وكالات – كتابات:
خلال الأحداث الأخيرة في “غزة”؛ جراء القصف الوحشي الإسرائيلي على القطاع، ظهر على الواجهة؛ وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من الشخصيات التي نقلت الأحداث، من بينها الطفل “عبود”؛ أو “الصحافي الطفل”، كما أطلقوا عليه متابعيه.
عُرف هذا الطفل بتقمصه شخصية المراسل؛ ونقله للأحداث الواقعة بشكلٍ كوميدي، الشيء الذي استحسّنه العديد من الناس.
“ننشر لكم آخر التطورات”..
بعبارة: “من هنا ومن قطاع غزة ننشر لكم آخر التطورات في البلاد”، وغيرها، اشتهر الفتى؛ “عبدالرحمن بطاح”، أو “عبود” كما يُسّمي نفسه بين أهالي “غزة”، ومتابعيه على كل من (إنستغرام) و(فيس بوك).
استطاع الطفل الغزاوي أن يخطف قلوب الجمهور بأسلوبه الكوميدي في عرض هجمات “إسرائيل”؛ على “غزة”، حيث لم تمنعه ظروف الحرب في أن يتناول القصف الإسرائيلي بأسلوب كوميدي؛ إذ تجاوز حسابه على (إنستغرام) حاجز مليونيْ متابع في أقل من شهر.
كما يعتمد “عبود” على السخرية من جُرم “إسرائيل” في حق الشعب الفلسطيني، وأطلق عليه رواد “السوشيال ميديا”؛ المراسل الطفل، فيما أعطى نفسه لقب أفضل مراسل في العالم، وخليفة الصحافية “شيرين أبو عاقلة”، بينما حازت فيديوهات “عبود الفلسطيني” إعجابًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
من “عبود الغزاوي” ؟
“عبود” أو “عبدالرحمن بطاح”؛ هو شاب فلسطيني يبلغ من العمر: (17 سنة)، من مواليد مدينة “غزة”، من صغره كان “عبود” يحلم أن يكون صحافيًا في المستقبل، لينقل للعالم وحشية الاحتلال الإسرائيلي والصورة الحقيقية للفلسطينيين، الذين يفقدون كل يوم العديد من الشهداء.
حقق “عبود” الحلم خلال الأوضاع الأخيرة في “غزة”، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من: 11 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.
ما ميّز طريقة نقل الخبر من قبل “عبدالرحمن”، والتي أحبها معظم متابعيه، هي نقله الأحداث من داخل “غزة” بشكلٍ مختلف عما نشاهده في المواقع الأخرى، إذ يقوم بالسخرية من القصف الإسرائيلي وجنود الاحتلال.
حصدت فيديوهات “عبدالرحمن” مشاهدات تصل إلى الملايين وآلاف الإعجابات والتعليقات التي تُشّجعه على الاستمرار في تقديم المعلومة أو تطوير مهاراته.
اختفاء الصحافي الطفل المفاجيء..
خلال الأسبوع الأول من شهر تشرين ثان/نوفمبر الحالي؛ اختفى “عبود الغزاوي”، عن “السوشيال ميديا” لعدة أيام، وبعدها انتشرت شائعات عن استشهاده جراء قصف “إسرائيل” لمنزله، لكنه عاد من جديد في فيديوهات جديدة، ويُعلن استمراره في نقل ما يحدث في “غزة”.
وقال عبر حسابه بـ (إنستغرام): “الحمد لله أنا وعائلتي بخير، اشتقت لكم كتير، كلنا سنموت، لكن هنيئًا لمن غادر الدنيا شهيدًا”. موضحًا أنه كان على وشك الاستشهاد، وأنه في الأيام الأربعة الماضية شهد عشرات الجرائم بالقرب من بيته، ومرت الليالي دون أن ترى أعين أسرته النوم.
ليظهر بعدها في فيديو جديد نقل من خلاله، بطريقته المعهودة، الأوضاع من داخل “المستشفى الإندونيسي”؛ في “غزة”، الذي يُعاني نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء وعدم قدرة الأطباء على إجراء الجراحات للمرضى.
وكانت أول مرة يظهر “الصحافي الطفل” مرتديًا درع الصحافة، وكشف أنه اختفى بسبب انقطاع الاتصالات عن المنطقة التي يعيش فيها، فضلاً عن أنه شاهد خلال الأيام الماضية مآسي كبيرة، منها مقتل أصدقائه وجيرانه في قصف عنيف، وأنه بات ينتظر دوره في أية لحظة.