………. حقيقـــــة لا تذكـــــــر:
عندما تحدث اكثر السياسين عن الاقتصاد العراقي، لم يتجرأ أحدهم على ان يكشف لشعبنا، ذلك السبب الحقيقي، الذي يقف وراء رفع سعر الوقود من 20 دينار الى 450 دينار، أي مضاعفة سعر الوقود، حوالي اكثر من 20 مرة.. لماذا؟
من طلب رفع سعر الوقود؟ ولماذا وافقت الحكومة؟ ولماذا سكت الجميع؟ وما هي الأضرار التي سببها هذا الارتفاع على الصناعة والزراعة.. وعلى حياة المواطن؟
لقد رفعت الحكومة اسعار البنزين و (الكاز) و… وبنسب خيالية، وتعذرت الحكومة على ان الزيادة سببها هو تنفيذ شروط صندوق النقد والبنك الدوليين ونادي باريس الذين وضعوها لاطفاء الديون وتسهيل الاقتراض وتقديم المنح المالية للمشاريع والخدمات، ويبقى السؤال، لماذا يطالبون برفع سعر الوقود؟
وبوقاحتها المعهودة، صرحت الحكومة، وتحديدا، المتحدث بإسم وزارة النفط، الذي صرح:
أن أسعار المحروقات في العراق ما زالت أرخص من مثيلاتها في الدول المجاورة، على الرغم من الزيادة الاخيرة على الاسعار.. !!!
ويحق لاي مواطن ان يدقق في تاثير هذا القرار الخطير، على الصناعة، وهل يمكن لاي نشاط صناعي ان يستمر في ظل غياب (الكهرباء الوطنية).. وصعوبة استخدام (مولد) لارتفاع سعر (الديزل).. وما يترتب من كلفة اضافية على سعر اي منتج محلي، اليوم ، بسبب ارتفاع سعر الوقود عموما، والديزل خاصة..
وهذا، يصح، ايضا، على النشاط الزراعي، وصعوبة استخدام المضخات او الالات الزراعية، بسبب ارتفاع سعر (الديزل)..
………. هل بقيت صناعة؟ زراعة؟
معوق آخر امام الصناعة والزراعة.. وهما يعانيان منافسة حادة، بسبب الاستيراد المفتوح، وغياب اي اهتمام حكومي، حقيقي، فعلي، بالنشاط الصناعي والزراعي..
ثم تلك الكلف الاضافية المترتبة على نقل المنتج الصناعي والزراعي، بسبب ارتفاع سعر الوقود..
وسيجد الصناعي والزراعي، نفسه وحيدا، في ظل تنافس شديد مع بضاعة اجنبية رخيصة الثمن، وفي ظل حكومة لا تفهم في الصناعة او الزراعة، فضلا عن عدم اهتمامها بهذا النوع من المواضيع (الغير انتخابية)..
حكومة سكتت دهرا.. لتنطق قبل الانتخابات.. وكأنها لم تكن موجودة..!!
وينعكس ذلك، القرار الحكومي الخاطيء، بزيادة اسعار الوقود، على حياة المواطن، بشكل قاهر، وغير طبيعي، يكفي ان نذكر ان اجرة (النفر) من باب المعظم الى البياع هي 2000 دينار، وهذا يعني ان الطالب، الذي يداوم في كلية ما، في باب المعظم، عليه ان يدفع 4000 دينار يوميا، لاجل النقل، وحوالي 100 الف دينار شهريا!!
كذلك الموظف، او الكاسب..!!
واذا كان 3 أفراد من العائلة، بين طالب او موظف، عليهم دفع 300 الف دينار..!! بينما تشترط الحكومة ان يكون دخل الطالب اقل من 500 الف، ليحق له الحصول على منحة 100 الف دينار..!!
اما اذا اضطر احدنا الى أستخدام (تاكسي) فأنه قد يضطر الى دفع 10 الاف دينار، واحيانا اضطر الى دفع 20 الف دينار، ذهابا وايابا الى العمل!! واذا تمكنت من ذلك، هل يتمكن كل مواطن من توفير اجور النقل المرتفعة جدا، في العراق؟
لماذا لا نجد في البرامج الانتخابية اية مطالبات من هذا النوع؟ اقصد المطالبة بتخفيض سعر الوقود…
هل يحتاج العراق الى (شافيز)؟؟
لقدر رفض (شافيز) مطالبات (الخارج) بزيادة سعر الوقود.. وتحمل التهديدات..لكنه حافظ على اشياء أهم، لقد حافظ على الصناعة والزراعة .. وحفظ حقوق ابناء شعبه في ثرواتهم..
ان زيادة سعر الوقود جريمة في حق شعبنا المظلوم.. وقد ترتب عليها قتل للنشاط الزراعي والصناعي، فضلا عن زيادة الحمل والهم على كاهل المواطن..
لماذا لا يرفع (المرشحون) صوتهم عاليا.. ويعلنوا إنهم ضد (زيادة سعر الوقود).. ولماذا لا يتعهدون بتخفيضها؟؟
وللحديث بقية..
………. الكاتب في سطور:
أستاذ في كلية الهندسة – ج. المستنصرية. حصل على الدكتوراه من ج. بغداد، والماجستير من ج. التكنولوجية، والبكالوريوس من ج. البصرة. عارض الديكتاتورية.. ويؤمن بالشراكة الوطنية لاجل عراق مستقل ديمقراطي حر.. لتحقيق الامن والخدمات لشعبنا المظلوم.. مرشح تسلسل 25 في قائمة الشراكة الوطنية 269
صفحة الكاتب على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh