يقولُ الحلبوسي : ” نَحنُ أمّةٌ “
ويقول الخنجر : (( دونَ ” سيادةٌ ” لَنْ تقوم أُمّة ))
خيارات المناطق الغربية بناخبيهم ومن خلال ما نتابعه من نشاطات لرؤساء الكتل والتحالفات نجدها ممثلة وبشكل كبير ب( حزب السيادة بزعامة الشيخ الخنجر وحزب تقدم بقيادة السيد محمد الحلبوسي ) ، وذلك متوقع وفيما اخذنا بنظر الاعتبار مكانة وقدرة وقوة الزعيمين في التأثير على قناعات الناس وخياراتهم هناك لذا نلاحظ اتساع القاعدة الشعبية لهما وبشكل مضطرد ، حتى وحال قورنت بمؤشرات المقبولية للحزبين مع بقية الاحزاب والتيارات الفاعلة في تلك المناطق نجد هنالك بون شاسع لايمكن التغافل عنه .
تنافس الحليفان
مع انهما (حليفان مرحليان ) الاّ ان روح المنافسة لا الصراع بدأت تتصاعد ومع قرب موعد اجراء الإنتخابات المحلية وهذا حق مشروع لكليهما على ان يلتفت الاثنان معا الى ان هناك من يحاول دق الاسفين بينهما فعسى ان يحظى بما هو فوق المتوقع من ردود الفعل المؤدية لنشوب خلاف حاد يؤول للتفرقة خصوصاً وهناك من هو مستعد ليقدم الاموال الضخمة للتأثير على مرشحي الفريقين للانسحاب من سباق الترشح ( امر مستبعد ) ومع ادراكنا ان هناك اختلافات في وجهات النظر تظهر بين الفينة والاخرى غير انها ستكون دائماً وابداً تحت السيطرة بفضل ما يمتلك الشيخ الخنجر من حكمة ودراية ونضج سياسي بالغ بمآلات الانزلاق نحو الخصومة وبين ما يمتلكها السيد الحلبوسي من قوة شغله رئاسة مجلس النواب ، واذن باجتماع الحكمة والقوة معاً فلا هناك بعدئذٍ من قوة تستطيع تفكيك هكذا تحالف وان جاء مرحليا .
ما بين السيادة وتقدم
وفق معطيات الساحة السنية نرى ان حزب ” السيادة ” بات يمتلك من الأدوات ما تمكنه حصد نقاط اكثر وفق مؤشر المقبولية التي تمكنه التفوق على حزب ” تقدم ” في الانتخابات المحلية المزمع اجراءها في نهاية العام الجاري لأسباب منها ما هو مترسخ من رأي وقناعة لدى الناخب حتى قبل تمدد حزب الحلبوسي في المناطق الغربية ، يتصل منه بالبعد العشائري ، وآخر يعود الى نقمة عامة بسبب ما يمتلك الان الحلبوسي من ثروة لم تكن ظاهرة عليه وقبل دخوله العملية السياسية وهناك المشاع بين الاهالي كونه تخادم مع طهران على حساب الشارع السني وكي يحظى بمنصب رئاسة مجلس النواب العراقي ، ثم ما انتجته بعض الشخصيات التابعة لتقدم من فساد وهدر للمال العام في ملفات طال قسم منها دوائر التسجيل العقاري والبلديات والضريبة والتقاعد وملفات النازحين وغيرها ، ولذا فالثقة لدى الشارع السني تزعزت الى حد ما بمرشحي حزب تقدم ، هذا وما يشاع ايضا من تغول الحلابسة في جميع المفاصل الرسمية في محافظة الانبار الامر الذي جعل عدد كبير من سكان الانبار على وجه الخصوص ممتعضون ينتقدون هكذا تغول ولو في مجالسهم الخاصة وخوفاً من سطوة رجالات رئيس المجلس . مع امتلاك الهالة الاعلامية الكبيرة لحزب تقدم غير ان اتساع رقعة الرفض الشعبي للحزب اصبحت في اعلى مستوياتها في هذا العام ولهذا ولاجل تدارك هذا التهاوي الدراماتيكي عمد الحزب الى ابرام عقد مع شركة (جب بي آر ) الامريكية بقيمة (( 600 )) الف دولار لتوفير العلاقات الحكومية وخدمات العلاقات العامة للحزب والتواصل مع مسؤولين كبار في واشنطن ومع مؤسسات غير حكومية ومع وسائل اعلام امريكية مؤثرة . على الجانب الآخر نجد استطلاعات رأي محلية تؤكد على تنامي مقبولية حزب السيادة بزعامة الشيخ “خميس الحنجر ” ، وربما يعود هذا الى عدم وجود قصص تتحدث عن ظهور شبه فساد على من شغل مناصب عليا من اتباعه ، ونجاحه في بناء علاقات متوازنة مع فرقائه السياسيين قائمة على الاحترام المتبادل ، والشيخ وفق آراء متابعين متقبل عشائريا وهو كذلك من الشخصيات الثرية وقبل دخوله العملية السياسية ، ثم لديه قاعدة لابأس بها من الشباب بسبب ما وفر من برامج تمكين وتنمية بشرية لهم ومهرجانات وورش ، ويتحدث الاهالي ايضا عن الخنجر من انه حتى الساعة يحظى بثقة طيف واسع من ابناء المناطق المحررة بسبب مواقفه اتجاه ملف النازحين وعودة الاهالي الى مناطقهم خصوصاً عودتهم الى منطقة ( جرف الصخر ) ، والخنجر بعد هذا اصبح رأس الهرم في الضغط على الحكومة لتعديل قانون العفو العام ، هذا غير مواقفه الانسانية بايفاد العشرات من المرضى لخارج العراق لاجل العلاج وعلى نفقته الخاصة ، بالاضافة الى توجيهه ببناء دور سكنية للمواطنين المتواجدين على الخط الناقل . كمراقبين ما نرغب مشاهدته هو ان تسير العملية الانتخابية القادمة بسلاسة دونما منغصات وقبل هذا نتوسم خيرا بجميع الشخصيات المرشحة لعضوية المجالس المحلية بمدن العراق عامة ومدن مناطقنا المحررة بشكل خاص وحتى تدور عجلة الاعمار بوتائر اسرع ويرجع الاهالي الى مدنهم ويتذوق من وقعت عليه مظلومية المخبر السري طعم الحرية بينما ينصف ذوو المختفين قسرياً ممن غيبتهم داعش او ممن غيب بفعل الطائفيين من ضعاف النفوس .