يوما بعد يوم يُثبت زعماء “إسرائيل“ للعالم أنهم يُحاربون الحياة والإنسان في غزة، وأنهم مستعدون لمحو القطاع والجلوس على أطلاله لتغذية سمومهم وأحقادهم الدفينة على العرب والفلسطينيين!
وهذه الأحقاد لم تَعُد تُتداول في الغرف المظلمة وخلف الستار بل وصلت لوسائل الإعلام المتنوعة،وللقاصي والداني في كوكبنا “المخيف“!
وتعبيرا عن هذا الحقد الدفين نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الأحد الماضي، عن وزير التراث “الإسرائيلي“ عميحاي الياهو قوله، ردا على سؤال في مقابلة لراديو “كول بيراما” المحلي، عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة: “هذا أحد الاحتمالات”، ونحتاج لإخراج أهالي غزة من القطاع.. يمكنهم الذهاب لإيرلندا أو الصحاري”!
وحينما يقول الوزير ” هذا أحد الاحتمالات” فهذا دليل قاطع على أن حكومة بنيامين نتنياهو قد دَرَسَت هذا الاحتمال من بين عدة احتمالات خلال اجتماعاتها بعد هجمات (طوفان الأقصى) بدليل أنأحد وزراء الكابينة الحكومية هو الذي كشف هذه المعلومات الخطيرة!
وهذا التصريح الخطير دفع نتنياهو لإيقاف عمل الوزير ضمن اجتماعات الحكومة لتقليل النقمة على حكومته!
ورغم إيقاف عمل الوزير إلا أن وزير الأمن القومي “الإسرائيلي“ إيتمار بن غفير، وزعيم الحزب المتطرف ورفيق إلياهو قال: “اتصلت بالوزير إلياهو وأوضح أن كلامه جاء على سبيل الاستعارة”!
ومع ذلك لم يستنكر “بن غفير“ تصريحات “رفيقه” الإرهابية!
ما قاله الوزير المتطرف هو الحقيقة القديمة الجديدة، والمَعْمُول بها منذ سنوات، ومُؤكدة بموجب عشرات الأدلة العلمية، ومنها تصريحات العالم النووي كريس باسبي، ببرنامج “بلا حدود“ للزميل “أحمد منصور“على قناة الجزيرة الفضائية يوم 29/07/2009، والذي أكد، وبعد تحليل علمي لعَيّنات من القطاع،بأن “إسرائيل“ تقصف غزة بقنابل اليورانيوم المستخدم بصناعة القنابل النووية منذ حرب العام2009!
وسبق لأكاديميين من جامعات أوروبية أن فحصوا،في مايو/ أيار 2010، عَيّنات أُخذت من جرحى فلسطينيين أُصيبوا خلال الهجوم الصهيوني على غزة خلال العامين 2006 و2009 واكتشفوا “وجود بقايا لمعادن سامة ومسرطنة في أنسجة جروح المصابين ومنها الزئبق، اليورانيوم، الكروم، الكادميوموغيرها“!
ومع ذلك استمرت “إسرائيل“ باستخدام أسلحتهاالمُحرّمة!
وبالخطأ نشر حساب سلاح الجوّ “الإسرائيلي”،الاثنين 06/11/2023، صورة لطائرة أباتشي“إسرائيلية“ تحمل سلاحا حراريا ثم حذفها فورا، والذخيرة الحرارية محظورة بموجب اتفاقية جنيف لأنها تُفَجِر الرئتين بالضغط!
وتأكيدا للجرائم “الإسرائيلية” البشعة قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بداية تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 إن (“إسرائيل“ أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة ” وبما يعادل قنبلتين نوويتين“)!
وتابعنا خلال الشهر الدموي الماضي صورا لمئات الشهداء والجرحى الغزاويين وقد أحرقتهم الأسلحة “الإسرائيلية” المُحرّمة، فما هو ذنبهم؟
وجميع هذه الأدلة القاطعة تُؤكد أن “إسرائيل” تريد قتل الإنسان والبيئة، وكل أشكال الحياة، ليس في غزة وحدها بل في المدن والدول المجاورة!
إن الواجب القانوني والأخلاقي والإنساني يَفرض على المجتمع الدولي، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن يسعى لتفعيل دوره ومسؤوليته عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان الفلسطيني، عبر إيقاف الاستهتار “الإسرائيلي“، والتي تَستخف بالقوانين الدولية والإنسانية!
واليوم، وبعد أكثر من شهر على الهجمات الصهيونيةأصبح من الصعب على الناس، ساعة بعد ساعة،الحصول على حبة دواء، ورغيف خبز، ومياه الشرب،وهنالك معاناة مُميتة للمرضى والحوامل والأطفال وكافة سكان غزة، وهم جميعهم بين الموت والتهجير!
فهل صَمْت غالبية الدول على جرائم “إسرائيل”قَبول ضمني ومساهمة بالجريمة، أم شهادة وفاة رسمية للشرعية الدولية؟
إلى متى سيستمر الصمت الدولي؟
@dr_jasemj67
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية.