لا اعرف على وجه الدقة كم من الخرفان سوف تخسر ثروتنا الحيوانية خلال شهر نيسان هذا العام بعد ان شمر مرشحو الانتخابات عن سواعدهم لتسقيط زملائهم سياسيا وسيوفهم لنحر اكبر كمية من الخرفان المسكينة بهدف تسقيط بطون الناخبين وصولا الى عواطفهم وسرقة اصواتهم الذكية بالقوزي و”المفطح”. المفارقة اللافتة للنظر ان الحملة الدعائية للمرشحين تبدا في الاول من نيسان. وبفضل الفيسبوك الذي من الله به على العراقيين بعد ان كانت قناة “الجزيرة” حسرة عليهم فقد اعتبروا ان يوم “كذبة نيسان” سيكون هو اليوم الصادق الوحيد في الحملة بينما كل ايام الشهر الباقيات لن يكون لها ادنى رصيد من الصحة والواقعية. ففي الاول من نيسان سوف تقتصر اجراءات المرشحين على لصق صورهم الحقيقية بكامل قيافاتهم وقيافاتهن. كما تقتصر على “تلطيخ” اعمدة كهرباء الحاجان كريم عفتان ونعيم عبعوب بالملصقات والشعارات والبوسترات والفلكسات والتي انفق عليها ملايين الدولارات من “السحت” الحلال. نعم “اكو” سحت حلال وهو الذي شرعنه نواب الدورتين الماضيتين من رواتب وامتيازات وخدمات جهادية.
لكن في اليوم الثاني من نيسان سوف تبدا “رحمة الله”. الخرفان تنحر والولائم تفرش على مد البصر. وتبدا معها الخطب الحماسية والقصائد العصماء ويصبح , بقدرة قادر, “الشط مرك والزور خواشيك”. اسعار الخرفان سجلت منذ الان ارتفاعات غير مسبوقة بعد ان حجز الكثير من المرشحين “الطاكين” قطعانا كاملة منها لكي يكون بينهم وبين الناخبين زاد وملح منطلقين في ذلك من ان بطن الناخب هي الطريق الاسرع لخطف صوته. المصيبة ان الخرفان لاتعلم انها الضحية المباشرة للتغيير الذي يعدنا به المرشحون. وبهذه المناسبة ادعو وزارة الزراعة الى عمل استبيان او دراسة بعد اعلان النتائج وقبل انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان المنتخب عن العدد الكلي الذي خسرناه من الخرفان وما هوتاثيرها للسنوات الاربع المقبلة على الثروة الوطنية وهل هناك جدوى اقتصادية مما سوف نخسره منها فضلا عن كميات الرز والزيت والطماطة واحتمال البامية والباذنجان والفاصوليا. كما يتعين على وزارة الصحة وضع دراسة عن نسبة الزيادة في امراض داء الملوك والكوليسترول في الدم لانه وطبقا للمعطيات التي بين ايدينا فان المال السياسي المرصود للحملة الدعائية لهذه الانتخابات متعدد الاشكال والصيغ والمصادر بعد ان دخل على الخط العديد من رجال الاعمال ممن تم تسهيل امورهم التجارية خلال السنوات الماضية. المال السياسي كان في الدورات الماضية يقتصر على دول الجوار كثر الله خيرها. اما اليوم فان الكثيرين بلغوا مرحلة الاكتفاء الذاتي من الاموال الكفيلة بتمويل حملات دعائية كبرى. السؤال الواجب الطرح من الان وحتى اربع سنوات قادمة .. هل ما سوف نخسره من خرفان يوازي ما سوف يتحقق من وعود المرشحين؟ واذا كان المواطنون قد غسلوا ايديهم بعد ان بدات علامات الفشل حتى على البطاقات الذكية فان الخراف التي سوف يسيل دمها انهارا على طريق التغيير المنشود تناشد ضمائرنا الحية نحن كتاب الاعمدة في ان ننبري للدفاع عنها طالما اننا في موسم .. الدم بالدم. .