16 نوفمبر، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

“الدبلوماسية الإيرانية” ترصد .. من “قمة الرياض” وحتى مستقبل “الاتفاق النووي” !

“الدبلوماسية الإيرانية” ترصد .. من “قمة الرياض” وحتى مستقبل “الاتفاق النووي” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية:

بالأمس القريب تابعنا تفاصيل القمة الطارئة للدول الإسلامية في “الرياض”. وكان السيد “حسن نصرالله”؛ أمين عام (حزب الله) اللبناني، قد كشف في خطابه الأخير عن تعلق الفلسطينيين؛ وبخاصة شعب “غزة”، بتلك القمة وأنهم كانوا يأملون أن تُفضي إلى قرار جماعي وجاد ورادع. كما يستهل “محمد مهدي مظاهري”؛ تقريره المنشور بصحيفة (الدبلوماسية الإيرانية).

وكانت (حماس) قد طلبت؛ في رسالة إلى قادة الدول العربية والإسلامية المشاركة بالقمة، اتخاذ قرار تاريخي ومصيري والاستفادة من كل الإمكانيات العربية والإسلامية في إدخال المواد الغذائية والمياه والأدوات الطبية والوقود إلى “غزة” بهدف تحسّين أوضاع مستشفيات القطاع، والضغط على “الولايات المتحدة”؛ باعتبارها الراعي الرئيس لـ”الكيان الصهيوني”.

قمة هزيلة..

لكن مع الأسف لم تتحقق هذه التطلعات؛ حيث اكتفى المشاركون في القمة بإصدار بيان يُدين الهجمات والجرائم الصهيونية في “غزة”؛ ويُطالب الوقوف الفوري للعمليات العسكرية، وكسر حصار “غزة”، والسماح بدخول قوافل المساعدات البشرية إلى القطاع.

كما طلب المشاركون إلى “محكمة العدل الدولية” التحقيق العاجل بالجرائم الحربية الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن دون إجماع على فرض عقوبات أخرى.

ورُغم قوة مواقف وتصريحات سائر القيادات المشاركة بالقمة، لكن لم تُفض بالنهاية عن إنجازات ملموسة أو مؤثرة قد تلملم ورق الحرب في “غزة”.

لماذا فشلت قمة 57 دولة ؟

والسؤال: لماذا ؟ وكيف تفشل 57 دولة إسلامية عضو بـ”منظمة التعاون الإسلامي” وبعضها من القوى الإقليمية المؤثرة مثل: “إيران، والسعودية، وتركيا، ومصر، وقطر، وإندونيسيا”، في اتخاذ قرار يُنهي كارثة “غزة” ؟

الإجابة الأولية هي اختلاف المصالح والأهداف السياسية، ورُغم امتلاك الدول أعضاء “منظمة التعاون الإسلامي” كثافة سكانية كبيرة، ومصادر الطاقة، وأدوات ضغط مثل العقوبات الاقتصادية وغيرها، لكن الآفاق السياسية المستقبلية لتلك الدول على الساحتين الدولية والإقليمية متفاوتة.

فبينما تُريد دول مثل “إيران وسورية” تقوية (محور المقاومة) في المنطقة والقضاء على “إسرائيل”، وتأسيس “دولة فلسطينية” مستقلة، وطرد “الولايات المتحدة” من المنطقة، تتخوف أغلب الدول العربية وكذلك “تركيا” إلى حدٍ ما من انتصارات (محور المقاومة)، وتدعم حل الدولتين ولا تُريد القضاء على “إسرائيل” أو طرد “أميركا” من المنطقة بالكامل.

لذلك فشلت الاجتماعات المتوالية بداية من “القاهرة” وحتى “الرياض” في تحقيق نتائج ملموسة ومعالجة آلام شعب “غزة”.

تباين المواقف من “الكيان الصهيوني”..

السبب الثاني لفشل قمة الدول الإسلامية في “الرياض”، هو اختلاف موقف هذه الدول من “الاتفاق الإبراهيمي” والمصالحة السياسية مع “إسرائيل”. فبينما ترى “إيران” وسائر أعضاء (محور المقاومة) في تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، خيانة للأهداف الفلسطينية ومؤشر على زيادة النفوذ الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، لا تُريد دول الخليج تدمير كل الجسّور وتوتير علاقاتها مع “الولايات المتحدة”، بل و”الكيان الصهيوني”، ويحرصون على عدم التمادي أكثر من التصريحات النارية.

ويُشاركون في الاجتماعات “العربية-الإسلامية” المختلفة للحفاظ على سمعتهم داخليًا وخارجيًا، لكن بالوقت نفسه يجتنبون اتخاذ أي قرار يفرض ضغوطًا حقيقة على “الولايات المتحدة وإسرائيل”، والتأثير سلبًا على علاقاتهم المستقبلية.

التطبيع ما بعد “طوفان الأقصى”..

في ضوء ما تقدم؛ يجب الاعتراف بأن هجوم (حماس) على “إسرائيل”؛ بتاريخ 07 تشرين أول/أكتوبر 2023م، وبداية حرب دامية في “غزة”، يعوق مسّار المصالحة السياسية وتحسّين علاقات بعض الدول العربية كـ”السعودية” مع “الكيان الصهيوني”، والمتوقع بالنظر إلى جرائم هذا الكيان من مثل استهداف المراكز الطبية، والأطفال والنساء، فقد تزداد مستقبلًا حالة النفور بين الشعوب العربية من “الكيان الصهيوني”، وبالتالي فشل محاولة تهيئة أوضاع المصالحة “العربية-الإسرائيلية”.

لكن مع الأسف فإن موقف الدول العربية والإسلامية في “قمة الرياض” الأخيرة يوحي بالعكس. بعبارة أخرى انتهاء أعمال القمة دون اتفاق المشاركين على اتخاذ إجراء صارم أو فرض عقوبات على “أميركا” و”إسرائيل”، يؤكد أن لتلك الدول خطط لمستقبل علاقاتهم مع “الكيان الصهيوني”.

وعليه وانطلاقًا من معارضة “الجمهورية الإيرانية”؛ باعتبارها قوة إقليمية مؤثرة لـ”الاتفاق الإبراهيمي”، سوف يتعين عليها الضغط على دول الخليج بهدف المساهمة في إنهاء حرب “غزة”.

وفي ظل الأوضاع الراهنة فإن تحفيز الرأي العام العالمي ضد العمليات الإسرائيلية غير الإنسانية في “غزة”، يخلق أجواء مناسبة للاعب الإيراني، ومن ثم يتعين على المسؤولين الدبلوماسيين الإيرانيين الاستفادة من هذه الحالة وبالطبع إمكانيات المصالحة السياسية مع “السعودية”، لإقناع الدول الإقليمية والمؤثرة في العالم الإسلامي على اتخاذ إجراءات أكثر جدية بالتوازي مع التعاون مع (محور المقاومة)، ودفعهم في مسار يقطع عليهم طريق العودة إلى “إسرائيل”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة