بسبعة اسطر فحسب نشرتها عراق اوبزيرفر يوم الاربعاء 20 ايلول 2023 , صرّح بها احد مستشاري السيد رئيس الوزراء محمد السوداني عن اهداف زيارته الى امريكا بدعوة من الرئيس بايدن قائلآ : ان ” زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى الولايات المتحده لن تكون لتحقيق هدف معين .. “
وحرف ” لن ” في هذا التصريح هو حرف نفي ونصب , اي لايوجد في حقيبة السيد السوداني نهائيا اي مشكلة تخص العراق ليعرضها على المسؤولين الامريكيين , بل ولم يضع , على الأقل , في الحسبان ابدا انه ذاهب الى امريكا ليضعها امام مسؤولياتها عما جرى للعراق في الجوانب الاقتصادية بسببها ,
ليوضح للمسؤولين هناك عن البنى الاقتصادية الحالية التي تضررت والتي ستتضرر بالمستقبل وخاصة جراء مشروع الممر البحري الممتد من الهند الى الامارات , وعواقبه على ميناء الفاو وطريق التنمية ,
ليدركوا , على الأقل , ان زيارة السوداني بسلطة رئيس الوزراء , جاءت ليعّرف العالم على ما يريد من امريكا هو وفقآ لشروطه وهو الإطار السياسي الذي يعمل به بغض النظر عن كونها دولة عظمى او صغرى ,
وبهذا حتمآ سينال الإعجاب من الشعب والغرب الذي يرى العراق محتلآ , ليغيّر من رأيه كونه ان السوداني جاء لتلقي الأوامر كما يفعلون هم عبر اللقاءات مع امريكا التي تركز على وسائل هيمنتها على اوكرانيا بعد ابتلاعهم ,
وإلا ماذا سيستفيد العراق من تواجده في المحافل الدولية بحسب تصريح المستشار المذكور , بلا هدف استراتيجييخدم العراق وشعبه ليطرحه على طاولة المفاوضات , وعلى رأس الأهداف المطالبة بخروج كافة قواتها العسكرية من العراق بما فيها القوات العاملة مع القوى الأمنية , كونها قوات باتت متكاملة ,
اما ان يسعى السيد السوداني بزيارته الى توسيع التعاونالأمني مع امريكا وهو امر يفر منه الشعب لأنه يدعم ارتباط تلك القوى بالتواجد العسكري الأمريكي من ناحية , ولأنه تكنيك غير مقصود يجعل بقاء الشعب العراقي يعيش معخنادق عسكرية معادية محسوبة في اطار سياسة الهيمنة ما يجعل اهداف تواجدها مجهولة مثلما اثبتت الايام السابقة في انتشارها بلا مسوّغ محدد في سوريا والعراق .
ان دلالة اهمال السيد السوداني في اصطحاب اي هدف سياسي يحتاجه العراق معناه فقدان توضيح ماهو اساسي ان يسمع من قبل امريكا والعالم , والأمور الأساسية التي يتطلب من امريكا الاهتمام بها وعدم التدخل بأمور اخرى ,كثيرة واذا تم لها ذلك فإنها ستجعل من العراق بلدا قويا ومزدهرا ,
اما الذهاب الى امريكا لتوضيح ضبابية الانطباع الامريكي عن الواقع العراقي كما اشار اليه المستشار , فهذا يمكن ان تتبناه سلطة السفير الامريكي , وهل يجهل السيدالمستشار كيف تحصل هذه السلطة على المعلومات عن الواقع العر اقي المضبب ؟!
كونها سليلة السياسة الامبريالية وتعرف كل المفاهيم والمواقف التي مرّت بها الشعوب من جراء غزوها تحت ذرائع واهية , اذن لاتوجد ايجابيات في كون العراق اشترك او يشترك بالمحافل الدولية دونما اي هدف يهم الوطن والشعب ومستقبله السياسي .
مثل هذه القراءة لتصريح احد السادة المستشارين تهدف الى التنبيه وتوخي الدقة بالتصريحات السياسية التي لاتخدم توجهات الحكومة المراقبة من قبل الشعب , لأن بروتوكولات الزيارات الدولية واللقاءات الرسمية الرفيعة لها دلالات تؤخذ بالحسبان وبزوايا نظر متعددة ,
فالزيارات مهمتها بالاساس اصلاح العلاقات بين الدول من خلال طرح المشاكل الخاصة بالسيادة أو ترسيم الحدود أوغموض القرارات السياسية المتعلقة بمصير الشعوب , وهي ليست مدعاة لمقابلة المسؤولين في الخارج بلا اجندة سياسية أو لإلقاء تحيات عابرة .