عاش أهالي منطقة “بهرز” في محافظة ديالى، بين مطرقة داعش وسندان مليشيات عبرت نهر ديالى لتعيث بالمدينة تخريبا، وبمن صادف وجوده أمامهم قتلاً، ويبدو أن نداءات الاستغاثة التي اطلقوها في حينها لم تجلب لهم سوى الخراب لبيوتهم وممتلكاتهم.
ويقول شهود عيان من أهالي “بهرز” تحتفظ “واي نيوز” بأسمائهم حفاظا على أمنهم، إنه “يوم الخميس المصادف 20 آذار الحالي، دخلت قوات سوات الى المدينة (بهرز) ومشطت بساتين المدينة بعملية عسكرية استمرت يومي الخميس والجمعة، نجم عنها احتراق عدد من البساتين”.
ويضيف الشهود أنه “في يوم السبت الموافق 22 آذار الجاري، دخلت سوات وتمركزت في الناحية الى ما بعد الظهر، وبعد انسحابها وقبيل اذان المغرب بقليل عبر مسلحون نهر ديالى من منطقة نهاية البساتين جنوب المدينة، وهم يرتدون ملابس مشابهة للزي الافغاني أو الكردي او بمعنى اصح ملابس فضفاضة تسهل الحركة، وتوجهوا بعد عبورهم الى الجامع الرئيسي للمدينة (جامع ابو الغيث) وقاموا بقتل اثنين من مفرزة الشرطة المرابطة لحماية للسوق والجامع ولاذ الناجون من الشرطة بالفرار، ليدخل المسلحون الجامع ويكبروا فيه وبدأوا يطلقون الشعارات التحريضية ضد الحكومة”.
وتابع أحد الشهود القول إنه “ساد الشارع هلع وفوضى من قبل المدنيين للخلاص بارواحهم من سيل الرصاص الكثيف الذي يطلقه المسلحون، واستنجد الاهالي بمركز الشرطة الموجود في المدينة والذي لم يسقط بيد المسلحين، لكن لا مجيب للنداء لعدم توفر المعلومات لديهم عن وضع المسلحين”.
ويكمل الشاهد روايته بالقول إنه “على الفور تحركت قوة من سوات من بعقوبة التي تبعد 4 كيلومترات فقط عن بهرز، لتدخل بهرز وتتمركز عند منطقة الفضوة، وباتوا الليل هناك، حيث كان الوضع طول الليل هادئاً، وفي صباح يوم الاحد نادت قوات سوات على الاهالي ان يخرجوا ويخلوا المدينة لانهم سيشتبكون مع المسلحين وماكان من الاهالي الا الاستجابة الى النداء وغادروا المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الى المناطق التي تحت سيطرة الدولة كحي السلام والقادسية المصطفى”.
ويواصل الشاهد أنه “بعد الظهر بدأت القوات بمساندة الطائرات الهليكوبتر والقصف المدفعي بالهجوم على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، واثناء الهجوم ظهرت مجاميع بملابس مدنية وارتدى آخرون زيا شبيها بزي قوات (سوات)، إذ قاموا بدخول البيوت التي تحت سيطرة القوات الحكومية، وشرعوا بالاعتداء على اهلها بالضرب والعبارات الطائفية وسلب الاموال والذهب والسيارات، وقتل الذي يرفض تسليم سيارته كما حدث لمحمد جواد كاظم حيث تمت تصفيته وسرقة سيارته نوع توكسان موديل 2012”.
ويلفت الشاهد إلى أن “الدار التي لا يجدون فيها احداً يخربون اثاثها ويسرقون مقتنياتها والسيارة ان كانت فيها كما حدث في دار المواطن محمد عدنان شعبان، لكنهم لم يستطيعوا سرقة السيارة لعدم تمكنهم من تشغيلها واكتفوا بتدميرها”.
ويبين أن “هذه الاحداث وقعت في حي السلام الذي هو تحت سيطرة قوات سوات، حيث تمت سرقة العديد من السيارات، وتوجهت هذه المجاميع امام انظار القوات الحكومية”.
ويؤكد أحد شهود العيان أنه “في يوم الاثنين الماضي تم الاعلان عن طرد المسلحين (داعش) ودعوة الاهالي للعودة، وعاد قسم منهم وعند قيام العائدين بالحركة ومحاولة الذهاب لجلب باقي افراد عوائلهم من النساء والاطفال تمت تصفية جزء كبير منهم، لذلك نرى الضحايا أكثرهم من عائلة واحدة كما حدث لعائلة مهدي صالح الذي خرج يوم عودته على الفضائيات ليشرح مارآه حيث تم قتل ولديه احمد مهدي وعمر مهدي وشقيقه علي صالح واولاد خاله عمر عدنان، ويوسف عدنان، بطريقة وحشية”.
ويشير الشاهد إلى أن المجاميع المسلحة قامت بالكتابة “على حيطان المدينة عبارة (هذا ثأر ملازم عمار) الذي استشهد في العملية الاستباقية التي حدثت قبل يومين من هذه الأحداث”.
ويؤكد شاهد بهرزي آخر، أنه “في يوم الثلاثاء اتى وفد من اعضاء البرلمان الممثلين للمحافظة، وهم سليم الجبوري، ومحمد الخالدي، وناهدة الدايني، رفقة المحافظ عامر سلمان، للوقوف على حقيقة ما يجري في الناحية، إلا انهم مُنعوامن الدخول من قبل قوات سوات، وجوبهوا بقوة السلاح والرصاص الحي، وعادوا ادراجهم الى بغداد، إلا انهم في طريق عودتهم كانت تنتظرهم العبوة الناسفة ليستشهد في الحادث اربعة من افراد حمايتهم”.
واتفق شهود العيان في الرأي بأن “اهالي بهرز، فقدوا الثقة بقوات سوات، وقاموا بنتظيم تظاهرة يوم امس الاربعاء، أمام مديرية الناحية، طالبوا فيها بسحب قوات سوات، وان يحل محلها الجيش والشرطة”، مؤكدين أن “هذا ما بدأت الجهات الامنية اليوم بخطوات تنفيذه”.