قبل مدة ذهبت مع احد الاخوة لاحد معارض السيارات فسمعت بعض الذين جاؤوا للشراء يقولون هل هذه مكفولة ام لا وسمعت ذلك من اكثر من واحد فسئلت صاحبي ماذا يعنون بالمكفول فقال هذا تعريف واقرار من صاحب المعرض او البائع بان السيارة سليمة وغير مضروبة وغير مصبوغة او اي خلل اخر فيها وحقيقة جلب انتباهي هكذا مصطلح او هكذا مقياس او دليل لمعرفة الصالح من الطالح في هذا المجال ولكن الذي اثار استغرابي وزاد حيرتي انه اتصل بي احد الاخوة فقال لي هل هناك مرشحا ستنتخبه قلت لحد الان لا .. فقال لي لدي مرشح (مكفول) فقلت كيف يعني فقال مكفول من شخص انا اعرفه بان يكون نزيها وان يكون محافظات على المواطنين الذين انتخبوه وغيرها من الامور وعندها تحسرت حسرة كاد ان ينفطر صدري لها وقلت لاحول ولا قوة الا بالله أهكذا يكون اختيار المرشح في بلادنا وهل من المعقول ان تكون هذه هي الموازين التي يعتمد عليها في الاختيار وهل من المعقول ان يقوم المرشحون او بعض قادة القوائم بالتحايل والكذب على الناس في سبيل الحصول اعلى اصواتهم كما يحصل من دولة رئيس الوزراء في افتتاح مستشفيات تحتاج على اقل تقدير الى سنتين او اكثر ليتم انجازها او توزيع اراضي او تمليك مساكن وهمية او ان اوامرها غير قانونية وتحتاج الى الكثير من الاجراءات تثقل كاهل المواطن والدولة وهل هذا ما وصلت له الديمقراطية في بلدنا المظلوم وهل يمكن ان نعول على شعب ينخدع بسهولة ولا يطيع اوامر قياداته الدينية في ان يقوم بالتغيير وهل يمكن ان ننظر الى هذه الانتخابات انها ستنتج مجلس نواب جديد واعضاء ناجحين يستطيعون بناء وتأسيس حكومة وطنية كفؤة تخرج العراق من هذا المستنقع الذي وضعته فيه التصرفات الرعناء لحكومتنا الحالية وهل من المعقول ان يكون المقياس في اختيار المرشح على الضمان والكفلاء او على الاستخارة انه لأمر عجاب .