لقد مرت عشر سنين وزدناها واحده ولازلنا نبحث عن تغيير.! احدى عشر عاماً اكلت منا ما اكلت احلامنا بالعيش الكريم .. السكينة .. الامن والامان .. لا شيء تحقق .. فقط تمثال سقط .!!
اذهبت الى ساحة الفردوس لترى بنفسك مالذي تغير…لاشي تغير.. لم يغادر المكان الا التمثال .! هل تتذكر وجوه من فرِح بسقوطك .؟ مساكين لقد خدعوهم استبدلوا لهم التمثال بتمثال والحال باقٍ هو الحال .! فلو علموا ان من سيُغيّر هو التمثال فقط مافرحوا ولا صفقوا , كان همهم الوحيد هو ازاحته عن صدورهم ليتنفسوا قليلاً من هواء الحرية التي وعدوهم بها ازاحوا التمثال من مكانه ووضعوا الاف التماثيل على صدورهم حتى سحقت اظلاعهم وهم يصرخون بصمت خوفاً من ان تسمعهم احداها.. لقد رحل من ازاح التمثال فمن الذي سيزيحها ؟! . أتتذّكُر جيداً تلك الثواني المعدودات التي انحنيت بها قبل ان تسقط ..وكأنك طلبت الغفران منهم .؟ ام انهم تقصدوا تركيعك قبل اسقاطك.. صدقني كلهم سيطلبون الغفران في اللحظة الاخيره ولن يغفر لهم احداً ولن تنفعهم اسوارهم العالية سيتسلقوها كما تسلقوا تمثالك .!.
كان الاجدر بك ان تخبرهم ان لايحطموه … انه يحبُس الشيطان .. انه يُغلق بقدميه بوابة الجحيم ..!! ما إن سقط حتى إنطلقت شياطيننا وانتشرت في كل مكان تفتك ببعضها البعض … ما اكثرها كم استغرقك من وقت حبّس كل هذه الشياطين وكيف استطعت ان تسيطر عليها.؟
لااحد منكم يأخذ العبرة من تاريخ هذه الارض مر عليها العديد من الغزاة بخيولهم وسيوفهم ورماحهم ونصّبوا التماثيل والاصنام لكنها سقطت ولم يبقى الا اثارها .. انها ارض مقدسةٌ لا يدنسها وثن , اما كان بأستطاعك ان تزيح هذا التمثال بيديك وتجنبهم والوطن سيلان هذه الانهار من الدماء.
لم يطلبوا سوى الحرية لقد كان بيدك كل شيء لو منحتهم القليل منها جرعةً جرعة لتقبلوها من يديك .. سقوّها لهم جرعةً واحدة زادت عن ما ألِفوه فقتلتهم
وسوس لهم الشيطان واسقطوا التمثال وكشُفت للاعداء عوراتهم وسوءاتهم .. لقد اصابتهم لعنته هائمون على وجه الارض عراةٌ حفاة وصل شتاتهم الى اقاصيها .
انت الخاسر الوحيد الذي غادر صدقني لا زال الجميع متمسكاً بمباديء القائد الملهم من السماء ولم يحيدو عنها انهم يحفظون وصاياك جيداً ويطبقونها بخذافيرها ..
احد عشر عاماً يا صدام .. والاله عاجز عن تغيير ما بأنفسنا لم نكن نتصور مقدار الهمجية الكامنة في عقولنا تغير التمثال ولم تتغير انفسنا ازددنا قبحاً لم نترك مكاناً للودعاء بيننا انصاف الرجال ورثوا الارض وما عليها .. فقدنا الاحبة والاهل والاصدقاء لقد دفعنا الثمن غالياً .
هل انت نادم على مافاتك .؟ اين كان عقلك كيف استطعت ان تتنازل عن كل هذا … تركت القصور والمال والاولاد والنساء والعبيد .. إن اموالك قد قُسِمَتْ ، و نسائك قد شُردت ، وأما البيوت فقد سُكِنَتْ والاولاد والاحفاد فقد قُتلت الا العبيد فقد بقيت.!!
إن عاد بك الزمن وقابلت من خُدعوا هل انت مستعد ان تعتذر منهم ام انك ستبقى متعنتاً برأيك متمسكاً بمبادئك التي اوصلتك واوصلتنا الى هذا الحال .
أتعتقد انهم سيقبلون اعتذارك ويصفحون عنك برغم كل ما فعلته بهم من قتل و تجويع واذلال .؟… أسأل ملك الموت ان كان يستطيع أن يعيد اليهم احبتهم الذين خطف ارواحهم وسيقبل اعتذارك حتى من قُتل طفله عند ذهابه صباحاً الى مدرسته بمفخخة وسيقبل من قُتل شقيقه بمثقاب ورميت جثته على قارعة الطريق تنهش بلحمها الكلاب وحتى من قُتل زوجها نحراً ولا زالت تبحث عن رأسه . إن استطاع صاحبك ان يعيدهم فأنا اضمن لك انهم سيقبلون اعتذارك .
وإن كانوا هم نادمون وبادروك بالاعتذار فهل ستقبل اعتذارهم انهم مساكين تائهين مخدوعين عصفت بهم رياح الشرق … والغرب حركتهم الشياطين واندفعوا للشوارع فرحين بسقوطك , تمثالٌ وسقط .! سيصنعون لك غيره كما صنعوا لغيرك انهم عبيد مهرة بصناعة الاوثان لازالوا يحتفظون برأسه سيصنعون من اجسادهم جسداً له إن تطلب الامر ذلك .!, سيصنعون لك اجمل واكبر منه.. وسيحملونه فوق رؤوسهم ويطلقون عليه الالقاب ما شئت منها .
إن المذبح في الساحة لازال شاخصاً خالياً حتى الساعة لم يجرؤ احداً على الوقوف مكانك لماذا لا تجرب وتقف فوقه لترى كم عدد الذين ندموا …انهم كثيرون لكن كبريائهم وخوفهم يمنعهم من الصراخ , الكبرياء الذي منعك من العفو عند المقدره وكبريائهم وخوفهم الذي منعم من الاعتراف بأنهم نادمون .
فعذراً صدام حسين … صدقني انهم نادمون ..نادمون لكنهم خائفون.!
يتبع
[email protected]