23 ديسمبر، 2024 10:20 م

في التنافس بين من يملك برنامج انتخابي ومن لا يملكه يفوز الأول دون الثاني ،وفي التنافس بين من يملك برنامج جيد ومن يملك برنامج أجود يفوز هو الثاني دون الأول ، لذلك على الناخب أن يبحث عن الأجود ، و لا يبحث عن الامتياز ، فالامتياز نادر ، أما الجودة فمتوفرة ، والعاقل يطلب المتوفر حتى  يحصل على النادر ، و لا يبحث عن الامتياز بخسارة المتوفر.
نرى في وسائل الإعلام المختلفة إن الحزب الحاكم يسقط الأحزاب الأخرى تسقيطاً سياسياً ، غير آبه انه يحمل اسم حزب الدعوة الإسلامي ! ضارباً أهدافه ومبادئها التي كان يدعوا لها قبل 2003 عرض الحائط ، ناهيك عن انه استحدث مفهوماً ومبدأ جديداً عوضاً عن مبادئه التي كان يتبنها ، وهي التداول السلمي للسلطة ، وإنصاف المظلومين والشراكة …الخ ، وما إن وطأة قدمه السلطة حتى صرخ زعيم الحزب ورئيس السلطة المالكي بالمقولة المعروفة ( بعد ما ننطيها ) ، وأخذ يقصي ويهمش حتى من كان اشد معارضي البعث ، ومن قدم ألاف الشهداء في سبيل الوطن وفي سبيل الخلاص من الدكتاتور ، واقصد هنا المجلس الأعلى الإسلامي العراقي .
ليس صحيحاً أبدا إن من يريد أن يفوز بالانتخابات … عليه أن يتحرر من المثل العليا ، يقال أن الأخلاق والسياسة ضرتان لا يجتمعان والحقيقة هذه المقولة جذورها ميكافلية ، وهي لا تنم إلا على فشل متبنيها ، لان الدجالون والكذابين والسراق مفضوحين لا محالة .
في دورتين انتخابيتين كان المالكي وقائمته يروجون بان لديهم برنامج لتحقيق الأمن والأعمار ومضى ثمان سنوات ولم يتحقق شيء سوى براعته في صنع الأزمات وتفقيسها ، ( لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل ) إذن ائتلاف دولة القانون لا يملكون برنامج انتخابي واقعي بل مجرد شعارات .
في حين رأينا إن المجلس الأعلى يملك برنامج انتخابي يحقق ما يرنوا إليه المواطن ، والدليل إن مبادرات المجلس الأعلى التي قدمها للحكومة جميعها مهمة ، واستخدمتها الحكومة وان لم تسميها باسم السيد عمار الحكيم ، ولكن المهم تطبيقها ، فالكثير من الأزمات والمشكلات التي عصفت بالبلاد كان الرأي السديد للسيد عمار الحكيم ، ونتذكر بعض من هذه المبادرات فمنها منحة الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة وقانون التقاعد والبصرة العاصمة الاقتصادية والصلح بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ومبادرة انبارنا الصامدة … الخ .
كل هذه المبادرات التي عبرت عن هموم المواطن والتي بعضها رأى النور والبعض الأخر مازال يعرقل من قبل السلطة التنفيذية ، كي لا تحسب حسنة تضاف لحسنات المجلس الأعلى ! والمعروف بان المجلس الأعلى ليس في السلطة ولا يملك وزير واحد في الحكومة منذ خمس سنوات ، بسبب إقصاء وتهميش المالكي له ، فما بالنا لو استلم المجلس الأعلى الحكومة ، أنا متأكد كأي مراقب محايد بان المجلس الأعلى سوف يغير العراق نحو الأفضل لوجود قيادة وطنية حكيمة تمتلك البرنامج الانتخابي الواقعي والإرادة والرغبة الجامحة بالتغيير والتطوير .