22 سبتمبر، 2024 7:51 ص
Search
Close this search box.

السينما في الوطن العربي (7).. قامت الصحافة بتوعية وتهيئة الجماهير

السينما في الوطن العربي (7).. قامت الصحافة بتوعية وتهيئة الجماهير

خاص: قراءة- سماح عادل

الصحافة هامة بالنسبة إلي صناعة السينما المصرية، حيث قامت بعمل توعية وتهيئة للجمهور المتلقي، وأسسها مجموعة من المتحمسين للفن الجديد والوليد. كما كانت ترصد تطور السينما في مصر وتقوم بمثابة المعبر عن تلك الصناعة. هكذا كشف لنا كتاب (السينما في الوطن العربي) للكاتب “جان إلكسان” والذي صدر في عام 1981، والذي يقدم تأريخا ثريا للسينما وصناعتها.
السينما المصرية والصحافة..
نظرا للدور المهم للصحافة في صناعة السينما يوضح الكتاب: “للصحافة المصرية مع السينما تاريخ طويل، وإذا كانت أكثر الصحف واﻟﻤﺠلات الآن ترصد النشاط السينمائي ، وإذا كانت هناك مجلات متخصصة بالسينما، وكتب كثيرة قد صدرت لتؤرخ مسيرة هذا الفن في مصر، فإن هناك أهمية خاصة للوقوف عند البدايات الأولى في هذا اﻟﻤﺠال.
قد أثارت المحاولات السينمائية الأولى اهتمام الشباب المصريين الذين كانوا يحبون السينما، فأصدر أحدهم، وهو محمد توفيق، أول مجلة سينمائية عربية وهي مجلة “الصور المتحركة” الأسبوعية وذلك عام ١٩٢٣. وكانت تتألف من ٢٤ صفحة، وثمن العدد عشرة مليمات، وكانت الصفحة من عمودين ومع كل عدد كانت اﻟﻤﺠلة توزع هدية للقراء هي صورة لأحد نجوم أو كواكب السينما الأجانب.
الصور المتحركة..
ويواصل: “صدر العدد الأول من “الصور المتحركة” في ١٠ أيار ١٩٢٣ أما موضوعات اﻟﻤﺠلة فكانت كلها عن الأفلام الأجنبية، ومن مرادها الثابتة “قصة فيلم” ففي أعدادها الأولى نشرت قصص الأفلام التالية: “مدام دوباري” و”الغلام” لشارلي تشابلن، و”الفرسان الثلاثة” لدوغلاس فيربانكس، هذا علاوة على قصة مسلسلة لبعض الأفلام مثل “النسر الأبيض” بطولة روشارولاند.
ومن أبوابها الثابتة “حديث الصور” وهو باب إخباري تنشر فيه اﻟﻤﺠلة أخبارا مترجمة عن مجلات السينما الأجنبية و”قصص حياة النجوم” مثل بولا نيجيري، وتيدابارا وهارولد لويد، وتوم مليكس، ودوغلاس فيربانكس.
و”تاريخ السينما” ودائرة معارف السينما، وفي هذه الزاوية تجيب على أسئلة القراء، و”برلمان الصور المتحركة” وفيه تنشر مقتطفات من رسائل القراء، ومسابقة الوجوه وفيه تنتشر صورة لإحدى نجوم السينما، وتطلب من قرائها معرفة اسم الممثلة صاحبة الصورة، وتعطي لستة من الفائزين في المسابقة خمسة وعشرين قرشا لكل منهم.
الإعلانات..
وعن الإعلانات في المجلة: “وكانت الإعلانات في اﻟﻤﺠلة قليلة جدا إلى درجة تلفت النظر، فمثلا لم تكن تنشر في الأسابيع الأولى إلا إعلانا واحدا عن برنامج سينما الكوزموغراف الأهلي بشارع عباس بطنطا.
وفي عدد ٢٣ آب ١٩٣٣ نشرت إعلانا عن أول شريط مصري صنعته يد مصرية جاء فيه: “أن سفر المحمل وزيارة اللورد هدلي وزملائه للقاهرة، ورجوع المحمل بدون تأدية فريضة الحج. أول حادث من نوعه في التاريخ، استعرض هذه الشرائط التي هي أول ما صنعته يد مصرية في مصر في سينما ماجستيك بشارع عماد الدين”.
مجلة معرض السينما..
وعن مجلات أخرى يحكي الكتاب: “وفي سنة ١٩٢٤ قام الناقد والمؤرخ السينمائي السيد حسن جمعة بإصدار “مجلة معرض السينما” في مدينة الإسكندرية، والسيد حسن جمعة من رواد الصحافة السينمائية الجادين المثقفين، وقد أسهم في تحرير عدد كبير من اﻟﻤﺠلات الفنية التي صدرت في مصر، إلى أن انتقل إلى رحمة الله في أواخر الخمسينات.
وفي يوم ٩ تشرين الثاني ١٩٢٥ صدر العدد الأول من مجلة “المسرح” التي كان يملكها ويرأس تحريرها الناقد الفني محمد عبد اﻟﻤﺠيد حلمي، وكانت هذه اﻟﻤﺠلة من أقوى وأحسن اﻟﻤﺠلات الفنية التي ظهرت في العشرينات. و لما كان النشاط المسرحي في ذلك الوقت كبيرا فقد خصصت له اﻟﻤﺠلة كل صفحاتها تقريبا. ولكنها كانت من حين إلى حين تنشر أنباء النشاط السينمائي المحلي الذي كان محدودا جدا.
وفي ٢٢ شباط ١٩٢٦نشرت حديثا مع “وداد عرفي” صرح فيه بأنه عضو في شركة سينمائية أوروبية اسمها شركة ماركوس، وأنه سيقوم بإخراج ثلاثة أفلام في مصرفي سنة ١٩٢٦، تدور حول تاريخ مصر في عهد مصر القديمة وعهد العرب، وهي “الجاسوس” و”الحب المهزوم” و”حب الأمير”. وفي ١٧ أيار أي بعد ثلاثة أشهر نشرت أن “وداد عرفي” اتفق مع “نجيب الريحاني” على أن يمثل مع أفراد فرقته فيلما عن “جحا” وأنه اتفق مع “يوسف وهبي” على أن يقوم ببطولة فيلم “النبي محمد” على أن يشترك “نجيب الريحاني” في الفيلم فيمثل دور “معاذ”. و‚ما يؤسف له أن مجلة “المسرح” لم تعش طويلا، إذ مات صاحبها بعد صدورها بسنة تقريبا”.
الصباح..
ويضيف عن مجلة الصباح: “وفي أواخر عام ١٩٢٥ أصدر مصطفى القشاشي مجلة “الصباح” وقد لعبت هذه اﻟﻤﺠلة دورا كبيرا في الحياة الفنية، إذ ظلت لمدة ثلاثين عاما تخصص نسبة كبيرة من صفحاتها للفن، وقد أسهم عدد كبير من أهل الفن في تحريرها، ففيها كتب أحمد بدر خان عندما كان طالبا بكلية الحقوق يهوى السينما ويتعلمها بالمراسلة مع إحدى المدارس الأوروبية، وكان بدر خان يترجم هذه الدروس وينشرها تباعا على صفحات الصباح، ولفتت مقالاته اهتمام الكثيرين.
وعندما اطلع عليها طلعت حرب باشا اتصل بكاتبها بدرخان وطلب منه إعداد تقرير مفصل عن إنشاء أستوديو كبير تقيمه شركة مصر للتمثيل والسينما، وأوفده إلى باريس لدراسة الإخراج السينمائي”.
مينا فيلم..
واستمر تأسيس المجلات: “وفي سنة ١٩٢٦ صدرت مجلتان سينمائيتان مهمتان الأولى هي نشرة “مينا فيلم” في الإسكندرية، والثانية هي “نشرة أولمبيا السينما توغرافية” في القاهرة.
أما الأولى فكانت تصدرها جمعية لهواة السينما بالإسكندرية، وكانت هذه الجمعية قد اختارت لنفسها اسم “شركة مينا فيلم” ولذلك كانت النشرة التي تصدرها تنشر أخبار اجتماعاتها والمحاضرات التي يلقيها الأعضاء في مقر الجمعية في المنزل رقم ١٨ بشارع نوبار باشا.
وكان من مشروعات هذه الجمعية إنتاج أفلام سينمائية، وقررت الشركة أن تجمع من أعضائها اشتراكات شهرية قدرها عشرة قروش على أساس أن تبدأ الشركة إنتاجها عندما يتجمع لديها رأسمال كاف. وكان أمين صندوق الشركة هو حسن جمعة.
وحققت “مينا فيلم” بعض النجاح، فقد انضم إليها مئات من الهواة، وكانوا يشهدون اجتماعاتها الأسبوعية لسماع المحضرات الفنية التي تلقى بها عن فن السينما، وعن التمثيل وعن السيناريو. وكانت تعقد مسابقات شهرية في التمثيل يشترك فيها الأعضاء الذين كانوا يتدربون على مشاهد تمثيلية صامتة تنشرها اﻟﻤﺠلة في أعدادها.
ولكن هذه اﻟﻤﺠلة لم تعش طويلا، فقد أصدرت خمسة أعداد فقط، أولها صدر في —١٩٢٦ وبعد انقطاع شهرين صدر العدد الثاني في أول أيلول على أن تصدر بعد ذلك بانتظام مرة كل أسبوعين، ولكن العدد الخامس صدر في أول تشرين الثاني وأعلنت اﻟﻤﺠلة أنها ستصدر بعد ذلك شهريا، ولكن كان. هذا هو آخر عدد أصدرته اﻟﻤﺠلة.
وفيه أعلنت أن رئيس الجمعية “محمد عبد الكريم” قد استقال من منصبه وحل محله فتحي الصافوري وهو من هواة السينما بالإسكندرية، وكان يعمل ˆبمصلحة البريد وقد اشترك في تمثيل عدد من الأفلام الأولى التي أنتجت بالإسكندرية، ومنها فيلم “فاجعة فوق الهرم” الذي أخرجه إبراهيم لاما”.
“نشرة أولمبيا السينماتوغرافية”..
ويتابع الكتاب: “أما الثانية وهي “نشرة أولمبيا السينماتوغرافية” فكان يصدرها حسني الشبراويني، مدير سينما أوليمبيا بشارع عبد العزيز بالقاهرة. وكانت تنشر أخبار النشاط السينمائي في العالم وقصص حياة نجوم السينما ومسابقات لهواة السينما. وفي سنة ١٩٢٦ بدأت الجرائد اليومية في القاهرة تخصص بابا أسبوعيا ثابتا للسينما. ففي ذلك العام خصصت “البلاغ الأسبوعي” صفحة للسينما كان يحررها السيد حسن جمعة. ثم قلدتها الصحف الأخرى”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة