23 نوفمبر، 2024 6:44 م
Search
Close this search box.

رد التطبيع الثالث: اشهار الطريق الجديد للرأسمالية الاستعمارية

رد التطبيع الثالث: اشهار الطريق الجديد للرأسمالية الاستعمارية

في مقابلة الامير محمد بن سلمان مع فوكس نيوز، اشار بصريح العبارة؛ من ان السعودية ودولة الاحتلال الاسرائيلي وامريكا؛ كل يوم يمر نتقدم في عملية اقامة علاقة مع اسرائيل، وتجنب ان يقول التطبيع مع اسرائيل، ان هذا التحاشي لا يغير من الاوضاع اي تغيير مهما كان صغيرا. ثم اكد على اهمية مراعاة حياة الفلسطينيين، بينما لم يرد اي ذكر في حديثه؛ لإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. بالإضافة الى اشادته بالمشاريع المقبلة؛ من امثال الممر الاقتصادي الى اوروبا عبر الهند والشرق الاوسط. نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، هو الاخر وفي كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها السنوية، قال: نحن امام مفرق تاريخي او فجر تاريخي جديد، سوف يغير شكل المنطقة، وينهي الحروب وعدم الاستقرار. الرئيس الفلسطيني او رئيس السلطة الفلسطينية، في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال ان لا سلام من دون حصول الفلسطينيين على حقهم الشرعي في دولة ذات سيادة، ومن يتصور غير ذلك فهو واهم. المنطقة سواء قبلَ من قبل او رفضَ من رفض؛ امام طبخة دراماتيكية، لا اقول؛ يجري الاعداد لها الآن في الدهاليز والغرف السرية، بل اقول؛ جرى لها الاعداد، ربما منذ سنوات، وليس الان، الفرق هنا هو ظهورها الى العلن في الوقت الحاضر. لا يوجد عاقل وسيلم النية والطوية في كل بقاع العالم لا يريد او ليس له رغبة قوية في ان يحل السلام والاستقرار والعدل في وطنه، وفي جميع ارجاء المعمورة؛ اذا كان الهدف عند صانعي السياسة في العالم وفي المنطقة العربية وفي جوارها؛ احترام انسانية الانسان هذا اولا واحترام إرادة الشعوب في الدول العربية وغير العربية واقصد هنا؛ الجوار الاسلامي؛ في الحرية والتحرر والتنمية والتطور، بما يشمل جميع شعوب المنطقة، ودول العالم سواء الكبرى او العظمى، بالطريقة المتكافئة والندية وليس بطريقة النهب وسلب الحقوق ومنها حق الانسان في الوجود كانسان، وليس سلبه انسانيته بطريق غير مباشرة، بعد ان تسلب إرادة وطنه، في السيادة والاستقلال الاقتصادي والسياسي؛ ليتحول وطنه وبقية الاوطان العربية الى جسور تعبر من فوقها مصالح الدول الكبرى ودولة الاحتلال الاسرائيلي من دون اعطاء الشعب الفلسطيني حقه الشرعي المكتسب، وحريته وإرادته في وطنه الذي سلبمنه ظلما وعدوانا. نتنياهو في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال: ان اقامة العلاقات مع الدول العربية وانهاء الحروب في المنطقة، واقامة المشاريع الاقتصادية والتنموية؛ سوف يجعل هذا الفلسطينيين؛ يتخلصون من خيالاتهم في تدمير اسرائيل، وانهاء وجودها في المنطقة العربية. ان هذه الاقوال في مجملها ماهي الا كسر اعناق الحقائق على ارض الواقع. ان هناك مخطط يجري العمل عليه منذ سنوات ليست بالقليلة؛ لكن مشاريع التطبيع سواء الاولى او الثانية او الثالثة الجاري النقاش والحوارات على انضاج ظروف اعلانها على العلن؛ يستهدف ليس فلسطين وشعب فلسطين، بل جميع الشعوب العربية واوطانهم. السؤال الكبير هنا؛ هل هذه المشاريع، في التصميم والغاية ومسارات تحقيقها؛ هي لغرض تنمية الواقع العربي وتطويره؟ ان الاجابة على هذا السؤال وفي هذه الظروف اي ظروف الصراعات وتحولات الجارية الآن في المنطقة العربية وفي جوارها وفي العالم؛ سابق لوقته في ظل هذه المشاريع التي لم تكن حتى الآن سوى رؤى ونظريات على الورق وفي عقول مخططيها. إنما من الجانب الثاني بالإمكان تلمس مآلاتها وايضا بدياتها، والدول سواء الكبرى امريكا وغيرها او الدول الاقليمية او الدول العربية صاحبة الشأن في هذه المشاريع. ان تطبيع الدول العربية باستثناء العدد القليل منها؛ كانت مطبعة بطريقة غير معلنة، سرية وخفية، الفرق الوحيد هو اعلانها على العلن بطريق رسمية، لتأخذ الطريق القانوني والشرعي. في التطبيع الاول ايضا قال من طبع ان هذا التطبيع من اهم شروطه؛ هو ضمان حق الفلسطينيين في دولة ذات السيادة، وذات القول قيل في التطبيع الثاني، لكن لم يحدث اي شيء في الواقع من هذا القول الذي قُيِلَلتبرير التطبيع، والباسه لباس ليس الباسه بالمطلق. الامير محمد بن سلمان لم يأتِ على دولة فلسطين ولو من قبيل ذر الرماد في عيون الشعب سواء الشعب الفلسطيني او الشعوب العربية التي ترفض هذا التطبيع المجاني، او الشعب العربي في المملكة العربية السعودية. ان الامير محمد يريد من وراء التطبيع؛ هو حصول السعودية على ما تريد من امريكا سواء في الحقل النووي للأغراض السلمية او اتفاقية امنية مع امريكا، اضافة ربما الى اهداف اخرى غيرهما. ان من الخطأ التصور ان قضية الشعب الفلسطيني في معزل عن قضايا بقية الشعوب العربية، بل ان الحقيقة هي ان قضايا كل العرب وقضية فلسطين هي في الاول والاخير واحدة في البداية وفي الطريق وفي النهاية. الامير محمد بن سلمان يقول في المقابلة سابقة الاشارة لها في هذه السطور المتواضعة؛ ان لا اقامة علاقات مع اسرائيل الا بالنظر او أن تأخذ اسرائيل في حساباتها؛ توفير حياة امنة للفلسطينيين. السؤال ماهي الحياة الامنة للفلسطينيين؟!الحياة الامنة والعيش الذي يليق بالإنسان توفره ظروف الحياة والعيش في دولة تمثله وطنيا، ذات سيادة، وليس تحت حكم دولة الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية. هناك من يقول في الصحافة؛ ان بن سلمان يريد من اسرائيل اتفاق ملزم حول فلسطين. اقول أليس اتفاقات اوسلو بضمانة امريكا كانت ملزمة، لكن دولة الاحتلال الاسرائيلي تنصلت عنها تباعا حتى باتت الآن في طي النسيان ولم يعد لها لا ذكر ولا وجود. السؤال الاخير هل بإمكان السعودية؛ ان تفرض على امريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي؛ ان تكون هذه الالتزامات ان حدثت قبل التطبيع او كانت جزءا من عملية التطبيع( مع اني اشك شكا يرقى الى درجة اليقين؛ ان السعودية لن تصر على هكذا طلب..) ان يصدر قرار بها من مجلس الامن الدولي؛ يلزم دولة الاحتلال الاسرائيلي بالتطبيق الفعلي لهذا الاتفاق على ارض الواقع، ان هذا الامر هو في مصاف احلام اليقظة. اذا افترضنا افتراضا؛ ان هذه المشاريع التي تم مؤخرا الاعلان عنها، وغيرها التي لم يتم الافصاح عنها في الوقت الحاضر؛ لو ان هذه المشاريع جميعها صارت واقعا يتحرك في الواقع المعيش؛ هل تكون لخدمة الشعوب العربية؟. ان امريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي في هذه الحالات او في ظل هذه الاوضاع؛ سوف تعمل كلتا الدولتين وغيرهما من القوى الكبرى الاخرى، إنما امريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي، وبالتركيز الخاص بآدوات وأليات التنفيذ؛ سوف تعمل بكل ما بها او ما في حوزتهما من جهد وتفكير وخطط؛ ان تكون هذه المشاريع مستدامة، بتصفير جميع مطباتها..التي سوف تكون لها وجود في طريق اعمالها من قبل الشعوب حين ترى ان هذه المشاريع قد أخذت من خيرات اوطانهم الكثير والكثير جدا؛ لأنها في الاول والأخير؛ مشاريع امبريالية استعمارية؛ اهدافها هو الحصول او جني الارباح على اكثر مما هي قادرة عليه. ان هذا يستوجب منها؛ ان تعمل على اعداد الساحة بما يحول دون اعتراض ادارات هذه الدول حين تصحو او حين تجبر تحت الضغط الشعبي الذي في ذلك الوقت يكون قد رأي بأم عينيه؛ الاستغلال الذي تتعرض لها خيرات وطنه او اوطانهم؛ بأن تكون حكومات هذه الدول العربية ضعيفة. السبيل الوحيد التي علمتا عليه امريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي، وتعملان علية حتى الآن والى ما قدر الله؛ هو ان تكون حكومات هذه الدول ضعيفة وغير قادرة على انتزاع حقوق شعوبها المسلوبة او المنهوبة؛ هو توزيع الولاءات في الوطن الواحد على عدة ولاءات؛ قومية ومذهبية واثنية، على حساب الولاء للوطن؛ وترسيخ هذه الولاءات بالطريقة القانونية؛ليكون لها مؤسساتها التي تخص كياناتها وتحميها، داخل مؤسسات  الدولة الام، مع بقاء كيان الدولة كدولة موحدة، إنما ضعيفة ومفككة واقعيا حتى لو قيل بغير هذا الواقع. من الامثلة على هذا؛ ما يحدث الآن، ومنذ سنوات في اليمن وسوريا وليبيا و في غير هذه الدول، والأن في السودان، وربما لاحقا بعد سنوات، قد لا تكون قليلة؛ في السعودية ذاتها، وبالذات حين يتم ترسيخ وتجذير هذه المشاريع على الارض؛ كقناطر تسير عليها عجلات هذه المشاريع، لصالح مصالح هذه القوى الكبرى على حساب مصالح الشعوب، وبركائز بشرية ترتبط بها، وبدهاقنتها في واشنطن وتل ابيب، وبقية عواصم الدول الكبرى، مصلحيا ومصيريا من ابناء الشعب؛ الذين سوف يدافعون عنها بالضد من إرادة شعوبها، التي في ذلك الوقت؛ سوف تطالب بتعديل كفة الميزان لحفظ مصالح الوطن والشعب؛ على قاعدة الاستقلال الاقتصادي والسياسي. هنا يظهر بوضوح العلاقة العضوية بين ثلاث تضادات؛ أمن دولة الاحتلال الاسرائيلي وادامة تطورها، وضعف الدول العربية حتى يكون امن اسرائيل مستدام ولا يتعرض للهزات المفاجئة، واستدامة المشاريع الامبريالية الاستعمارية.. في المنطقة العربية

أحدث المقالات

أحدث المقالات