الرغبة في الابداع وتنامي الحس الوطني وتوفر البرنامج العلمي والاخلاص والشفافية عوامل تحفز الانسان لبناء وطنه والمشاركة الفاعلة في بناءه بعد ان اطيح بنظام الاستبداد واشرقت شمس الحرية لتنقذنا من غيوم سوداء غطت سماء بلدنا لعقود طويله , صادرت حريته وكم فاه وقيدت يداه وحطت من كرامته صاغرا لايقوى على شيء , أن بزوغ فجرالحرية وهي تغطي زوايا بلدي الممتد من زاخو الى الفاو معلنة طي صفحات مثيره من عمر العراقي وفرت له فرصة البناء والابداع واطلاق حريته ليعبر عما يراه من فيض اناءه , ويشارك بفاعلية لاعمار مادمرته سنوات القحط والظلم , تحت مظلة الدستور ومبدء فصل السلطات تنفيذيه وتشريعيه وقانونية فرحين مستبشرين بهذا الانجازالرائع , ليصبح وبالا علينا بعد حين وتنبري لها رؤوس لاعدد لها ولاامد لرغباتها بين طائفية مقيته وعرقية خبيثه وكتلوية متسلطه وحزبية انانية لاتعرف طريقا للخير سوى مصالحها الانية ورغباتها الدنيوية تتجاذبها المصلحية والسلطويه للتربع على رقاب العراقيين دون انتاج مبهج او طريقا سالك تتقاذفها المصالح الشخصية, لتنتج انواعا لايمكن احصائهم او معرفة شخوصهم الا ماندر , وبين هذا وذاك والجذب والحدب لم يعرف البلد صالحه من طالحه وعطلت قوانينه تبعا لتلك الرغبات وتوقفت عجلة الحياة فيه وكم تمنينا لو انهم تذكروا لعبة جر الحبل القديمة التي يتبارى بها فريقين كلا يمسك طرف الحبل ليجذبه اليه بعد ان وضعوا خط وسطا بينهما وتكون الغلبة فيها لمن يسحب الطرف المقابل لهذا الخط , ان مشكلتنا تفرعت واصبحت اكثر من فريقين فلمن تكون الغلبة؟ والحبل لاأي جهة يسحب ,وهذا مانراه اليوم في صراع دموي لاهوادة فيه بين هذه الاطراف بمسمياتها المعروفة كلا يريد ان يسحبه لمصلحته ويأخذ نصيب الاسد فيه وها نحن نتابع حلقات التصارع بعدما بلغت اوجها في كل قانون يطرح على مائدة المسؤولين لتكون فرصة للمساومات ورهان القوى والا بماذا نفسر تعطيل قانون الموازنة بعد مرور هذه الفترة على سنتنا الجديده , ان مجلس النواب الموقر عليه ان يأخذ دوره بهذا الصراع الذي لانهاية له ولا انفراج لظلمته ويكون الحد الفاصل لانهاء هذا الاقتتال الذي لامبرر له سوى انانية المصالح وقصر النظر وانعدام الرؤى والابتعاد عن المشروع الوطني وتغليب الانانيات على المصالح العليا , ان الامور يجب ان لاتكون بهذا المنظار بل ننظر لمستقبل افضل لبلدنا العزيز وشعبنا المظلوم لنفرج همه ونقشع غيومه ونزيل كربته و لايتحقق هذا الا اذا تظافرت الجهود وتوحدت النيات وتسامت النفوس . عندها ستشرق شمسنا من جديد ويعم الخير ويزول الظلام .