رحم الله الشهيد عز الدين سليم, كان من الرعيل القيادي الأول في حزب الإسلامية؛ غير إن الشهيد (أبي ياسين) أنشق مبكراً وأسس كياناً خاصاً, لم تكن أسباب إنشقاقه تنظيمية ولا خلافية؛ إنما بسبب النظرة المناطقية التي سادت في أوساط الدعاة, فبعد إستشهاد قادة الكادر البصري للحزب حدث أمر ما, لم يقوى البصري الوحيد في قيادة الدعوة على المواجهة ففضل العمل بصمت..!
رحل الشهيد ولم ينطق بالسر؛ غير إن تحكم الدعاة كشف الغصات التي تكسرت بصدره, فالعداء الذي كشرت به زمرة الرئيس ضد البصرة, يوازي ما كانت تضمره الفئة الصدامية العفنة..
ليس من باب المصادفة إن تتحول رموز ورجالات النظام البائد في البصرة إلى رجالات وعوامل سيطرة تتحكم بالرئيس المالكي وبحزبهِ..دعونا من (صدامية) القرنة والنائب الذي غير أسمها, ليس مهماً إن نستذكر رقصه بحضرة الطاغية السابق, وكيف تحوّل إلى وكر لدولة الرئيس الحالي..عفا الله عما سلف, وللشهداء الجنة..!
تلك حقبة ولّت, ونحن أبناء الحاضر؛ صار خلف عبد الصمد محافظاً للبصرة وأعاد (82%) من ميزانيتها عام 2012, وبتبادل سلمي رائع, صار ماجد النصيراوي محافظاً جديدً, بينما تحول خلف رئيساً لمجلس المحافظة؛ أي بعملية إتفاق بين الحالي والسابق الذي حضر جلسة أختيار المحافظ وأعطى صوته للنصيراوي..
طالما الوضع لم يتغير, فالمواقف ثابتة؛ بيد إن نقطة التبدّل التي قلبت الموقف رأساً على عقب ظلت خافية على الجميع, قد يكون للسياسية, والمناصب, والطموحات والأطماع دور؛ لكن الدور الأكبر في إنقلاب (حزب الدعوة) على المحافظ الحالي هو للعقد المبرم مع (شركة إنترناشيونال الأمريكية) لتأسيس وبناء الخطة الأستراتيجية للمحافظة العام الحالي, يضاف لها مطالبته بــ(5) دولار, وتخصيص المبالغ النقدية لإبناء المحافظة.. هذه الخطوات كفيلة بتغيير واقع البصرة بمجرد دخولها حيز التنفيذ..
وللدعاة رأياً آخراً, سيما إن المحاكم وتغيير القضاة فيها دخلت ضمن إختصاصات القائد؛ فصارت حكومة البصرة عرضة للتهديدات المستمرة, قد تتغير, ولعلها أوشكت على ذلك, لكن الدرس الذي تعلمناه بليغ جداً, فالبصرة يجب إن تبقى كما أراد لها المقبور عهداً من الدعاة الجدد..إذا أراد النصيراوي بقاءً, عليه إلغاء خطواته الناهضة, لكن التاريخ سيجعله بخانة من سبقه..
رحم الله الشهيد عز الدين سليم, رحل والألم يعتصر قلبه من زملاءٍ طالما ضحى من أجلهم, وأكتشف دونيتهم تجاه أبناء جلدته..!