منذ تشكيل اول حكومة منتخبة في اقليم كوردستان في عام 1992 واجه الأقليم وشعب كوردستان جملة من المشاكل والمعوقات والصعوبات الأقتصادية والأمنية والمالية ،منها ناجمة عن سياسات ونهج النظام الدكتاتوري السابق كالمدن والقرى المدمرة وفقدان البنى التحتية والخدمات بشكل عام بسبب التدميرالهائل الذي لحق بالمدارس والمستشفيات والطرق والجسور ومحطات الكهرباء ومشاريع المياه والزراعة والصناعة وكل ما تحتاجها الحياة العصرية،ومنها ناجمة عن للخلافات مع الحكومات الأتحادية التي توالت تصدت للمسؤولية بعد 2003.
لكن كل تلك المشاكل والصعوبات لم تقف عائقا امام ارادة الحكومة الفتية وتمكنت بخطى حثيثة وتخطيط سليم وثقة عالية بالنفس من الشروع بمعالجتها وفق الأولويات من خلال وضع خطط آنية لضرورات الحياة وخطط مستقبلية لأعادة اعمار كل مادمرته الحروب خلال عقود من الزمن وبالاخص البنى التحتية وتأمين حياة حرة كريمة للمواطن الكوردستاني الذي ذاق مرارة عقود من سياسات القمع والتنكيل والتشريد.
لست بصدد التقليل من اهمية و منجزات الحكومات التي سبقت الكابينة السادسة برئاسة السيد نيجيروان بارزاني،كون الحكومات التي سبقته قدمت منجزات على قدر الأمكانيات المتاحة والظروف السياسية في الأقليم والعراق بشكل عام، لكن بعد توحيد الأدارتين وتشكيل الوزارة الخامسة في عام 2006 التي اكتسبت خبرات وتجارب من الحكومات التي سبقتها انجزت العديد من المشاريع الستراتيجية كالمطارات وانشاء البنى التحتية كبناء الطرق والجسور و المدارس والمستشفيات فضلا على المشاريع السكنية العملاقة وتوفير الخدمات اللازمة لها وجذب الأستثمارات وتبني السياسة النفطية واحداث تغيير جذري في جميع القطاعات الحيوية رغم المشاكل والتحديات والحجم الكبير من الدمار الذي الحقه النظام الدكتاتوري والأقتتال الداخلي.
لكن الكابينة التاسعة كانت مميزة عن جميع الحكومات التي سبقتها من حيث تنفيذ المشاريع والتخطيط لمشاريع مستقبلية ضخمة توازي الزيادة السكانية وتأمين ما تحتاجه الحياة العصرية في سباق مع الزمن لخدمة مواطنيها، هنا بودي الأشارة الى منجزات حكومة السيد مسعود بارزاني والتحديات الكبيرة التي واجهتها بعد انتشار جائحة كورونا التي اثرت سلبا على الأقتصادي العالمي بشكل عام واقليم كوردستان على وجه الخصوص نظرا لسقوط اسعار النفط في تلك الفترة بحيث لم تكن تغطي كلف الأنتاج والنقل.
وحزمة المنجزات هي :
*طبقا لما اعلن عنه الدكتور آكرين عبدالله وزير الأعمار والأسكان لموقع (باسنيوز) وضعت الكابينة التاسعة اكثر من 1300 كيلومتر من الطرق والجسور وملحقاتها بكلفة اجمالية تقدر ب(883)مليار دينار في خدمة المواطينين.
* في المجال المالي، تمكنت الحكومة من الاستمرار في توزيع الرواتب شهريا، وعلى الرغم من التلكؤ في بعض الأحيان أو لبضعة أشهر في عدم دفع الرواتب بنسبة 100 بالمئة، إلّا أن عملية التوزيع تواصلت، وفق ما كان متاح من ميزانية.
*تمكنت الحكومة من تخطي مرحلة عصيبة من دون إيرادات بعد توقف صادرات النفط بناءا على قرار محكمة تحكيم غرفة تجارة باريس. ولم تقترض أموالاً ، بل خفضّت الديون الحكومية، وسدّدت في الآونة الأخيرة ما يزيد عن مليار دولار من القروض.
* أسهمت الإصلاحات في المجالين المالي والإداري وتنفيذ قانون الإصلاح، في زيادة الإيرادات الداخلية بشكل ملحوظ وبنسبة 100 بالمئة.
*من حيث تعزيز البنى التحتية الاقتصادية لإقليم كوردستان، عملت حكومة السيد مسرور بارزاني على تنويع الاقتصاد، واولت اهتماماً خاصاً بالقطاعين الزراعي والصناعي والسياحي والأستثماري. ففي المجال الزراعي عملت على توفير فرص كثيرة فيما يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية المحلية الكوردستانية إلى الخارج، وعملت ايضا على إيجاد أسواق خارجية.
*نفذت الحكومة مشاريع كبيرة وستراتيجية لتوفير الأمن الغذائي، بعضها أُنجز، والبعض الآخر قيد الأنجاز، كما عملت على توفير الأمن المائي من خلال إنشاء السدود والبرك مائية.
*في قطاع الكهرباء عززت الحكومة البنى التحتية للطاقة الكهربائية بهدف منع هدرها. كما قامت بزيادة الإمدادات الكهربائية وإضافتها إلى الشبكة الوطنية.
* في مجال النقل العام، قطعت الحكومة خطوات عملية لتفعيل نظام النقل العام وبناء خطوط سكك الحديد بين المحافظات الاربعة .
* في مجال الإدارة، أجرت إصلاحات في منظومة الحكم والإدارة على مستوى الوزارات كافة. وبهذا الصدد، تم تدشين الكثير من الخدمات الحكومية إلكترونياً، واتخذت خطوات عملية لإنشاء حوكمة إلكترونية، وتأسيس مركز بيانات مركزي للحكومة، فضلاً على تأسيس نظام رقمي للإحصاء والتعداد السكاني في إقليم كوردستان.
* تخفيض البيروقراطية في الدوائر والمؤسسات الحكومية، حيث شمل توزيع الصلاحيات ونقل الخدمات من مراكز المحافظات إلى مستوى الأقضية.
* العمل الجاد على مكافحة الفساد، إلى جانب إنهاء والحد من هدر الإيرادات العامة وإساءة استخدام السلطة.
* في مجال الاهتمام بالتربية والتعليم،عدا تثبيت معلمي العقود وتأهيل وبناء العديد من المدارس وتطوير التعليم عبر الإنترنت (أون لاين) وتوسيع العلاقات الأكاديمية والتعليمية بين حكومة إقليم كوردستان والدول الأخرى،اسست الحكومة (هيئة اعتماد مؤسسات ومناهج التربية والتعليم العالي).
* في المجال الدفاعي وحماية الأمن الوطني، للمرة الأولى في هذه الكابينة، دخلت إصلاحات وزارة البيشمركة وتوحيد قوات البيشمركة حيّز التنفيذ، واطلاق حملة للقضاء على الأسلحة غير المرخصة.
*على صعيد العلاقات مع الحكومة الاتحادية وفي إطار سياستها الهادفة لحل المشاكل العالقة والحفاظ على حقوق الأقليم القانونية والدستورية، بذلت الحكومة قصارى جهدها من أجل حل المشاكل، ولطالما أجرى وفد حكومة الإقليم زيارات إلى بغداد سعياً للحوار والتوصل إلى حلول جذرية بموجب الدستور.
* في المجال الدبلوماسي والعلاقات الدولية، عملت حكومة السيد مسرور بارزاني على توطيد العلاقات وتعزيزها مع دول المنطقة والعالم وبناءعلاقات سليمة ومتينة مبنية على الأحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
ومن جانب آخر الحكومة عازمة على تنفيذ مشاريع طموحة اخرى فيما تبقى من عمرها، فهي ماضية في سياسة تنويع الأقتصاد والخروج من هيمنة الأقتصاد الريعي من خلال الأهتمام وتطوير قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة،فضلا على بناء سدود جديدة مواصلة لسياستها في تأمن الأمن المائي، وتأسيس نظام بيئي لحل مشكلة النفايات،والعمل على زيادة معدلات انتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية والغاز المحترق.
مجمل المشاريع المنفذة التي دخلت الخدمة وماتبقى من مشاريع كبرى طموحة دلالة واضحة على نجاح الحكومة في تنفيذ برنامجها وخططها الطموحة وهي عازمة وبأصرار كبير على توفير حياة حرة كريمة تليق بالمواطن الكوردستاني الذي عانى من الفقر والحرمان عقود من الزمن على يد الأنظمة التي توالت على حكم العراق.