28 سبتمبر، 2024 5:19 ص
Search
Close this search box.

الخيار الاخير ! !

تُعرض على الفرد احياناً خيارات عديدة جراء ضغوطات لا حصر لها ولا يجد امامه الا خياراً واحداً قد يطلق عليه الخيار الاخير ، وغالباً ما يكون خياراً فيه نجاته وقد يكون فيه هلاكه عندما لا يكون استخدامه بشكل سليم . علماء النفس والاجتماع يؤكدون ان الخيارات العديدة التي تكون امام الانسان تعطيه فسحة من التأمل واحياناً تراه يُخطأ ولا يسلك الخيار الامثل ، الا انه عندما يُجرب الخيارات التي امامه فليس لديه الا الخيار الاخير واحياناُ لا يقتنع به ، ويٌشير العلماء انه لا يوجد خيار اخير حتى وان تم تحديده ،ويستطيع الفرد ان يحلل هذا الخيار ويستخرج منه اكثر من خيار . ويأتي هذا لان الانسان في مجمل حياته لا يعيش في الاحادية الفكرية او الفضاءات الاخيرة وبالتالي جُبل على التعددية في التعامل مع الحياة بأفقها الواسع . اما ما نراه اليوم من ضيق الافق وانعدام الرؤية وانطفاء الضوء في اخر النفق جراء الصراعات السياسية ذات التنافس المصلحي النفعي والخالي من بعده الانساني مما قطعت الطريق على الخيارات المتعددة و اوجدت نوعاً من الانغلاق والجمود والتوقع والدوران بحلقة مفرغة . ان الاصطفافات الطائفية والعرقية والاثنية الحالية للسياسيين قد شوهت صورة الانتخابات بالرغم من تعدد شعاراتهم وباتت لا طعم لها . في المقابل عدم اكتراث المواطن بما يجري وهو يحكم عليها بالاخفاق ان لم نقل الفشل الذريع . تناقضات في المشهد الانتخابي حتى في تصريحات المفوضية ، اخر ما سمعناه ان الانتخاب الالكتروني يجب ان لا يكون اكثر من دقيقة في حين يحتاج بعض المواطنين لا سيما كبار السن الى اكثر من خمس دقائق وبالتالي سوف لن يستطيع الجهاز التعامل مع هذه الحالات ولا يستطيع تسجيلها مما سيسبب الجهاز الجديد مشكلة جديدة نحن في غنى عنها وسيحرم عدد كبير من الناخبين ، في المقابل سيفقد المرشحون اصوات ناخبيهم مما سيكثر الطعن بنتائج الانتخابات وسيفتح باباً جديداً من الشكاوى والطعون لا يُغلق الا بالمساومات السياسية التي ستؤدي الى تشكيل حكومة لا تقل ضعفاً عن الحكومة الحالية ، وسنرجع

الى المربع الاول وبالنتيجة سيكون الخاسر هو الشعب . السؤال المطروح في الشارع العراقي هل وصل الساسة الى الخيار الاخير بعد ان استنفذت خياراتهم جراء عزوف المواطن العراقي عنهم ، ام لديهم خيارات لم تُستخدم بعد وقد رُكنت جانباً لعرضها بعد الانتخابات كي يوهموا انفسهم بوجود بدائل لانقاذ ما سيحدث؟ . الشارع بدأ يصيح باعلى صوته ( بطلنا من العنب نريد سلتنه) هذا اذا بقيت هناك سلة . سؤال يوجه اليهم قبل فوات الاوان .

أحدث المقالات