تراجع طفيف في الموقف “الأميركي-الفرنسي” تجاه غزة .. هل يجبر ذلك إسرائيل على وقف إطلاق النار ؟

تراجع طفيف في الموقف “الأميركي-الفرنسي” تجاه غزة .. هل يجبر ذلك إسرائيل على وقف إطلاق النار ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني:

يبدو أن تأثير التظاهرات الشعبية والمقاطعة للمنتجات الغربية؛ وهو ما مثل ضغطًا خارجيًا وداخليًا على من يدعمون “إسرائيل” في حربها الغاشمة على “قطاع غزة”، حيث بدا التراجع واضحًا وجليًا للمرة الأولى عندما أعرب وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، عن أسفه لعدد القتلى المدنييّن في “غزة”، الجمعة، كان ذلك بمثابة تحول طفيف ولكن ملحوظ في: “اللهجة الأميركية” المسّتخدمة تجاه الحكومة الإسرائيلية.

فعلى مدار أسابيع؛ دعمت إدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، بقوة الهجمات العسكرية على “غزة”، لكن ارتفاع عدد القتلى في القطاع، والاحتجاجات الهائلة المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، والانزعاج المتزايد داخل “البيت الأبيض”، كل ذلك شّكل ضغطًا كبيرًا على الموقف الأميركي.

وقال “بلينكن”؛ خلال تواجده في “نيودلهي”: “لقد عانى كثيرون للغاية في الأسابيع الماضية.. نُريد أن نفعل كل ما هو ممكن لمنع إلحاق الضرر بهم وزيادة المساعدات التي تصل إليهم لأقصى حد”.

وأضاف “بلينكن”: “لتحقيق هذه الغاية، سنواصل مناقشة الخطوات الملموسة التي يجب اتخاذها مع إسرائيل لتحقيق هذه الأهداف”.

ويقول مسؤولو الإدارة الأميركية إنهم حققوا نجاحًا في بعض المجالات أثناء عملهم على تخفيف الأزمة الإنسانية في “غزة”.

وأعلن “البيت الأبيض”؛ الخميس، أن “إسرائيل” وافقت على المُضي قدمًا في وقف العمليات العسكرية يوميًا لمدة 04 ساعات في مناطق شمال “غزة”.

محاولة لصّد الضغوط الداخلية والخارجية..

ووفقًا لتقرير (سي. إن. إن)؛ الضغوط المستمرة التي تُمارسّها إدارة “بايدن” على “إسرائيل”: “لتحسّين خططها العسكرية وتحديد أهدافها” في “غزة”، لم تُسّفر عن نتائج واضحة من الطرف الإسرائيلي.

وأشار موقع (سي. إن. إن)؛ أن العديد من المسؤولين الأميركيين يُريدون ردًا إسرائيليًا واضحًا، بشأن مطالب “واشنطن” بتحديد وتحسّين العملية العسكرية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

فحتى الآن؛ قُتل أكثر من: 11 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي على “غزة”؛ منذ 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، وفقًا للأرقام الأخيرة من “وزارة الصحة” الفلسطينية.

ولا تُظهر شراسة العملية العسكرية الإسرائيلية أي علامة على التراجع.

ومع ذلك؛ استمرت الرسائل العامة – من “بلينكن” ومسؤولين أميركيين آخرين – في التأكيد على حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها ورفض أي دعوات لوقف إطلاق النار.

وفي مؤتمر صحافي؛ يوم الأربعاء، سّعى “بلينكن” هذه المرة إلى: “توضيح” هذا الموقف، في محاولة منه لصّد الضغوط الخارجية والداخلية المتصاعدة، حول الدعم الأميركي لـ”إسرائيل”.

لا مبرر للقصف..

كما بدا التراجع جليًا في تصريحات الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، لـ”هيئة الإذاعة البريطانية”؛ (بي. بي. سي)، في مقابلة، السبت، قال فيها إنه على “إسرائيل” أن تتوقف عن قصف “غزة” وقتل النساء والأطفال.

وأضاف: “لا يوجد مبرر” للقصف، قائلاً إن وقف إطلاق النار سيُفيد “إسرائيل”.

وأضاف أن “فرنسا”: “تُدين بوضوح الأعمال الإرهابية التي تقوم بها (حماس)، ولكن رُغم اعترافنا بحق إسرائيل في حماية نفسها، فإننا نُحثّها على وقف هذا القصف” في “غزة”.

وعندما سئُل عما إذا كان يُريد أن ينضم زعماء دول أخرى؛ بما في ذلك “الولايات المتحدة” و”بريطانيا”، إلى دعواته لوقف إطلاق النار، قال “ماكرون”: “آمل أن يفعلوا ذلك”.

“نتانياهو” يُلقي بالمسؤولية على “حماس” !

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بسرعة على تعليقات “ماكرون”، وجاء في بيان صادر عن مكتبه أن: “المسؤولية عن أي ضرر يُلحق بالمدنيين تقع على عاتق (حماس)، وليس على عاتق إسرائيل”.

وأضاف: “ينبغي على زعماء العالم أن يُدينوا (حماس)، وليس إسرائيل، والجرائم التي ترتكبها (حماس) اليوم في غزة سترتكب غدًا في باريس ونيويورك وفي كل أنحاء العالم”.

وتواجه “إسرائيل” دعوات متزايدة لضبط النفس في حربها المستمرة منذ أكثر من شهر مع (حماس)، لكنها تقول إن العناصر المتمركزين في “غزة”، الذين هاجموا “إسرائيل”؛ في السابع من تشرين أول/أكتوبر واختطفوا رهائن، سيستغلون الهدنة لإعادة تجميع صفوفهم.

وبثّت مقابلة “ماكرون” مع (بي. بي. سي) بعد يوم من انعقاد مؤتمر إنساني حول “غزة”؛ في “باريس”.

الهدنة الإنسانية ثم وقف إطلاق النار..

وقال “ماكرون”: “الاستنتاج الواضح لجميع الحكومات والمنظمات التي حضرت هذه القمة؛ هو أنه لا يوجد حل آخر سوى هدنة إنسانية أولاً والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو ما سيسمح بحماية… جميع المدنيين الذين لا علاقة لهم بالإرهابيين”.

وتابع: “في الواقع، اليوم يتم قصف المدنيين، في الواقع، هؤلاء الأطفال، هؤلاء السيدات، هؤلاء المُسّنين يتعرضون للقصف والقتل. لذلك ليس هناك سبب ولا شرعية لذلك. لهذا نحن نُحث إسرائيل على التوقف”.

وكان “ماكرون” داعمًا للموقف الإسرائيلي منذ البداية؛ حتى أنه دعا إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهة (حماس)، كما أرسل سفينة عسكرية إلى الشرق الأوسط مثلما فعلت “أميركا”.

اتهام لأعضاء “البرلمان الأوروبي” بدعم المجازر..

بالتزامن مع ذلك؛ انفجرت النائبة الإيرلندية؛ “كلير دالي”، غضبًا لما يحدث في “غزة”، واتهمت في خطاب شديد اللهجة أعضاء “البرلمان الأوروبي” بدعم المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في “غزة”؛ قائلة: “الإبادة في غزة ليست جُرم إسرائيل فقط، بل جُرمكم أنتم أيضًا”.

“دالي”؛ التي تُعد من أشد المناهضين لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، أضافت في إحاطتها أن “إسرائيل” أمضت شهرًا كاملًا في تحويل “غزة” إلى أنقاض وملء الشوارع بدماء الأطفال بأسلحة أوروبية وأميركية.

وقالت النائبة في “البرلمان الأوروبي”: “إن الوضع تعدى كونه إبادة جماعية إسرائيلية ليأخذ بصمة أوروبية أيضًا”.

انحياز أوروبي لـ”إسرائيل”..

كما اتهمت المسؤولة الإيرلندية؛ رئيسة البرلمان؛ “أورسولا فون دير لاين”، بإعطاء “إسرائيل” الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء، حسّب تعبيرها، قائلة إن “فون دير لاين”: “لا يهمها قتل فلسطيني كل عشر دقائق ولا قتل الصحافيين ولا استهداف الممرات الإنسانية”.

النائبة الأوروبية؛ “كلير دالي”، سبق وأن هاجمت موقف “الاتحاد الأوروبي” المنحاز لـ”إسرائيل”، حينما نشرت تغريدة قالت فيها: “انخرطت في السياسة منذ 40 عامًا؛ لكنني لم أرَ قط مثل ما يحدث”.

وأضافت ساخرة: “أهل غزة يعيشون النكبة، هذا هو النظام الدولي القائم على القواعد في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

وكان رئيس الوزراء البلجيكي؛ “ألكسندر دي كرو”، دعا الأسبوع الماضي، “الاتحاد الأوروبي”؛ إلى: “منع الإسرائيليين الذين يُمارسون العنف على الفلسطينيين في الضفة الغربية من زيارة أوروبا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة