الموضوع : سأسرد أضاءة حول الخمر في الجنة وفق المعتقد الأسلامي ، والذي جاء في سياق الآية 15 من سورة محمد – مركزا فقط على موضوعة ” الخمر ” قدر الأمكان ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ) ، وتفسيرها وفق موقع / أسلام ويب ” أن الله تعالى حكيم في تدبيره وتشريعه وقد حرم الخمر في الدنيا لما فيها من الضرر على العقل والجسم ، وأباحها في الآخرة وجعلها لذة للشاربين منزهة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها وما فيها من الأضرار ، فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل بالكلية ” . ووفق موقع القرآن – تفسير الطبري ، أنقل تفسيرا ثانيا ( وقوله “ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ” ، يقول : وفيها أنهار من خمر لذة للشاربين يلتذّون بشربها . كما حدثني عيسى ، قال : ثنا إبراهيم بن محمد .. قال : سألت عنها الحارث ،فقال : لم تدسه المجوس ، ولم ينفخ فيه الشيطان ، ولم تؤذها شمس ، ولكنها فوحاء، قال : قلت لعكرمة : ما الفوحاء : قال : الصفراء).
القراءة الأولية : وفق المعتقد الأسلامي ، قد مر الخمر بعدة مراحل الى أن وصل الى مرحلة الأجتناب وليس التحريم ! أنقل هذه الأطوار بأختصار من موقع / أبن باز ( أول طور ، أقرهم عليها ولم يمنعهم منها في مكة المكرمة ، وهكذا في المدينة في أول الأمر أقرهم على شرب الخمر ، وكانت الخمر عند العرب لها شأن كبير ، وكانوا ينشدون فيها الأشعار ، وتقع لهم فيها العجائب والغرائب والبلايا .. ولو حرمت في أول الأمر فربما امتنع الناس من دخولهم الإسلام من أجلها .. ثم تطور تحريمها بعد ذلك حتى يدعها الناس عن قناعة وعن بصيرة ، بين لهم أولا في قوله جل وعلا : ” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا / سورة البقرة 219 ” ، فوقع في القلوب شيء من تحريمها . وكان عمر يقول : ” اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شافيًا ” . تطور أخر : ثم حرم عليهم تناولها عند الصلاة فقال جل وعلا : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ / سورة النساء 43 ” .. التطور الأخير: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ / سورة المائدة 90 ” . ) . * أضاءة : من سياق النصوص القرآنية المذكورة في أعلاه ، أن الله تعالى ، تماشى مع حاجات ورغبات البشر ، بل أنه أراد أن يدفعهم للأسلام ، من دون تحريم الخمر بداية ، فأستمر في تحليل الخمر دون تحريمه ، أملا أن يزيد أو يكثر من أتباع الدعوة المحمدية ! ، لأنه لو حرمه في بداية الأمر ، لنفر البشر من دعوة محمد / هكذا يفسر المفسرون ! . والتساؤل هنا : لما كان القرآن ” في لوح محفوظ / 22 سورة البروج ” وتفسيرها وفق الطبري ( أن اللوح هو المنعوت بالحفظ . وإذا كان ذلك كذلك كان التأويل : في لوح محفوظ من الزيادة فيه والنقصان منه عما أثبته الله فيه ) ، فهل القرآن الذي – هو محفوظ لدى الله منذ الأزل ، وهل الله العالم بكل شئ ، يحتاج الى هذه المراحل من أجل الوصول الى مرحلة الأجتناب ! . وأرى أن الله كأنه ندا للبشر وحاجاتهم / وفق تطور مراحل الخمر ، ولم يكن الله ذو حزم مع البشر ، بأعتباره هو الأعلى .
القراءة الشخصية : 1 . النص القرآني حول الجنة ، وما تتصف ، وما تتميز ، وما تضم .. كانت مبهرة لعقلية القبائل العربية ، في تلك الحقبة الزمنية ، وأنقل فقرة عن الجنة ، من مقال ل : علي محمد الصلابي / المنشور في موقع الشروق ، وبأختصار ( وتحدَّث القرآن عن نعيم أهلها .. وشرابهم ، وخمرهم ، وانيتهم ، ولباسهم ، وحليِّهم .. ونسائهم ، وعن أفضل ما يُعْطاه أهلها ، وعن آخر دعواهم ؛ بحيث أصبح الوصف القرآنيُّ للجنَّة مهيمناً على جوارح ، وأحاسيس ، وأذهان ، وقلوب المسلمين ) ، أي أن القرآن كان يفتن البشر بالجنة ، ويبلغهم بأنه حتى الخمر المجتنب شربه دنيويا ، مباح شربه في الجنة ، وبنوعيات ممتازة ( لم تدسه المجوس ، ولم ينفخ فيه الشيطان ، ولم تؤذها شمس ، ولكنها فوحاء قال : قلت لعكرمة : ما الفوحاء : قال : الصفراء ) . ولو فرضنا جدلا أن خمر الجنة فوحاء ، فكيف تبقى كذلك وهي بأنهار جارية ! ، مكشوفة ألم تتلوث ! . 2 . وحول الخمر ، الذي هو موضوعنا الأساس ، لدي بعض التساؤلات : أولا – شخصيا لا أدري عن كيفية معرفة نوعية خمر الجنة عن نوعية خمر الدنيا ،أهل جربه أحدا حتى يفتينا بهذا الوصف. ثانيا – وهل من المهام الألهية ، العمل على تخمير خمر الجنة ، بمواصفات أخروية . أرى أن هذا النص بنية ومضمونا ، به تجاوزا على الذات الألهية . ثالثا – وتساؤل أخر ، لم الله حرم الخمر / أجتنبوه ، في الدنيا ، وحلله في الجنة ، والمعلومة البديهية تقول ، أن الخمر يعني ” الخمر هو من التخمير ” ، أي أنه يسكر ، ولكن فقهاء وشيوخ الأسلام دائما يرقعون في التفاسير ، ففي موقع / أسلام ويب ، يجاوب على هذه النقطة / بالترقيع التالي ( أن الله تعالى حكيم في تدبيره وتشريعه وقد حرم الخمر في الدنيا لما فيها من الضرر على العقل والجسم ، وأباحها في الآخرة وجعلها لذة للشاربين منزهة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها وما فيها من الأضرار ، فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل بالكلية ) فهل الله وملائكته ، يخمرون خمرا في الجنة ، خال من الكحول مثلا ، كما يباع في الأسواق والمحلات ! ، وماهي قاذورات خمر الدنيا ..هذه مجرد تساؤلات . 3 . وأن الرسول ذاته ، كان يشرب النبيذ ، ولكن المفسرون ، يرقعون ذلك ، بقولهم ، قبل أن يختمر – في الليلة الثالثة ( في صحيح الإمام مسلم باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا ، وتحته أحاديث منها عن ابن عباس قال: كان رسول الله ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر ، فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب / نقل من موقع أسلام ويب ) . والتساؤل : أيوجد سندعلى ذلك ! ، ومن يمنعه من شربه بعد أن يختمر ! ، وهو رسول الله ، الذي حلل له الله ، ما لا يحل لغيره من البشر .. كل ذلك تساؤلات ! . 4 . وبصدد الخمر أيضا ، وبالرغم من أختلاف الأقوال بشأن التوضأ بالنبيذ ، ولكني وجدت لزاما أن أورد التالي ” قال الشارح : وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنبيذ، منهم : سفيان الثوري وأبو حنيفة وغيره . وهذا ضعيف ، وأظنه مذهب الأحناف . / كتاب شرح جامع الترمذي – عبد العزيزالراجحي“.. ومن جانب أخر ، قال الداعية الإسلامي الأزهري الشيخ د . مصطفى راشد “إن هناك أحاديث تقول إن الرسول محمد كان يشرب النبيذ ، بل وتوضأ به / موقع لكم الحرية” . * مما سبق يتاكد لنا ، من أنه لا وجود لأيحديث .. مؤكد في صحة وحقيقة في كل ما ورد في عموم الموروث الأسلامي . خاتمة : أعتقد أنه لا بد لي ختاما ، أن أبين الفرق ، ما بين التحريم والأجتناب ، الوارد في نص الآية ” .. إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ .. / 90 سورة المائدة “ . فمن قاموس المعاني ، أورد الشروح التالية : اِجتَنَبَ – ك / فعل . مثلا اجْتَنَبَ الشيءَ : ابتعد عنْه . بمعنى أدق ” أجتنبوه تعني أبتعدوا عنه ، ولا تعني حرمناه عليكم ” . بينما ، الفعل حَرُمَ . ” حرُمَ الشيءُ : امْتنع . حَرُمَ عَلَيْهِ : لَمْ يَحِلَّ لَهُ وَمُنِعَ مِنْهُ ” . وهناك فرق شاسع بينالأبتعاد عن الشئ والأمتناع والنهي عنه ، خلاصة الأمر أسلاميا :أن الخمر ليس حراما شربه ، ولكن نصح بالأبتعاد عنه ! .