“هناك مرتبةٌ من الإخلاص والإيمان  إذا وصلها الفرد في عمله في سبيل الله – أيّاً كان شكل العمل وأُسلوبه- أصبح مستحقّاً للتأييد الإلهيّ”[1]

هذا ما كتبه مولانا الصدر عن أهمية الدافع القلبي أو المحرك الذهني، للإنسان. وأثره على الموقف الإلهي من ذلك العمل. وهذا موضوع هام وخطير، وعال المستوى.

ويحتاج الى عدد من المقدمات، أهمها:

1️⃣ الإخلاص، قالوا:

الإخلاص هو أن يقصد بالفعل التقرب إلى الله عز وجل وإمتثال أمره، من دون أن يشتمل على ما ينافي التقرب …

▪️لكن، أعتقد أن هنالك أكثر من قصد. وليس التقرب فقط.. وفيه تفصيل.

 أو أن القصد، هو حالة نفسية أو إنفعال، بسبب الحب أو العشق او غير ذلك.

2️⃣ الإيمان: قالوا: التصديق الجازم، والاعتراف التام بجميع ما أخبر الله عنه في القرآن ، وأمر بالإيمان به، والانقياد له ظاهرًا وباطنًا.

3️⃣ الإيمان يختلف عن الشريعة. ويمكن القول أن الإيمان هو الدين، أو الإعتقاد، أو اصول الدين، ويأتي بعد ذلك، العمل او الشريعة او الفقه.

فالإيمان بالله، ووحدانيته وعدالته، هي الأصل.

 أما العبادات والطقوس والأحكام، هي نتيجة لذلك الإيمان.[2]

4️⃣ يمكن القول أن “مرتبةٌ الإخلاص والإيمان” هي التي تحدد إتجاه سير العمل، وسرعة وصوله الى الهدف.

▪️أي أن “النية” هي تحدد مصير العمل ونتيجته. بل هي التي تحدد آثار “العمل”…

وهذا عام، يتعلق بالأعمال كافة، من مؤمن أو كافر. ويبدو أن حركة وتفاعل المواد والأدوية، وتأثيرها، ونتائجها، تخضع لما في نفس الإنسان. ويبدو أن ما في ذهن الفرد، هو الذي يصنع الواقع الخارجي.

5️⃣ يمكن القول أن الأخلاص اهم من العمل. لأنه إستقامة البناء. فإذا كان أساس الجدار مائلا، فإن العمل والبناء يزيد الإنحراف والخطر.

⭕مناقشة النص:

▪️ويبدو أن عدد من الاسئلة قد تعصف في الذهن، مثلا:

1️⃣ إذا كان الإنسان مخلصا في توجهه لله، جاهلا بتفاصيل الشريعة، هل يرضى الله عنه؟

2️⃣ هل الإخلاص لله، ينتج تسديد في العمل لاحقاً؟

3️⃣ كيف يصير الإنسان مخلصا لله؟

4️⃣ ما الذي يمنع الإنسان من الإخلاص؟

5️⃣ هل الأخلاص ممكن، بدون شريعة؟

6️⃣ إذا كان الفرد فطريا، لا أدريا (ما يدري).. هل يمكن أن يكون مخلصا؟

7️⃣ هل الإخلاص ممكن، إبتداءاً؟

8️⃣ هل الحساب، لاحقاً، يخص الإخلاص أم العمل؟

9️⃣ هل العمل هو أي عمل، أم العبادة؟

▪️▪️الهوامش▪️▪️

[1] هناك مرتبةٌ من الإخلاص والإيمان  إذا وصلها الفرد في عمله في سبيل الله – أيّاً كان شكل العمل وأُسلوبه- أصبح مستحقّاً للتأييد الإلهيّ والعناية والرحمة من قبل ربِّ العالمين.

الشهيد السعيد السيد محمد الصدر قدس سره.

تاريخ ما بعد الظهور: 590.

[2] الشهيد الصدر يسال عن ايمان الفرد بعلم الله، اي ان الله عليم ام لا؟ ليبين مولانا الصدر ان الضعف العقائدي، قد ينتج الرياء في العمل. الرابط ادناه: