وتغدر بي الأقارب والأداني فلا عجب إذا غدر الصحاب
ويقول ايضا الشريف الرضي في قصيدة اخري
لأي حبيب يحسن الرأي والود وأكثر هذا الناس ليس له عهد
أكل قريب لي بعيد بودِّه وكل صديق بين أضلعه حقد؟
المكون السني يبنون بيت الشعر العصر و يهدمونه الصبح
الدنيا مجرد مسرح كبير يصعب على الإنسان أن يدرك فيها حقيقة الآخرين وما تخفيه نفوسهم نحوه، وإن كانوا ممن يتعامل معهم بشكل يومي، لأنهم يرتدون أقنعة جميلة وجذابة هم أبعد ما يكونوا عنها لكونها غير معبرة عن حقيقتهم؛ كقناع المحبة على سبيل المثال، فلربما يحمله من له في قلبه الكره والحقد والحسد تجاهك دون أن تدري، لأنها من المشاعر المضمرة التي لا تظهر من دون مواجهة المواقف الحياتية التي لا تحتمل الزيف والخداع، فكثيرون من نجدهم معنا في مقدمة الصفوف في السراء، لكنهم في الضراء يتراجعون للخلف، بل وقد يغيبون عن الأنظار فيهربون عنا ويتخلون عن كل ما كانوا يبرزونه في لحظات السعة والرغد، فالظروف القاهرة والمأساوية هي الوسيلة الوحيدة لكشف حقيقة من إدعى نبل الأخلاق وصدق المحبة.و
لولا رياح الشدائد العاتية لظل المرائي الكذاب في نظرنا صادقا، ولبقي المنافق الخداع والصريح النزيه سواء في نظرنا بعيدا عن الاحتكام للمواقف الفاضحة التي تأتي بها المحن، ولولا صروف الدهر ما كنا لندرك أن الناس معادن، وكثير منهم يصدأون بمجرد ظهور مصيبة من المصائب، وقليل هم من يحافظون على بريق معدنهم حينما تحل الكرب بنا وتنزل البلايا علينا، فتلقي الأحداث المأساوية بظلمتها على الأجواء التي تظهر الحقائق وتبين المواقف، في مثل هذه اللحظات التي ترى فيها المحيطين بك بدون قناع، وتبرز الوجوه بدون تجميل خارجي، وتنفذ للنفس الأمور الصائبة لتبصر الناس على حقيقتهم كما هم بحلوهم ومرهم وبجمالهم وقبحهم.
خصوم الحلبوسي بقيادة الكربولي و رافع العيساوي يرفعون شارة النصر بعد قرار المحكمة الاتحادية و اخراج الحلبوسي من البرلمان وينشرونها في صفحاتهم وصفحات من يواليهم بكل ازدراء وحقد وكره ويتنابون بالظهور علي شاشات القنوات وكأنهم محررين لغزه من العدوان الاسرائيلي متبجحين بالنصر العظيم
الي هذ الحد وصل بالمكون من ضياع القيم والمبادئ واثبتوا لنا انهم زعامات منافع ومناصب وزعامات تبني قصورها ومجدها علي حساب المغرر بهم بنماذج اختارت طريق الخداع والنفاق والرياء ومنهم من له ماضي اسود في دعم الارهاب واختار التعكز عليه وسقط واستفر وفر ولاذ بدول تريد الخراب للعراق وكانت تحرك بيادقها بالمال فعلا كما يقول العراقيين بمثلهم الشعبي المتوارث
( البزون تفرح بعمى اهلها )