5 نوفمبر، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

طوفان الاقصى: ملحمة تاريخية فلسطينية

طوفان الاقصى: ملحمة تاريخية فلسطينية

المساواة بين الضحية والجلاد، من قبل امريكا، الدولة العظمى؛ لهو اكبر ظلم وتجني على حقائق الواقع الموضوعي؛ في تبيض وجه الظالم والمستبد والمجرم والعنصري. بل ان الأفظع من هذا؛ هو الدعم الكامل وبالمطلق لقوة الجلاد الاسرائيلي، بصورة معلنة وبلا ادنى مواربة او خجل من العالم كل العالم الذي يدعي العدل والتحضر والمدنية؛ هو يرى بأم عينيه ما تقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي من مذابح بحق المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ، وهدم منازلهم على رؤوسهم، قل نضير لها في كل حقب التاريخ الانساني، بما فيها عصور الظلام. في المؤتمر الصحفي بين وزير خارجية امريكا مع نضيره الاسرائيلي في تل ابيب في ختام زيارة الأول لإسرائيل؛ قال التالي بالمعنى الكامل وعلى شكل نقاط مختصرة: – أنا يهودي ومن الصعب عليً ان ارى اطفال ونساء يذبحون. – سندعم اسرائيل بكل قوة، وسنكون الظهير لها. – اسرائيل بدأت تعتمد على نفسها بشكل كبير. – سوف نعمل على ايجاد البديل للإرهاب وحماس.- حماس لا يهمها مصالح الشعب الفلسطيني. – 34دولة في العالم تم قتل رعاياها بعدوان حماس. قتل 25مواطنا امريكا في عدوان حماس.- نشر اكبر حاملة طائرات في سواحل شرق البحر الابيض المتوسط دعما لإسرائيل. – حركة حماس هي داعش اخرى. – سنعمل مع اسرائيل في تحرير الرهائن.- اشيد بتضامن الاسرائيليين ووحدتهم. – الكونغرس متحدون في تقديم جميع اشكال وانواع الدعم لإسرائيل. ان المقاومة الفلسطينية سواء في غزة او في الضفة الغربية؛ تمثل تمثيلا تاما الشعب الفلسطيني وتطلعاته في قيام دولة تمثله. وعلى هذا الاساس والمنطلق لا يمكن تحت اي تصور او تحت اي توصيف؛ اعتبار ما تقوم به المقاومة هو ارهاب، بل ان الارهاب بعينه هو ما تقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني من قتل وارعاب وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها. كما ان الارهاب هو دعم دولة الاحتلال الاسرائيلي ماليا وعسكريا، وتوفير مظلة دولية لحمايتها من اية ملاحقة دولية لجرائمها. ان هذه الحماية هي التي ساعدتها او شجعتها ودفعتها الى التنصل عن الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة؛ التي تقضي، بالانسحاب الاسرائيلي من الارضي الفلسطينية التي احتلتها في حزيران تعام 1967، واقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة الكاملة عليها. هذا هو الارهاب سواء من اسرائيل او من امريكا التي توفر الدعم للإرهاب الصهيوني على الشعب الفلسطيني على مدار اكثر من ثلاثة ارباع القرن. المقاومة الفلسطينية هي من تمثل تمثيلا تاما الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة او في الضفة الغربية، او في كل مكان في العالم يناضل فيه الفلسطينيون نضالا شرسا وداميا من اجل حقهم في الحياة و لا اي شيء اخر غير حق الحياة الذي نصت عليه جميع قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن التابع لها، كما نصت عليها؛ لائحة حقوق الانسان الصادرة في عام 1948. ان عدم قيام الدول العظمى وفي مقدمتها امريكا بإجبار اسرائيل على تنفيذ القرارات الاممية هو الارهاب بتمامه وكماله، مترجما واقعيا على الارض؛ بدعم الاحتلال، وبدعم سفكه لدماء العزل من النساء والاطفال ووضعهم في منعزلات وخوانق لا تتسع للحياة والسكن؛ حتى يتم لها اي دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ قضم ارضهم واقامة المستوطنات عليها. كثيرا ما يجري التعويل على الادارة الامريكية الديمقراطية، على اساس كونها تختلف عن الادارة الجمهورية لجهة دعمها لدولة الاحتلال الاسرائيلي؛ وهذا هو الخطأ الكبير، بل انه من اكبر الاخطاء؛ لأن المجهورين والديمقراطيين؛ وجهان لعملة واحدة؛ وهذا هو ما ظهر الآن واضحا كل الوضوح. امريكا الديمقراطيين تدعم الآن وبكل ما لديها من سلاح وقوة وقدرة على تقديمها لإسرائيل على جناح السرعة، اضافة الى تهديد جوار اسرائيل سواء دول الطوق او القريب من دول الطوق او الابعد قليلا من القريبة؛ ان تم اغراءهم وتدخلوا في منع محارق الابادة الامريكية الاسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني، أو الحد من تأثيراتها، او قلب المشهد وقواعد الاشتباك، وهذا هو الاكثر ترجيحا لجهة الواقع الفعلي على الارض؛ بمفاعليه. ان الشعب الفلسطيني؛ لا يريد منهم، الامريكيين والاسرائيليين؛ الا اعترافهم واقرارهم بحقه في الحياة الامنة والمستقرة والتي يسود فيها السلام والوجود الحي له كشعب يعشق ويتعز بارضه ووجوده عليها. لكن الامريكيين والاسرائيليين يريدون من هذا الشعب ان يغادر ارضه، او ان يكون تابعا لهم ومطيعا لهم، على رقعة ارض من ارضه هم من يقرروا مساحتها، او اين تكون هذه المساحة من الارض؛ كي يتم توسيع دولة الاحتلال الاسرائيلي على حساب ارضهم وتاريخهم ووجودهم. ان هذه الاتجاهات في مخارج الحلول؛ يرفضها الشعب الفلسطيني رفضا قاطعا، ليس الآن فقط، بل في جميع مراحل التسويات السابقة، التي لم تصل الى اية نتيجة لتصطدامها بجدار الرفض القاطع الفلسطيني، سواء من المقاومة او من غيرها، من الذين لازالوا ربما؛ يعولون على المفاوضات مع هذا الكيان المسخ والمجرم، وعلى الضغط الامريكي خلال اكثر من ثلاثين سنة؛ بالاعتماد واهمون؛ على النضال السياسي الدبلوماسي في إجبار المحتل الاسرائيلي على التسليم او الرحيل عن ما تبقى من ارضهم. ان الدعم الامريكي لدولة الاحتلال الاسرائيلي في قيامها كما يقول مسؤولوها؛ بالتوغل في غزة في المقبل من الايام؛ للقضاء على قيادات حركة حماس وبقية قادة منظمات المقاومة في غزة وفي غيرها؛ سوف تفشل فشلا وواضحا وبينا. وكي يتم تخويف الدول والشعوب؛ حتى تبتعد عن المنازلة المحتدمة الآن في غزة بين الباطل والذي تمثله امريكا واسرائيل وبين الحق الذي تمثله المقاومة الفلسطينية، حتى لا تتسع وتتمدد نيران هذه المنازلة التاريخية، او هذه الملحمة الفلسطينية التاريخية؛ تم ويتم ضخ الاسلحة الفتاكة والمتقدمة لجيش دولة الاحتلال الاسرائيلي، ونشر اكبر حاملة طائرات في السواحل الاسرائيلية، مع التصريحات والتهديدات الامريكية للدول والشعوب بتجنب التدخل في المعارك او ان الاصح والاكثر واقعية؛ التدخل في الحد او منع اتساع هذه المحرقة بأعمال ضدية وفي مكان اخر. ان تصريح وزير خارجية امريكا في المؤتمر الصحفي سابق الاشارة له في هذه السطور المتواضعة؛ ان امريكا سوف تعمل مع اسرائيل لتحرير الرهائن، وان هناك 25من الامريكيين الذي قتلوا في عدوان غزة على دولة (اسرائيل المسالمة؟!)، بالإضافة الى رعايا دول اخرى قتلوا ايضا(34دولة)، وان هناك رهائن امريكيين ومن جنسيات اخرى لدى حماس. ان تصريح وزير خارجية امريكا هذا؛ الغرض منه؛ هو تبرير التدخل الامريكي والدعم الغربي لدولة الاحتلال الاسرائيلي؛ لأن الدول التي يقصدها الوزير الامريكي هي في الاغلب دول غربية، وايضا؛ ابراز هذا الدعم وكأنه دعما للسلام وحياة الناس الابرياء، وتصوير امريكا وكأنها داعية عدل وسلام وحريصة على حياة البشر. اعتقد وبدرجة اعتقاد كبيرة جدا؛ ان هؤلاء الامريكيون؛ يحملون الجنسية الاسرائيلية والامريكية معا، وهم في غلاف غزة من سكان المستوطنات على الاغلب. مع وصول وزير خارجية امريكا الى تل ابيب وصلت ايضا في تزامن؛ قوات الدلتا، وهي قوات نخبة؛ لغرض العمل مع جنود الاحتلال الاسرائيلي على تحرير الرهائن من داخل قطاع غزة بعد اقتحامه. ان هذه العملية من الصعوبة؛ ان تتم من دون تغطية فعالة على الارض ومن الجو وبالذات على الارض؛ اي ان جيش دولة الاحتلال الاسرائيلي سوف في المقبل من الايام؛ تتوغل قواته في قطاع غزة. لكن السؤال المهم هنا؛ هو هل تنجح اسرائيل في عملها الوحشي هذا؟ من وجهة النظر المتواضعة، ربما كبيرة جدا؛ لن تنجح وحتى لو نجحت فسوف يكون نجاحا جزئيا، اي لا تتمكن من الوصول الى جميع مكامن الاسرى الاسرائيليين، وهم في انفاق تحت الارض، مع المقاومة التي سوف تكون شرسة جدا، وقاسية. قوات النخبة، قوات الدلتا الامريكية سبق لها وان قامت او حاولت تحرير الرهائن في السفارة الامريكية في طهران في سنة 1980لكنهم قتلوا جميعهم في صحراء ايران، فقد جرفتهم عاصفة، من غير ان يتمكنوا حتى من الوصول الى طهران العاصمة. قوات الدلتا وجيش الاحتلال الاسرائيلي، حتى لو تمكنا من الدخول الى القطاع، فانهما، لم ولا ولن يتمكنا من الوصول الى اقفاص الاسرى، والتي هي حتما في انفاق تحت الارض. ان كلا من اسرائيل وامريكا على ما يظهر من تصريحاتهم اولا ومن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية العنصرية والمجرمة، بدعم امريكي غير محدود لكل هذا الاجرام؛ سعيهما؛ تصفية قيادات المقاومة الفلسطينية، اي نهاء حكم وسيطرة المقاومة الفلسطينية على غزة، وهو لم ولا ولن يتم لهما هذا المسعى بنجاح على الارض. فان هذه الاستراتيجية مصيرها ليس الفشل فقط، بل انها سوف تكون كارثة على دولة الاحتلال الاسرائيلي. حتى وان افتراضا جزافا؛ لو تم لهما هذا المخطط؛ فان العملية برمتها سوف تكون اثمانها باهظة جدا على الكيان الاسرائيلي، كما انها سوف تدفع الى توحد ساحات المقاومة الفلسطينية ليس في غزة فقط، بل في جميع بقاع الارض الفلسطينية المحتلة؛ باشتداد اتون المقاومة وعلى جميع ساحات المواجهة مع هذا الكيان المجرم والعنصري. هذا من جانب اما من الجانب الثاني؛ فان الضفة الغربية سوف لا محال تنتفض جهاديا ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي وضد كل من يعاونها او يحد من توسعة المقاومة لهذه الدولة المحتلة لأرضه. في خضم هذه الملحمة التاريخية وحين تتسع اوراها ويشتد لهيب معاركها، اكثر مما هي ملتهبة الآن كما اتون النار؛ سوف بحكم الضرورة الملزمة ميدانيا؛ ان تقود الى دخول جبهة الشمال الى اوراها وبقوة. هنا تكون دولة الاحتلال الاسرائيلي قد اخطأت التقييم لقوة واستعداد اطرف المقاومة سواء كانت فلسطينية او عربية. في الختام اقول؛ ان النصر حتما سوف يكون لراية المقاومة، وبالتالي هي من سوف تفرض شروطها، تجبر ليس اسرائيل وامريكا فقط، بل كل العالم؛ لأن الواقع الجديد سوف يجعل كل شيء خاضع للتغير والرؤية الجديدة؛ في البحث عن مخارج للصراع العربي الاسرائيلي..
مزهر جبر الساعدي

أحدث المقالات

أحدث المقالات