18 نوفمبر، 2024 3:50 ص
Search
Close this search box.

الشعب مصدر السلطات وشرعيتها ولا وصاية لأحد غير وصاية صناديق الاقتراع

الشعب مصدر السلطات وشرعيتها ولا وصاية لأحد غير وصاية صناديق الاقتراع

السيادة للقانون والشعب مصدر السلطات وشرعيتها , يمارسها بالاقتراع السري العام وعبر مؤسساته الدستورية , هذه هي المادة الخامسة من الدستور العراقي الذي جعل من الشعب مصدرا لكل السلطات , وأقرّ بولاية الشعب على نفسه , فلا ولاية غير ولاية الشعب , ولا وصاية عليه بعد أن يقول رأيه عبر صناديق الاقتراع , فالكلمة الفصل هي للشعب من خلال صناديق الاقتراع , هذه هي مبادئ الديمقراطية وهذا هو نص وروح الدستور العراقي , أمّا أن يظهر البعض من أنصاف المتعلمين وسياسي الصدفة كحاكم الزاملي , ليصرّح عبر وسائل الإعلام أنّ هنالك فيتو كردي على توّلي نوري المالكي مسؤولية تشكيل الحكومة القادمة , وإنّ مسعود البارزاني قد أخبر التحالف الوطني أنّه سينفصل عن العراق إذا ما توّلى نوري المالكي السلطة مجددا في العراق , ( وكأنّه غير منفصل عن العراق الآن ) , وهذا الكلام لحاكم الزاملي المطلوب للقضاء العراقي بجرائم وفق المادة أربعة إرهاب , فأقول له خسئت يا حاكم الزاملي أنت ومسعود وكل من يقف معكم , فلا وصاية لكم جميعا على الشعب وما يقرره عبر صناديق الاقتراع , فإرادة الشعب وخياراته ملزمة للجميع , بغض النظر عمّا ستفضي إليه صناديق الاقتراع , سواء كان المالكي أو أي شخص آخر غيره , فإرادة الشعب أكبر من مسعود وعمار ومقتدى ومن يلتّف معهم .
وقد يتصوّر البعض ناقصي الفهم والإدراك أنّ هذا الكلام هو انحياز ودعوة لانتخاب نوري المالكي , فلهؤلاء جميعا أقول , إنّ الوطنية الحقّة هي بالانحياز للشعب وخياراته , فبدون احترام إرادة الشعب وخياراته في من ستفرز عنه صناديق الاقتراع , لا يمكن أن نبني وطن , ولا يمكن أن نبني مؤسسات دستورية صحيحة , فخطوة الديمقراطية الأولى هي باحترام إرادة الشعب وخياراته و ما ستفرز عنه صناديق الاقتراع , أمّا أن نكون جبناء وننحني لإملاءات وابتزازات مسعود البارزاني المنفصل بإقليمه منذ سقوط النظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة , فهذا هو الجبن والإذعان بعينه , وهذه هي الخيانة لإرادة الشعب وللقسم الذي أقسمه الجميع في رعاية مصالح هذا الشعب والسهر على نظامه الديمقراطي .
وليت أحد يسأل مسعود سبب هذا العداء المعلن لنوري المالكي ؟ وهل ارتكب نوري المالكي عملا عدائيا ضد الشعب الكردي ؟ أم أنّ المطالبة باحترام سيادة البلد وعدم الخروج على دستوره وقوانينه المعمول بها , جريمة يستحق العقاب عليها ؟ أليست حماية ثروة البلد هي جزء لا يتجزأ من واجبات رئيس مجلس الوزراء ؟ لماذا صمت الجميع على جريمة مسعود البارزاني بانتاج وتصدير النفط وتوقيع العقود مع شركات النفط العالمية من دون علم وموافقة الحكومة الاتحادية ؟ أليس النفط هو ثروة كل الشعب العراقي ؟ لماذا هذا التخاذل والانحناء لإملاءات وابتزازات مسعود البارزاني السائر نحو الانفصال والاستقلال ؟ ألم يطالب مسعود الحكومة العراقية بالاعتراف بحق تقرير المصير خلافا للدستور العراقي ؟ وهل يستوجب العداء الشخصي لنوري المالكي أن يقف بعض السياسيين إلى جانب من يسعى لتدمير وحدة العراق ؟ .
في الختام أقول لا ولاية ولا وصاية لأحد على الشعب غير ولاية الشعب على نفسه , ولا طاعة لرأي أحد خلافا لما تقرره صناديق الاقتراع , واحترام إرادة الشعب وخياراته أكبر من مسعود ومن كل المتآمرين على الديمقراطية , فأهلا بمن سيختاره الشعب العراقي عبر صناديق الاقتراع , وأهلا بمن يحترم إرادة هذا الشعب.

أحدث المقالات