بعد انقطاع دام 5 سنوات .. “مادورو” في الصين .. ما دلالات وتوقيت الزيارة ؟

بعد انقطاع دام 5 سنوات .. “مادورو” في الصين .. ما دلالات وتوقيت الزيارة ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة هي الأولى له في هذا البلد منذ 2018؛ بدأ الرئيس الفنزويلي؛ “نيكولاس مادورو”، زيارة إلى “الصين”؛ الجمعة، ، في الوقت الذي تبحث الدولة الواقعة في “أميركا اللاتينية” عن دعم لاقتصادها المتأزم.

وكتب الرئيس الاشتراكي على موقع (إكس)؛ “تويتر” سابقًا: “وصلنا إلى شنغن في الصين، ومستعدون لهذه الزيارة التاريخية لتعزيز علاقات التعاون وبناء نظام عالمي جديد”.

وأضاف: “ترقبوا الأخبار الجيدة؛ ستُمطر على الشعب الفنزويلي”.

وفقًا لـ (فرانس برس)؛ قالت المتحدثة باسم “وزارة الخارجية” الصينية؛ “هوا تشون ينغ”، في وقتٍ سابق يوم الجمعة، إن “مادورو” يُجري: “زيارة دولة للصين من 08 إلى 14 أيلول/سبتمبر” 2023.

وسيتوجه الزعيم الاشتراكي أيضًا إلى: “دول صديقة” أخرى، حسّبما أكد رئيس البرلمان الفنزويلي؛ “خورخي رودريغيز”، خلال جلسة برلمانية للموافقة على هذه الرحلة، بدون أن يُحدد تلك الدول.

تعزّيز الثقة السياسية المتبادلة..

وقالت المتحدثة باسم و”زارة الخارجية” الصينية؛ “ماو نينغ”، لصحافيين، إن: “الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين تتعّزز جدًا، والتعاون يتعمق في مجالات عدة باستمرار”.

تُقيم “بكين” علاقات وثيقة مع “مادورو”، المعزول على الساحة الدولية. وهي واحدة من الدائنين الرئيسيين لـ”فنزويلا”؛ التي انكمش ناتجها المحلي الإجمالي بنسّبة: 80% في 10 سنوات تحت تأثير الأزمة الاقتصادية.

وسبق وأن زارت نائبة الرئيس الفنزويلي؛ “ديلسي رودريغيز”، “شنغهاي وبكين”، هذا الأسبوع والتقت وزير الخارجية الصيني؛ “وانغ يي”.

وقال “وانغ يي”؛ في الاجتماع: “أقامت الصين وفنزويلا صداقة لا تتزعزع. والصين تدعم فنزويلا بقوة في مجال حماية استقلالها الوطني وكرامتها الوطنية”.

وهدفت الزيارة إلى مناقشة استثمارات لـ”بكين” في قطاع “النفط” الحيوي للاقتصاد الفنزويلي، بالإضافة إلى مشروع مشترك محتمل بين مجموعات نفطية من البلدين، بحسّب وكالة (بلومبيرغ).

وأشادت “ديلسي رودريغيز”؛ على موقع (إكس)؛ “تويتر” سابقًا: بـ”اجتماع عمل استثنائي عّززنا خلاله علاقاتنا الثنائية”، وشهد كذلك: “توسّيع التعاون الاستراتيجي”.

فرصة للتأكيد على الرغبة في الانضمام لـ”بريكس”..

من جهته؛ أكد “نيكولاس مادورو غويرا”، عضو البرلمان ونجل الرئيس والموجود أيضًا في “الصين”؛ على (إكس)، أنه رافق “رودريغيز” للقاء رئيسة البرازيل السابقة؛ “ديلما روسيف”، التي تتولى حاليًا رئاسة “بنك التنمية الجديد”.

واعتبر أنها فرصة: “لتأكيد رغبة فنزويلا في الانضمام” إلى مجموعة (بريكس)؛ (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).

انكماش الاقتصاد بنسّبة 7%..

وتسّعى “كاراكاس” للحصول على دعم من “بكين” لإنعاش اقتصادها، الذي يشهد أحد أسوأ معدلات التضخم في العالم؛ (436% على أساس سنوي في آيار/مايو 2023).

وفي نهاية تموز/يوليو الماضي؛ قدّر “المرصد المالي” الفنزويلي، وهو هيئة مرجعية في ظل غياب الأرقام الرسّمية، أن الاقتصاد الفنزويلي انكمش بنسّبة: 7% في النصف الأول من العام الحالي؛ مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022.

وتعود آخر زيارة للرئيس؛ “مادورو”، إلى “الصين”، للعام 2018، وكانت حينها رحلته العاشرة إلى البلاد، وأشاد خلالها برؤية نظيره الصيني بشأن: “مصير مشترك للإنسانية”.

كذلك أشاد “مادورو”؛ المنتقد الشرس لـ”الولايات المتحدة”، بـ”الصين”، باعتبارها دولة: “بدون إمبراطورية مهيمنة تبتز شعوب العالم، وتُهيّمن عليها وتهاجمها”.

من جانبه؛ زار “شي جين بينغ”؛ “فنزويلا”، في العام 2014.

ديون تُقدر بـ 50 مليار دولار..

وأقرضت “الصين”؛ “فنزويلا”، 50 مليار دولار في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وقامت “كراكاس” بسّداد ديونها عبر شُحنات نفطية، إذ تمتلك أكبر احتياطيات “نفط” في العالم. وفي العام 2018، كانت “فنزويلا” مدينة لـ”بكين”: بـ 20 مليار دولار.

وتتزامن زيارة “مادورو” مع اجتماع قادة الاقتصادات الكبرى في العالم خلال نهاية هذا الأسبوع؛ في “الهند”، للمشاركة في قمة “مجموعة العشرين” التي يغيب عنها “شي جين بينغ”.

الاعتراف بزعيم المعارضة..

وأعيد انتخاب “مادورو”؛ خليفة “هوغو تشافيز”، في العام 2018؛ من خلال اقتراع قاطعته المعارضة، ولم تعترف به دول عدة بينها “الولايات المتحدة” و”فرنسا”.

وفي 2019؛ اعترفت “واشنطن”، وكذلك جزء من المجتمع الدولي، بزعيم المعارضة؛ “خوان غوايدو”، بعدما أعلن نفسه رئيسًا موقتًا لـ”فنزويلا”. وفرض الرئيس الأميركي؛ آنذاك، “دونالد ترامب”، عقوبات كثيرة على “كراكاس”.

وعلى خلفية الأزمة؛ أعلن “مادورو”، قطع العلاقات الدبلوماسية مع “الولايات المتحدة”، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده، وأمهل الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وأنهت المعارضة رئاسة؛ “خوان غوايدو”، الموقتة في كانون ثان/يناير الماضي، معتبرةً أنها لم تُحقق أهدافها في التغييّر السياسي.

وتقول “الولايات المتحدة” في عهد الرئيس؛ “جو بايدن”، إنها تستمر بعدم الاعتراف بـ”مادورو”، مبقية على العقوبات. لكن إدارة “بايدن” وافقت على مشروع نفطي في “فنزويلا”؛ العام الماضي، من تنفيذ شركة (شيفرون)، وأعربت عن استعدادها لمزيد من تخفيف الضغط في مقابل إحراز تقدّم مع الحكومة الفنزويلية.

توسّيع دائرة المصالح..

تعليقًا على تلك الزيارة؛ يقول أستاذ العلوم السياسية الأردني؛ “عبدالخالق العبادي”: “إن مسّاعي الصين لتوسّيع دائرة نفوذها ليست خفية على أحد، خاصة في إفريقيا وأميركا اللاتينية؛ (الحديقة الخلفية لواشنطن)، اللتين تواجه دولهما أزمات اقتصادية، وسط اتهامات للغرب بعدم الاهتمام إلا بمصالحه بعيدًا عن مصالح الشعوب الفقيرة”.

وأشار “العبادي” إلى أن: “الصين تختلف عن الدول الغربية وروسيا في البحث عن مناطق نفوذ جديدة، من خلال استخدام القوة الناعمة، بعيدًا عن قوة السلاح التي تلجأ لها دول أخرى؛ خصوصًا في إفريقيا”.

موضحًا أن “الصين”: “تستخدم المصالح الاقتصادية والاستثمارات للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام، وجلب تأييد خصوصًا في الدول التي تواجه أزمات مالية ومعيشية، ما يجعل لهذا الخطاب صدى واسعًا وقبولاً كبيرًا، بعكس الغرب الذي لا يقدم المساعدات إلا مقابل شروط صعبة”.

وذكر أن: “فنزويلا؛ ليست الدولة الوحيدة التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وسياسية في أميركا الجنوبية مع الصين، إذ تمتلك الأخيرة مشروعات اقتصادية ضخمة في بيرو ودول أخرى”.

محاصرة “واشنطن” في “أميركا الجنوبية”..

غير مسّتبعدًا “العبادي”؛ أن تكون “بكين”: “قادرة في غضون سنوات على تقيّيد الوصول الأميركي إلى موانيء أميركا الجنوبية، ما يضع واشنطن تحت الخطر”.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن: “العديد من دول القارة تُشاطر فنزويلا المعارضة للسياسة الأميركية”، متوقعًا أن: “تكون الزيارة في سياق تشكيل تحالفات لمواجهة واشنطن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة