23 ديسمبر، 2024 11:09 م

أنهكتنا هذه الانتخابات

أنهكتنا هذه الانتخابات

تعتبر الانتخابات في كل دول العالم سبيل الى التغير و التداول السلمي للسلطة الذي ينعكس على تغير أوضاع البلاد سواء كان في المستوى الاجتماعي و الاقتصادي والثقافي أو على المستوى السياسي للشعوب .

أما في العراق فتعتبر الانتخابات نذير شؤم الى بداية حرب أهلية والى فرضيات تقسيم البلد كما حصل بعد انتخابات عام 2006واليوم مع اقتراب الانتخابات يشعر الجميع بالأنهاك خصوصا في ضل الحرب الدائرة في الانبار التي حسب المصادر كلفت القوات المسلحة العراقية أكثر من ستة الاف قتيل من الأجهزة الأمنية وأكثر من من 500مدني والاف الجرحى ,بالأظافة الى سبعة مليون دولار يوميا ناهيك عن تأخير أقرار الموازنة في البرلمان والأمور السيئة المترتبة عليها ونحن في نهاية الشهر الرابع من السنة الجديدة , وبالاظافة أيظا الى الخوف من الفيضان الى بغداد بعد أن اجتاحت مياه الفيضان مناطق أبو غريب بعد أن أغلقت جهة لم تعرف لحد الان سدة الفلوجة والتي تقاعست الحكومة في معالجة هذه الأزمة للأستفادة منها انتخابيا في تحشيد الجمهور الشيعي بعد أن قطع الماء عن الجنوب ومنع الجمهور السني من الانتخاب بعد فيضان مناطقهم في حين أن هنالك الكثير من الحلول كما قال الخبراء لحل مشكلة السدة منها أن تحول المياه الى بحيرة الحبانية ,أو الى بحيرة الثرثار ومن ثم الى نهر دجلة, أو الى بحيرة سدة حديثة الذي يقال أنها تستوعب 11 مليار م3 مع العلم أن متوسط أيراد النهر في سنة كاملة يساوي 9.5 مليار م3.

 وكما هو مثبت عالميا أذا كنت تريد تثبيت حكمك فعليك بشن حرب وهذا ما فعله صدام حسين عندما شن الحرب على الكويت عام 1991, وهذا وما فعله جورج بوش عندما شن الحرب على العراق عام 2003 للحصول على ولاية ثانية وحصل عليها ,وهذا ما فعله نوري المالكي عندما شن حرب عام 2009 زعم أنها للقضاء على المليشيات وهي منتشرة الان في الشوارع وتستعين بها الحكومة وهذا ما صرح به الدكتور أحمد الجلبي ,وهذا ما حاول فعله للحصول على ولاية ثالثة عندما شن الحرب على الانبار لكنه لم يكن يتوقع أن تستمر طوال هذه الفترة ولم يتوقع أن تقاتل العشائر ضده وكما يقال أيظا أنه خدع من قبل بعض المستفيدين .

وبعد كل هذه الأشهر والأيام من المجاذبات والمشاحنات والاتهامات والحروب والتظاهرات والاعتصامات ,وبعد أن كتبنا كل ما يدور في رؤوسنا من تحليلات وتصورات عن الوضع وبعد أن كتبنا بالعامي وبالفصحى وبعد أن ملأنا المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي بكتاباتنا … ننتظر بفارق الصبر أن نرى وعي المواطن العراقي بحجم مصيبة بلده وما سيختاره من كتل سياسية تقود البلد الى الوحدة والسلام والأمان .