عبارةٌ طالما رفعها متظاهرون بُعيد نتائج الأنتخابات في البلدان المتخلفة ، والتي عادة ما تشهد عمليات تزوير واسعة النطاق لأبقاء (النخبة) جاثمة على صدور الشعب ، والتي لا تنظر اليه الا على أنه بقرة حلوب ، وميدان للنهب والأثراء والمتاجرة بحياتهم ، ووجدت نفسي أنضم الى هؤلاء المتظاهرون في رفع مظلمتي ، ليس الى النخبة التي ستقمعني لا محال ، انما الى الله .
حقيقةً لم أتفاجأ بالفوز الكاسح لدولة القانون – عنوان ضياع القانون والعدالة وأيقونة الفشل ، فقد سبق وأن كتبت مقالة على موقع (كتابات) بتاريخ 24 شباط الماضي بعنوان (لا تتفائلوا بالانتخابات) ، ولكن الذي يحيّر فعلا ، أن جميع معارفي وممن التقي بهم كانوا متبرمين وحانقين على أداء الحكومة (إن كان ثمة أداء أصلا) ، وكانوا يعدون الأيام العجاف حتى موعد الوقوف أمام صناديق الأقتراع لفرض التغيير ، فهل هنالك انفصام في شخصية هؤلاء ، بحيث يعيدون انتخابهم كالمنوّم مغناطيسيا باعتبار أن القط لا يترك خانقه كما يقول المثل ؟! ، أم أن هنالك عمليات تزوير هائلة ، أولها الضغط على الناخبين من الجيش وقوى الأمن وهم ما يقرب من المليون – وهو ما حدث فعلا – بأنتخاب دولة القانون وممثليها بالذات ، بحيث باتوا يشكلون بيضة الميزان الذي يتألّف من كفّة واحدة ، فقد أكل الفساد الكفة الثانية ؟!.
ورغم خيبة الأمل كوننا داخلون في نفق مظلم أخر ، وكوننا مقبلون على المزيد من الفساد والخروقات الامنية والتخبط والفشل والدماء والتخلف ، الا اني اتمنى ان يكون السبب في فوز هذا الائتلاف هو عمليات التزوير ، لان لو كان الفوز هو ما حملته صناديق الاقتراع واقعا ، فان ذلك موجع جدا ومخيّب وخطير ، يميط اللثام عن سبب مآسينا ، عندها لن نجرؤ على الدعاء ، ما ذنبَنا يا رب ؟! .