اليوم وبعد ان اصبحت جميع الكتب والمجلات الادبية والعلمية في متناول الجميع وخاصة ونحن نرى ان اغلب الناس يلجؤون الى تصفح المواقع الإلكترونية في عهد العصرنة التكنولوجية الحديثة مع توفر خدمة وسائل الاتصالات والإنترنيت والتي اصبحت متوفرة في كل انحاء العالم وفي المدينة والقرية وكل مناطق الارياف وبفضلها اصبح البعيد قريب جدا واصبح تصفح اي كتابة لا يحتاج مجهود كبير كالذهاب الى المكتبات العامة وشراءه. فمجرد كتابة اسمه في احد مواقع البحث الإلكترونية سوف يظهر لك
كل التفاصيل وتستطيع قراءته وتصفحه مباشرة حتى وان تطلب الامر شراءه فيتم ايضا بواسطة بطاقة الدفع الإلكترونية والمتوفرة في اغلب منافذ البيع المخصصة لذلك.
اليوم باستطاعة الجميع القراءة المستمرة والاستفادة منها والاستمتاع بكتاب كنا نتمنى قراءته في السابق ولكن الظروف حالت بيننا وبين ذلك…
كنا في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي نقوم بمراسلة أحد المجلات العربية والعالمية عن طريق رسالة بريدية ونقوم بدفع الاشتراك السنوي عبر حوالة بريدية وما اجملها من لحظات وصول احد اعداد هذه المجلة الينا ويالفرحتنا الكبيرة عندما نجلس لوحدنا في الفضاء الخارجي للقرية او في زاوية احد الغرف الطينية ونقوم بتصفح المجلة بأكملها دون توقف لان محبتنا وشوقنا لسماع اخبار العالم الخارجي السياسي والأدبي والفني يولد لدينا لذة في القراءة وشعور بالنشوة الثقافية في ذلك الوقت..
لقد كنا جميعا نحن جيل الشباب في ذلك الوقت نعشق قراءة الكتب والمجلات ونحب الطبيعة ونعرف كل مفرداتها التي تعيش من حولنا.. كنا نعرف جميع انواع الاعشاب البريه المفيد منها والضار وكنا نتمتع بالفصول الاربعة وكانت القراءة تعتبر لنا الغذاء الروحي اسوة بالغذاء الطبيعي الذي تناوله رغم بساطته في منازلنا..
لقد تعلمنا من تلك المجلات والكتب التي قراناها في الماضي ان اي انسان يريد ان يطور نفسه لابد ان يصقل موهبته الثقافية وعليه ان يكون مستمر بالقراءة وان لا يترك لحظة من الزمن وقريب منه كتاب الا ان يطلع عليه ويستفاد من معلوماته المخزونة بين صفحاته فكل كتاب هو ثروة علمية مهما كان نوعه سواء كان كتاب تاريخي او كتاب ادبي او سياسي او كتابا علميا ربما نستفاد منه في تجربتنا الحياتية…
اليوم اجد ان اغلب ابناء المجتمع ينظرون الى القراءة والكتابة ويضعونها ضمن اختصاص طبقة معينة وفي مجال التعليم فقط ويتصور الكثير، منا ان هذا الموضوع هو مجرد عمل وظيفي لا يخص الجميع ولابد هنا للإيضاح ان الثقافة العامة سواء القراءة والكتابة هي موهبة ورغبة وليس شهادة جامعية او لقب علمي او وظيفي لان الشخص الذي يحمل الشهادة الأكاديمية تكون شهادته ضمن اختصاص معين وهو نفسه ايضا مطالب بالمطالعة في كل المجالات الاخرى رغم ان الاغلبية منهم يفضلون تطوير انفسهم ضمن مجال اختصاصهم فقط..
اليوم نلاحظ ان الكثير من حملة الشهادات العلمية المهمة يفتقرون او ربما يبتعدون عن كتابة مقالة يقرأها ويستفاد منها غيره وهذا هو دليل واضح ان الموهبة هي التي تتحكم بالكتابة والتأليف وليس الشهادة الجامعية…
ومن هذا المنبر الاعلامي ادعوا الجميع للكتابة والمساهمة في طرح الآراء التي تخص بناء مجتمع صحيح وعلى الجميع الابتعاد عن ظاهرة النسخ واللصق لأنها معلومات مكررة ولايمكن الاستفادة منها ولنضع امامنا دوماً عبارة
(( نقرأ لنستفاد ونكتب لنفيد))……