استراتيجية واعدة:
تركيا وان نظرنا إلى اركانها الجيوسياسية، فإنها لأسباب ليس هنا مقامها، ستتجه إلى الجنوب التركي حيث الفضاء العربي بالذات، فهنالك مقومات النجاح في نهضة المنطقة ككل والتي تعيش حاليا حالة من الفوضى بعرف الدولة بشكل عام وتباعد عن الدولة الحديثة التي تنظر إلى فردية المواطن وولائه للدولة التي تعطيه قيمته بشكل ما وفق القيم السائدة.
الزيارة للعراق من الرئيس التركي وهو ما ينبغي أن تستلمه الدولة بالدعوة إلى قبولها واستحضار فقراتها والتنبه لبناء استراتيجية مشتركة تتعاضد بها ومن خلال فضاء التكامل الإداري والفني مع دول المنطقة ككل فهنالك مشتركات وخطوط سائبة ممكن أن تنتج استقرارا للمنطقة هي بحاجة إليه وتعمل بشكل منظومة بحيث تشكل قوة لتموضع استراتيجي مع دول مجلس التعاون وإيران لترميم المحيط ككل وتصويب العلاقات بشكل يضع للمنطقة احترامها وفق أي نظام جديد وان استمر النظام الوستيفالي الذي يخترق بأساليب متعددة في هذا الوقت.
لذا فزيارة الرئيس التركي ضمن بناء استراتيجية جديدة كما نرى فلابد أن تعد مقومات استراتيجية لتكون هنالك تفاهمات على إنشاء قواعد لفضاء التكامل الإداري في إدارة [المياه، الطاقة، المشاركة والشركات التركية الرصينة المضمونة رسميا ((J.Vـ] فتركيا أكملت البنية التحتية لكنها مازالت في طور فورة البناء وتحتاج دعما من دول المنطقة النفطية واستثماراتها ووظائف الدول الخليجية لتكون المنطقة من الفواعل في السياسة الدولية وبتكاملها ستجد وضعا جيوسياسيا رائعا مع القدرات المشتركة والمتكاملة للمنطقة، وتحويل العمل المنفرد والطموح المنفرد الذي فكك واضعف المنطقة إلى بنيان متكامل مرصوص له الكلمة في الواقع الدولي المستجد القادم بعد حرب القرم وما يليها ، لان الدول الفواعل ليس كالدول الوظيفية أوالمفككة فتكون موضع تقاسم نفوذ مع القطبين الفاعلين حقيقة الأمر الآن في العالم، أي تأخذ دورا متقدما على الدور الأوربي بحكم إمكانياتها المتكاملة من موارد وثروات طبيعية وبشرية خام تحتاج إلى استثمار ومعظمها كوادر شابة.
فضاءات تكامل محتملة:
بدون شك لن أتمكن في مقال أن أضع تفصيلا لخطة استراتيجية تكاملية وان كانت تحوي مقومات عالية تكاملية تاريخا وبنية وإمكانية إن وجدت نية لإنقاذ المنطقة من هذا التخلف والتداعي المدني والحضاري (كبيئة لمنظومة تنمية التخلف)؛ ننظر إلى بعض محاور مفتوحة لبناء الاستراتيجية التكاملية وهي:
المياه:
أشير هنا إلى مقالات متعددة كتبتها في مجال فضاءات التكامل في إدارة الموارد المائية نشرت في الصحف الدولية والمحلية.
لا انظر إلى مسالة المياه أنها اتفاقات على حصص سواء مع إيران أو تركيا، بيد أنى انظر إليها من خلال فضاءات التكامل الإداري والفني، فان كان هنالك فرصة لبناء استراتيجي يواجه المرحلة بعيدا عن صراع وهمي أيديولوجي أو عرقي أو أية فكرة تاريخية اللهم إلا بعدتجريدها من سلبياتها وإبقاء الإيجابيات وتعظيمها لان هنالك إخفاقات إن استحضرت فلن تكون أبدا في صالح المنطقة بما هو قادم والمؤثر على العالم وان بدى بعيدا عنا الآن، ومن هذه التكاملات:
أولا: الإدارة المشتركة للموارد المائية والإنتاج الزراعي والحيواني: وما سأذكره كله يحتاج دراسة بعقلية مهنيةمن الدول بالذات تركيا، سوريا، العراق وإيران.
ثانيا: أنابيب سيحان وجيحان:
سيحان وجيحان نهران يصبان في البحر الأبيضالمتوسط، كان هنالك مشروع سمي أنابيب السلام لكنه لم ينفذ، فيمكن بالتعاون مع دول مجلس التعاون (الذي ينبغي أن يعاد تنظيمه) من دراسة تنفيذه ولكن بمقترحات جديدة وتصميم جديد لمن يمكن الاستفادة منه
هذه الأفكار تحل مشكلة المياه الملوثة التي تستخدم كلما تقدمنا جنوبا وهي مع منظومة معالجة للمياه الثقيلة والأمطار أيضا.
ثالثا: واطرحها باختصار: منظومة تحلية مياه للمبازل لتستخدم في الزراعة قرب العزيزية، ومنظومة تحلية مياه في البصرة أو تسحب مياه خور الزبير للداخل لإقامتها إلى الغرب من المطار الدولي إن أمكن ذلك الآن.
دراسة المياه الجوفية في المنطقة الغربية لاستثمارها بشكل صحيح والمياه الجوفية في أربيل، مع إمكانية تعزيز مياه الشرب بتوسيع أو إنشاء محطات تصفية على غرار محطة أفراز العاملة حاليا وإقامة ناظم لضمان ديمومة المياه أو/ وإنشاء آبار مأخذ صناعية.
التكاملات الأخرى:
التعاون بشأن الطاقة والربط مع الخط العالمي للكهرباء واستثمار النفط (من المصافي المرافقة للتحلية) أو الغاز وبذلك يمكن للعراق أن يستورد ويصدر الكهرباء مع تباين وقت الاستخدام وأنحاء يمر بها الخط الدولي.
الإنتاج الحيواني والصناعات الغذائية والكماليات والنجارة والصناعات الخفيفة، والإعمار في بناء المجمعات السكنية والجسور والصناعات المدنية والعسكرية كصناعة السيارات وأجزاء الطائرات والخلايا الإلكترونية.
إن الاستشراف للعلاقات الممكنة والتي تنهض بالمنطقة بنهضة العراق والتعاون البيني مهم جدا والا الزيارة ستكون عابرة لا تعطي نبضا في جس النبض، ومعاملتها بهذا الطموح سيكون وقودا لتحريكها نحو الأفضل واستعادة العراق دوره في المنطقة وفي بناء المدنية عالميا من اجر التطور والاستقرار.