18 ديسمبر، 2024 8:58 م

حين يستيقظ النواب على أنين الرافدين !

حين يستيقظ النواب على أنين الرافدين !

كم سعيد انا كمواطن عراقي بسيط تربيت على هسيس أمواج دجلة وانا الوذ بشواطئه بترانيم الجواهري ” حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذُ به..لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين ” وتأريخ الفرات ، كم سعيد مع مواطني هذي البلاد المنكوبة ، بنواب القرن، وهم يشمّرون عن سواعدهم وافكارهم واختراعاتهم ، فيلمّوا جمعهم ويجتمعوا لمناقشة ازمة المياه في بلاد الرافدين !
نوّابنا الكرام ،من فرط جهدهم ، قرروا تأجيل جلسة المناقشة ، فالوضع ليس خطيراً وان بانت ملامح قاعي الفراتين تأملاً من جسور بغداد والناصرية ، وان بات في مقدور المواطن الكريم أن يقطع الرافدين مشياً بدل السباحة ، وان تلوث دجلة الخير حتى استصرخهم صراخ الثكالى والايتام!
كل شىء هادىء على جبهة المياه ، باستثناء الخطر المحدق بالبلاد من أن يختفي إسم الرافدين من خرائط المستقبل ، لكنّه خطر يلوح من البعيد لايدانيه خطر الانتخابات وحسابات الكراسي ، فالمياه ، حسب خبراء البرلمان ، تأتي وتذهب بعون الله تعالى القادر القدير ولا حول لهم ولاقوة بما اختاره الجليل الكريم ، إما الكراسي ، فضياعها هو ضياع للعراق ومستقبله ، ولعبة الكراسي غير مأمونة المخاطر ، فضياعها ليس من علامات الساعة ، كما يقول خبراء الغيب والتنبؤات ، لكنّ جفاف الفرات ،وهو يصارع الموت ، من علامات الساعة الصغرى أو الكبرى، لافرق، التي لامرد لها ولاصادود ، ويذهب السادة النواب الى ان جفاف الفرات سيودي الى ظهور جبل الذهب الموعود في أساطير الخرافة ، لكنه ظهور ممكن ، فلماذا نقف في وجه الجفاف مادام البديل جبل من ذهب ؟!!
جبل من ذهب لاتوازيه موازنة ولا ارتفاع اسعار النفط أو انخفاضها ، انه الثراء الرباني القادم الينا ، عفواً الى ممثلينا النوّاب، فاغلقوا ملف المياه ، وافتحوا ملف الجبل الذهبي .
الأكيد إن جلسة البرلمان رُفعت أو تأجلت ، فالموضوع لايستحق وجع الرأس ، فليذهب الماء الى الجحيم ، والانتظار المقدس هو لجبل الذهب ، إما غزل الجواهري بدجلة فهو غزل المفلسين ، وإما حضارة سومر على ضفاف الفرات فهي كذبة من اكاذيب التأريخ ..وليحمي الرب نوابنا الكرام !!