التي نعيشها، وهذا غير دقيق تماماً، لأن السرد في عمومه فن قديم ساهم في ازهاره الآن انفتاح الآفاق والعوالم والوسائط مع تسارع أحداث هذا العالم المجنونة التي تغذي هذا النوع من الفنون التي تعتمد على الغوص في التفاصيل والإسهاب، بعكس الشعر الذي يمثل حالة من الاختزال والتكثيف المنبني على الغيبيات- غالباً- لا الواقع.. فالكل يحتفظ بموقعه الحصين، إذنْ، مع مراعاة تلك السيولة الآخذة في التنامي بالحدود الفاصلة بين هذه الأجناس جميعها.

* في قصصك القصيرة هل تستعين بالواقع لرسم الشخصيات والأحداث؟

– واقع مرئي ممزوج بخيال مجنح مع حبكة مقنعة للقارئ.. تلك هي شروط نجاح أي قصة في نظري.. كل أحد يستطيع أن يروي قصة، ولكن يكمن الجوهر في السؤال: كيف تريد أن تروي لي القصة؟

* مع كل الجوائز التي حصلت عليها هل تشعر أن الجوائز تدعم الكاتب في مسيرته الأدبية؟

– الجوائز تدعم الكاتب معنوياً إذ تزيده ثقة على ثقته وتدفعه إلى مواصلة العطاء، ولكن رغم ذلك لا ينبغي للكاتب أن يضع جل تركيزه عليها.. عليه أن يركز جهوده على أعماله من حيث هي، فهي التي تتكفل بالوصول إلى الجمهور عن طريق علامة الجودة، وليس بالضرورة عن طريق الجوائز.

* تحرص في كتابتك للشعر علي انتقاء الكلمات والمفردات الفصيحة وعلي وجود ايقاع وموسيقي قوية.. حدثنا عن ذلك؟

– أنا شاعرٌ للفصحى في المقام الأول، فلا بد أن أسعى إلى تعزيز هذا الخيار بمطلوباته، على نحو من الاعتدال دون مغالاة أو استسهال.. أحاول أن أصنع شعراً يترك بصمته في الأماكن التي يتلمسها.. لا أعرف سوى القصيدة التي تنتسب إلى الجرس والإيقاع في شكليها من التفعيلة والعمودية التقليدية.. لا أعتقد أن شعراً دون إيقاع يمكنه الاحتفاظ بسجل دائم في مخيلة متلقي.

حصل على عدد من الجوائز:

– جائزة الشهيد الزبير للإبداع و التميز العلمي 2007م، أرفع جائزة علمية تقدمها الدولة.

– جائزة الشعر من الطبقة الأولى في مسابقة سحر القوافي2008م عن المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم ومؤسسة أروقة للثقافة والعلوم.

– جائزة الشعر الأولى في نصرة المصطفى (ص) – إلا تنصروه – محلية الخرطوم 2010.

– جائزة التميز في مسابقة سحر القوافي- الموسم الثاني- مؤسسة أروقة وتلفزيون السودان 2013.

– جائزة البرعي في الأدب النبوي-رئاسة جمهورية السودان-أررقة – الدورة الأولى-2014م

– جائزة البرعي في الأدب النبوي-الدورة الثالثة- الشيخ قدورة 2018.

– أربع جوائز في الشعر و القصة القصيرة – جامعة النيلين 2001، 2002.

– مثل السودان في مسابقة أمير الشعراء في دورتها الثانية، ضمن قائمة الـ35 الذهبية، أكبر مسابقة للشعر الفصيح – هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث – الإمارات 2008.

*مثل السودان في مهرجان موريتانيا الشعري-الدورة الثانية- نواكشوط فبراير 2010م

* وفي مهرجان ملتقى النيلين للشعر العربي-الخرطوم.

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة