يحتدم الصراع الإنتخابي في نينوى ، قبيل موعد الإنتخابات بشهرونصف تقريباً،ومع إنطلاق الدعاية الإنتخابية،حيث لافتات وصورالمرشحين تملأ شوارع وأرصفة المدينة، بشكل فوضوي ،وبشعارات برّاقة بليدة، يتندّر الشارع الموصلي على قسم منها ،مثل،نحن أمّة ،ونينوى لأهلها،وطرد الغرباء،عزمنا يتجدد،التغيير الايجابي، حسمنا القرار،وغيرها من الشعارات الرنانة ،ولكن هناك شعار طرحته إحدى القوائم الوافدة لنينوى،إستفز أهل الموصل، وصار على كل لسان،وهو (معاً لطرد الغرباء)،ولكن لم تحدد القائمة ولا رئيسها مَنْ هم الغرباء في نينوى، وكيف نطردهم ولماذا ،فنينوى لايوجد فيها غرباء كي نطردهم ،نينوى يعيش فيها كل أطياف وأديان وقوميات المجتمع العراقي، منذ الآف السنين، في تعايش ومحبة قلَّ نظيرها ،عبر هذا التأريخ الطويل،وأجزم أن هناك في نينوى، أديان وقوميات ومذاهب وأطياف، لاتتواجد في أية محافظة عراقية، إنصهرت في مجتمع نينوى وتماهت معه،ومنهم (الصارليّة) ،( والكاكائيّة)،والايزيدية،والمسيحية بكل مذاهبهم ، والشبك والتركمان والعرب وعشائرهم ومذاهبهم ،والكرد وقبائلهم،هؤلاء هم خميرة نينوى،وروحها المتوثبة ،وتاريخها الحضاري الموغل في أعماق التاريخ،فمَن نطرد من هؤلاء، وهم نسيج المدينة ونسغها ونبضها،وهم جسد لايتفصد، ولا يقبل القسمة إلاّ على نفسه، هل نطرد الكرد،وهم ملح طعام الموصل، أم نطرد التركمان والشبك وهم ثياب الموصل التي تلتحف بهم، أم نطرد المسيحيين وهم أهل الآرض ،وصانعي حضارات العراق،ومَن يتجرّأ على طرد أي من أطيافها أو أي فرد فيها،ستلاحقه لعنة التأريخ الى الأبد،ومن هو لكي يحدد أياَ من الغرباء يتم طرده،إذن مَنْ تقصد القائمة صاحبة شعار(طرد الغرباء)،وبعيداً عن التأويل والتخمين والتخوّين،والتفسير،عن ماتقصده وتشير إليه القائمة، وخلافاتها الساسية مع الجهة التي تقصدها، فهذا لايعنيناً أبداً، ولاندخل في خلافات وصراعات القوائم السياسية،فالجميع يمارس الدعاية الإنتخابية من زاويته،وبرنامجه الانتخابي،وهو حرٌّ فيه، كي يحصل على أصوات ناخبيه بطريقته ورؤيته للأحداث،ولكن لنا رأي وموقف وكلمة ، في هذا الشعار المستفز، فنقول،نعم لطرد أي من يريد أن يتسلط على نينوى وأهلها ، ويستعبدهم، نعم لطرد كل من لايعمل على توحيد كلمة نينوى واهلها وقومياتها ودياناته وقبائلها،نعم لطرد كل من يثير الفتنة الطائفية والقومية والعرقية، نعم لطرد كل من لايعمل على خدمة نينوى ،وإنتزاع حقوقها المهددورة، ويرفع الظلم والحيّف عنها،ويضمّد جراحاتها، التي مازالت تنزف من قرارات جائرة مهينة وإستبدادية وإذلالية، كبقاء التصريح الأمني، في دوائر المدينة، وقرار هيئة المساءلة واللاعدالة لآف مؤلفة من عوائل شهداء وضحايا داعش الارهابي، والمسح الميداني،ومصير المغيبين ،وغلق مخيمات العار والذل، وإعادة سكان القرى النازحة قسراً الى ديارهم، وعدم أخذ الاهل بجريرة المتهم واعادة إعمار الموصل القديمة ورفع جثث العوائل ،كل هذه الأوجاع على من يريد أن يخدم نينوى ،أن يرفعها شعاراً حقيقياً وصادقاً لقائمته،ولانريد مَن يمثّل على أهل نينوى، برفع شعارات إستفزازية لايستطيع تنفيذها إذا فاز،نريد مَن يمثّل أهل نينوى ،يقوم بتنفيذ مطالبهم المشروعة والقانونية والدستورية،أما شعارات إنتخابية لاتغني ولاتسمن ،فهي للإستهلاك الإعلامي الإنتخابي، سرعان وما تذره رياح صناديق الإقتراع ،حالما تعلن النتائج،نريد من يُمثّل أهل نينوى، تمثيلاً حقيقياً بعيداً عن الدعايات، لا مَن يمثّل على أهل نينوى…أمّا طرد الغرباء من أعداء نينوى وممن يريد خلط الاوراق، وزرع بذرة الفتنة ، فأهل نينوى أوّلى وأقدر على طردهم …!!!!