مر رحيل الفنانة العراقية سعاد عبد الله هذا الأسبوع على وسائل الاعلام هادئا، برغم الحياة الصاخبة التي عاشتها سواء في أداء أدوار تلفزيونية أو سينمائية ومن ثم اتجاهها للغناء الذي حصدت به شهرتها العراقية والخليجية.
وسعاد عبد الله المولودة في رصافة بغداد عام 1945، فارقت الحياة مساء السبت في شقتها المتواضعة في الصالحية ببغداد آثر سكتة قلبية مفاجئة. عاشت اغتراب ذاتي وعزلة اجتماعية بعد عام 2003 بعد إن اختطفت الميليشيات ولدها وقتله.
وتميزت سعاد عبدالله بأدائها التمثيلي المعبر الأمر الذي دفع فنان كبير مثل يوسف العاني إلى تأكيد إن براعتها التمثيلية تفوق قدرة فنانات معروفات، ومن يتابع دورها في مسلسل الأيام العصيبة للمخرج عمانوئيل رسام التي جسدت فيه دور “طركاعة” زوجة خليل عبدالقادر الذي يملك “خان” لإيواء المسافرين، يكتشف البراعة الأدائية لهذه الممثلة.
وينظر الجمهور إلى سعاد عبدالله على إنها مطربة أغاني خفيفة ومسلية، بينما تجربتها التمثيلية تفوق قدرتها على الأداء الغنائي التي وجدت فيه مجالا للشهرة وفضلته على التمثيل.
شاركت سعاد عبدالله في افلام سينمائية عراقية مثل “الرأس” و “القناص” للمخرج فيصل الياسري منذ السبعينيات من القرن الماضي إضافة إلى عدد من المسلسلات التلفزيونية وخصوصا مع الممثل الراحل خليل الرفاعي، لكنها فضلت الغناء على التمثيل في سنوات لاحقة، حتى ابتعادها عن الحياة الفنية بعد احتلال العراق عام 2003.
وأدت سعاد عبدالله مجموعة من الأغاني الشعبية والفلكلورية استقطبت بها جمهور الخليج العربي، فضلا عن مشاركتها في أدوار ثانوية في فيلمين مصريين هما “امراة في دمي” و”عيون لا تنام”.
شكلت فترة زواجها من المطرب حسين نعمة بداية السبعينات مرحلة صاخبة في حياتها، حيث أشارت إليها في مايشبه المذكرات نشرتها في الصحافة العراقية منتصف التسعينات من القرن الماضي.
ويصف المقربون من الفنانة الراحلة بانها تحب مساعدة الآخرين وكان لها مواقف إنسانية متميزة مع الفقراء والمحتاجين خلال سنوات الحصار الذي فرض على العراق في تسعينات القرن الماضي، ولم تكن تبالي بالكلام الشائع عنها في الثقافة السائدة.
تجربة حياة وعمل سعاد عبدالله “الصاخبة” تكاد تكون شاهدا على طبيعة مرحلة فنية واجتماعية مرت على العراق وتبدو الأجدر بالدراسة والتحليل.