كلنا يتذكر الايام التي أعقبت سقوط بغداد عام 2003 ، كان الركام يغمر معظم شوارع بغداد ومدن كثيرة في العراق، لكن عاصمة الرشيد كان لها النصيب الاوفر من هذا الدمار يوم فقئت عيون بغداد ، وانزوى الزمن خارج سياقاته ، في سعي من البعض لركلها خارج التاريخ ، كما كان يعبر عنه مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى ومنهم وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر ، الذي كان قد حذر من ان الولايات المتحدة بإمكانها ان تعيد العراق الى عهود ماقبل الصناعة,.. وكان له ما أراد!!
الا ان أخيار العراق أبوا الا ان يكحلوا عيون بغداد ويمسحوا عن عينها ذلك الرماد الذي أغشى بصرها ، لكن بصيرتها بقيت متوقدة ، وان شابها بعض حالات الركود والتوقف برهة مع الزمن في سعي منها لأن تلتقط انفاسها ، فكان للاستاذ سعد عاصم الجنابي رئيس التجمع الجمهوري العراقي وقفة مشرفة معها ، بأن سخر كل قدراته من اجل اعادة وجه بغداد الى بعض معالم جماليته، وأقيمت على أثرها حملات عدة في شوارع بغداد ومحلاتها تعيد ترميم ما خربه الأشرار، وما خلفوه من ركام يملأ المحلات والشوارع الرئيسة ، حتى ظن الكثيرون انه ليس بمقدور بغداد ان تزيح آثار كل هذا الدمار عن وجهها، لكن اخيار العراق أبو الا ان تعاد عروسة الدنيا تتقلد جواهرها، وتلبس حلي عرسها ، لتتقلد وشاح مجدها وعزها وفخارها ، وتعاد الابتسامة لاهالي بغداد بعد ان رأوا ان معالم النور والفرح واعادة نصب بغداد ومنها تمثال ابو جعفر المنصور وساحات كثيرة أصابها الخراب وتم اعادة تبليط طرق عديدة وترميم طرق أخرى وازالة حواجز كونكريتية وادغال تعيق الحركة، واذا بها تعود الى سابق عهدها تحكي قصة مدينة كانت شامخة على مدى التاريخ ، وها هي تحكي للاجيال ان عروسة الدنيا وهي الان في أبهى صورها، يوم نفضت عنها غبار الزمن الأغبر ، وارتسمت ابتسامات وان كانت خجولة على محيا العراقيين الا انها كانت تكفي للاشارة ان جوءا مفعما من الأمل قد عاد بصيصه نورا وخيرا للاجيال يرتوي من ضمئها ما يسقي عطشهم الى ذلك الماضي المجيد ، لتعود بغداد كما كانت عاصمة الخلافة العباسية زاهية مزهوة بفرحها والقها، وكان ما اصابها من اهتمام في المقام الاول يعود الى التجمع الجمهوري العراقي برئاسة سعد عاصم الجنابي، الذي مابخل على بغداد ولم يترك فرصة لاظهار جماليتها بالشكل الذي يليق بها الا وأسهم في هذا الجهد، الذي يراه انه تستحقه عن جدارة.