ذروة الحرب الباردة، وعندما كان العالم على حافة الدمار النووي الشامل، بدأت مفاوضات جنيف للحد من الأسلحة النووية عام (1961) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أنذاك، استطاع رجل بصبره ونفاذ بصيرته أن يتوصل الى عقد مثل هذا الاتفاق الذي شكك في أنجازه الكثير، المحامي والسفير الأمريكي المخضرم حينها (ارثر دين) صاحب المقولة المشهورة (الاستمرار في الحوار لمنع اندلاع الحرب).
لم يكن طريق هذا الرجل مليئا بالورد ولا حتى وهو يمثل المعسكر الغربي، حينها فقد اضطر الى عقد أكثر من (700) جلسة حوار مع الوفد الروسي المفاوض الضخم، الذي كان يستبدل كل بضعة أشهر حتى العام (1968) حين وافق الروس على توقيع هذا الاتفاق مع ذلك العجوز الذي أستمر بمواصلة الحوار لسبع سنوات متواصلة.
غالبا ما أبدا من أحداث العالم وأقارنها بعراقنا وما يجري فيه من احداث، نحمد الباري أننا لسنا أحد الأعضاء الدائمين أو المؤقتين في النادي النووي بشهادة موقعة من جميع الدول الكبرى، وقد كلفتنا الكثير.
ما يحدث في العراق سادتي، وباختصار، محاولة وضع تجربة الديمقراطية على طريق سوي خالي من التعرجات والالتفاتات الدكتاتورية، تجربة الحكومة العراقية مع الشعب العراقي ليست بالقصيرة، عشر سنوات، تم فيها تجربة كافة أنواع الخطط، الأمنية والاقتصادية وحتى خطط النهوض بالبنى التحتية، لكن للأسف جاءت بنتائج عكسية، حسب تقييم الشارع العراقي وما هو ملموس فعلا.
مما حدي بالمرجعية الدينية للحث على المشاركة في الانتخابات والمطالبة بالتغيير، والتغيير تم تحديده ب الاصلح، لكن ما يحدث في العراق مع اقتراب العد التنازلي ليوم الانتخابات، هو التسقيط السياسي والأخلاقي بأبشع أشكاله، وأذكر هنا لسنا في حرب بين معسكرين وأيدولوجيات وأهداف مختلفة كما حدث بين المعسكرين الشرقي والغربي، وعلى ذمتي أبرئ كافة المرشحين من امتلاكهم سلاح نووي.
أذا لم هذا التسقيط الا يجدر بنا الاستماع الى صوت العقل؟، الا يجدر بكم أن تستمعوا الى حكم من حكمتم عشر سنين؟ ام تستكثروا عليهم حكم عشر دقائق وتقيمه لكم؟ هل أصبح صوت صرير سحب كراسي الحكم هو الغالب؟، وليذهب من يذهب الى الجحيم.
سادتي، أن شعب العراق ليس بأعمى، او أصم فتقييمكم مستمر وان النتائج على الأبواب، فاحذروه.