وجدت شخصا يجلس على رصيف الويلات وقد تأبط آهاته , وإنحنى على دفترٍ فوق ركبتيه , وإنشغل يإستحضار الأسماء اللائقة بالإنتخابات.
قلت: أيها الأخ ماذا جرى لك؟
قال: دعني أخترع إسما؟
قلت: وماذا تعني , وهل أن الأسماء مخترعات؟
قال: لكل إسم براءة إختراع!
قلت: وما الإسم الذي تريد أن تبرع بإختراعه؟
فأخذ يحدّجني بدهشة ثم راح يقول: إنتخاب , إنتحاب , إضطراب , إنقلاب , إكتئاب , إحتراب , إنتهاب , إرتهاب , إنعطاب , إنكراب….!
قلت: وماذا بعد؟
قال: قلت , وماذا بعد؟
قال: إستلاب , إغتصاب , إنعصاب , إنكباب , إنحطاب , إنتضاب , إنحجاب , إنشباب , إلتهاب…!
قلت: وماذا تريد أن تقول؟
قال: كيف نسمي ما نقوم به إنتخاب؟!
قلت: سميه إقتراع!
قال: بل إنقطاع , إنتفاع , إنصراع , إنفلاع , إنقلاع , إنتزاع , إلتياع , إنفجاع , إنصياع , إبتياع , إبتلاع , إرتياع ….!
قلت: كيف ستخترع إسما لما يجري من نزاع؟!
قال: دعني لوحدي , أريد أن أذهب إلى مزبلةٍ غنّاء , علّني أستحضر إسما للبلاء!
قلت: ولماذا تبحث عن مزبلة , وكل ما حولك موضع للنفايات والأفكار الآسنة؟
قال: دعني أفكر لوحدي , حتى أصرخ مذهولا كما فعلها أرخميدس “وجدتها , وجدتها”!
تركت الأخ على قارعة الطريق , وحسبته حالة أخرى , وتمنيت له الشفاء من محنته الكأداء.
وعندما مررت من ذات الطريق في اليوم التالي , وجدته فسلمت عليه , وقلت: نحن بخير , فأنت في مكانك وأنا أمرّ بسلام بذات الطريق!!
حدّق بوجهي , ونهض متحمسا , وهو يقول: وجدتها وجدتها!
ومضى هاتفا : إعتصافات , إعتصافات؟!!
قلت: وماذا تقصد؟
قال: الإنتخابات مثل العواصف والأعاصير في مجتمعاتنا , وإعتصاف من العاصفة والعصف , فنحن نعيش أيام عواصف شرسة , ستتسبب بخسائر مروعة , وبعدها ستمتليئ صناديق العواصف بالآهات , وراح ينادي “تعيش الإعتصافات , وتحيا الآهات “!
وصرت أتأمله , وأتساءل عن معنى الإنتخابات؟!!