23 ديسمبر، 2024 6:50 م

الى رئيس الوزراء نوري المالكي : لا تقدم منير حداد قربانا لأعدائنا

الى رئيس الوزراء نوري المالكي : لا تقدم منير حداد قربانا لأعدائنا

لست كاتبا محترفا، ولاهاوي.. لا علاقة لي بالكتابة، الا عندما تستفزني ظاهرة ما؛ وقد حدث امامي في مطار “بغداد” منع القاضي منير حداد، من السفر، بينما المجرم مشعان الجبوري، حر طليق يرفل في بغداد تجولا إن شاء، وإن شاء السفر الى سواها؛ فله ذلك.. ذهابا وإيابا.
بينما القاضي منير حداد، الذي انقذ شرف الدولة العراقية، من تسفيه البعثية والقاعدة؛ بإعدامه الطاغية المقبور صدام حسين، الذي كاد يفلت؛ فتتحول حكومة نوري المالكي الى مهزلة.
كلاهما.. حداد ومشعان، لا يعرفانني؛ لأنني رجل بسيط من عامة الناس، لكنهما مشهوران فأعرفهما.. الاول بوطنيته والثاني بلاوطنيته.
إذ حدث امامي، منع القاضي من السفر؛ ما يعني ان العراق يقلب ظهر المجن، تنكرا له؛ حينها تداعت في ذاكرتي تفوهات مشعان على الشيعة، وتأليبه السنة ضد العملية السياسية، ولصقه اوصافا بشخص رئيس الوزراء، لا تليق بالعراق؛ لأن كرامة رئيسه من كرامة شعبه.. ومشعان يسافر من والى العراق بحرية!
أخرت سفري وشدني الفضول؛ لمتابعة الموضوع؛ فآلمني ان القاضي ممنوع من السفر، بشكوى من المالكي، الذي يمثل شخص الشهيد محمد باقر الصدر، بالنسبة لحزب الدعوة، الذي ضحى من اجله منير بزهرة شبابه.. هربا خارج العراق، بعد ان إعتقل وأعدم ثلاثة اشقاء له؛ ما تسبب بوفاة والده على أثرها.. باللحظة وشلت والدته واعتقلت شقيقتاه؛ ولم يتقدم بعدئذ أحد للزواج منهما، يعني ثماني ضحايا قدمتها عائلة القاضي حداد، قربانا لحزب الدعوة، الذي انبثق منه المالكي، رئيسا للوزراء.
وما زال حداد يخدم العراق؛ مؤسسا للمحكمة الجنائية الخاصة، ونائبا لرئيسها، ليخرج منها، للشارع، من دون تقاعد، بأمر المالكي، الذي شرده واشتكاه؛ فمنع من السفر.. “ديحه” لكنه لملم شمل نفسه بنفسه؛ لأن الله مع الحق، بينما عزز مجرما كالجبوري يسمي الشيعة مجوسا كفرة.
استوقف رجال المطار القاضي منير حداد، قائلين: “جنابك ممنوع من السفر، بامر المخابرات بناء على شكوى من رئيس الوزراء نوري المالكي ضدك”.
أبرز لهم كتابا من المحكمة يشير الى رفع المنع، منذ شهر، وانه مسافر الى السليمانية، لرؤية طفليه؛ ولو سافر برا، فسوف تتناهشه وحوش العظيم التي تتربص به الدواهي؛ لتصفيته؛ لأنه أعدم صدام.. سفره بالسيارة يعني انتحارا!
لم يكتفِ رجال المطار برجوعه من حيث اتى، انما تعمدوا إهانته امام الناس.. وهو شخصية عامة، معروفة؛ إذ سلموه الى ضابط، ساقه مقيدا الى مخفر شرطة المطار.
هل كانوا سيعاملون ايا من قتلة الشعب العراقي بالطريقة التي عاملوا بها منقذ العراق وحكومته من التحول الى مهزلة بهروب صدام الذي كان سيستعيد الحكم في غضون ساعات لو أفلت من قضبان السجن، وهو امر خطط لتنفيذه بيومين بعد الاعدام، لكن القاضي عاجل بالتنفيذ.
الضابط يعرف فضل حداد على البلد، وكان يومها خميسا، الا ان قاضي شريفا وشجاعا.. عرضت عليه القضية؛ فانقذه بالافراج؛ لعدم وجود سبب لتوقيفه.
“عدم وجود سبب لتوقيفه”…
أما مشعان وامثاله، فيعيشون في كنف الدولة، محميين، ملوكا، لا احد يطالبهم بدفع دية مئات الشهداء الذين سقطوا ضحايا مفخخاتهم، مع وجود دعاوى قضائية ما زالت عالقة، تنظر بها المحاكم المختصة، الا انهم .. “يروحون ويجون” بكامل كرامتهم التي سفحت حياة العراقيين، وما زالت تهدد الوطن.
هل تلك هي حكومة تمثل حزبا أسسه الشهيد الصدر.. حكومة الصدر تفعل هذا باحد اولياء الصدر.. تحجب راتبه التقاعدي وتمنعه من رؤية اطفاله.
انها مؤامرة لقتله.. يا شيعة علي.