الحرب الشعواء والشرسة في قطّاع غزّة , سوف لن تطول كثيراً ولا تستغرق شهوراً وفق تصريحات القادة الإسرائيليين , والتي جّرّاء اعتباراتٍ سيكولوجية – سياسية اوّلاً , ثمّ الخشية المسبقة من الإصطدام بعناصر الفشل في التقدّم العسكري البطيء والحذر , مع حساب نسبة اوّلية للخسائر المحتملة في خوض غمار المعركة , لكنّ الأهم من كلّ ذلك هو تخوّفهم من مستجداتٍ عسكرية وسياسية غير محسوبة ولا تقتصر على حماس والحركات الأخرى , وقد بانت الطلائع الأولى او الأوليّة لصواريخٍ ومسيّرات تنطلق من اليمن , مع حسابات ابعد واثقل وزناً من مسرح العمليات في الجنوب اللبناني , واذ قلنا انّ هذه الحرب لن تطول او تستطيل كثيراً , فالحسابات العسكرية التجريدية بين كلا الفريقين المتحاربين لا تسمح بالمقارنة!
الى ذلك , ما ان تنتهي هذه الحرب بالشكل الذي ستنتهي به , فسوف تتكّشف اسرار ومعلومات قد تصطدم الرأي العام العربي والعالمي , وستتبعها تقارير وتحليلات وابحاث تشمل دراساتٍ استقصائية , تنبثق عنها معلومات خاصّة لا يتوقعها الشارع العربي , ولابدّ أن تكون للصحافة الغربية حصّة الأسد في الكشف عن خبايا وخفايا هذه الحرب المجنونة .. ازاء ذلك ايضاً وافرازاته , فهزّات سياسية مرشّحة الحدوث في دول التطبيع الأخيرة , ولابدّ للقوى والوطنية والقومية في معظم انحاء العربي أن تستعيد دورها السابق وتنهي دَور ومرحلة الإسلام السياسي التي سادت .!
اخيراً وليس آخراً فمع الأحزان والأشجان والحداد لما تعرّضَ ويتعرّض له الشعب الفسطيني في مختلف مدن القطّاع , فلو كانت حركة حماس تعلم مسبقاً بما حلّ , لما قامت بعمليتها البطولية في السابع من اكتوبر – تشرين الماضي , وكان مُحالاً لحماس وشقيقاتها من التنظيمات الأخرى أن تتحسب من هذه الجريمة الدولية .! , ومع التي واللتيا فما قد يظهر من مفاجآتٍ مفاجئة وغير مفاجئة في ساحة العمليات وخارج حدود القُطّاع , فلم يُعد يفاجئ الشارع العربي