أمور سلبية كثيرة، باتت تتنامى طيلة السنين المنصرمة، دون رادع، أو متصدٍ لها، شكلت فايروس خطير أشبه بـ”السرطان”، أصاب العراق أرضا وشعبا.
استشراء الفساد، تراجع في كل مؤسسات البلد، العمل بمبدأ المحسوبية والمنسوبية، تسييس المؤسسات، التحزب داخل الثكنات الحكومية، تهميش الشباب، اضطهاد المرأة، اندثار العقول، وقتل الإمكانيات والخبرات، والى أخره من أمور أعادت العراق نيف من السنين إلى الوراء.
اطل علينا سليل (جوقة كرندايزر)، ليكافح وبمدة شهر واحد؛ كل السلبيات التي تنامت في البلد، طيلة ثمان سنوات سابقة، فالإجراءات التي بدأ ممارستها خلال الأيام الأخيرة، للإيحاء بجديته في مكافحة الفساد والفوضى، رغم مرور ثماني سنوات على توليه المسؤولية؛ أثارت استغراب المتتبعين للأحداث، فيبدو إنه لم يشعر بحجم الفساد، ومعاناة المواطنين؛ إلا قبل شهر واحد من الانتخابات، عسى ان لا يكون ضحكا على ذقون الأبرياء، والفقراء، واستغلالهم في الفترة المقبلة!
ولكي؛ يكن الوضع أكثر إنصافا، ربما لم يكن موجودا في العراق، طوال هذه السنوات الثماني، و لم يقرأ صحيفة عراقية واحدة، إلا (جريدة الصباح) التابعة لشبكة الإعلام العراقي، بإدارة ( محمد عبد الجبار الشبوط)، فهي تجعل الحياة وردية؛ بالانجازات، والأمان، والاقتصاد، والسياحة، وكافة نواحي التطور، ولم يشاهد قناة تلفزيونية واحدة، (وكأنه لا يشاهد قناة البغدادية، وبالأخص برنامج أستوديو التاسعة، يوميا “بحسب ما يقولهُ مقربون منهُ”)! ، في هذهِ الحالة؛ فهو لا يدري ماذا يجري في البلد، طيلة السنين المنصرمة، ليصحو قبل شهر واحد ويقضي على الأزمات!
كلمة أسبوعية؛ مفعمة بأوامر، تصريحات، إجراءات مباشرة، وجب تنفيذها منذ لحظة إطلاقها، في الوقت الذي يشهد تنافسًا انتخابيًا، قد لا تشكل ابهامآ للغاية الحقيقة منها، فعلى الرغم من وجود الكثير من هذه المشاكل؛ طوال مدة توليه المسؤولية، الممتدة إلى ثماني سنوات، عودنا على إعتياشهِ من أزمات البلد، التي باتت في الآونة الأخيرة يومية، وليست مرحلية!
يوم غد؛ ننتظر كلمة جديدة لـ(همام العراق)، على اعتبار إن ما أفاد به في كلمتهِ الأسبوع الماضي قد أنجز وانتهى؟! هل قمت بزيارة لمؤسسات تابعة لوزارة الصحة، وحثهم على العناية بالمرضى، وتغيير الواقع الخدمي فيها؟ أصدرت أمراً بتقليل السيطرات، والحد من أزمة الازدحام التي تعم البلد، فكم سيطرة لا حاجة لها قد رفعت؟ أ عوقب الموظف المهمل في دوائر الدولة، ممن قلت انك تعرفهم؟ هل تمت معالجة تسيير معاملات المواطنين، المعرقلة من قبل المساهمين بإفشال الدولة، كما وصفتهم؟ فساد مستشري، في مديريتي الجنسية والمرور العامة، هذا ما أكده سيادتكم، إلى متى يبقى السكوت عن الفساد خدمة للعراق؟
ليس من الإنصاف؛ أن يتحمل شخص واحد كل الفساد والفوضى في البلد، ولكن؛ ما فشلتم بهِ بثمانِ سنوات منصرمة؛ لن يصلحهُ شهر واحد قبل الانتخابات.