19 ديسمبر، 2024 6:10 ص

الى الذين يوظفون المرجعية الدينية في دعايتهم الانتخابية

الى الذين يوظفون المرجعية الدينية في دعايتهم الانتخابية

(1)
       هل فكر هؤلاء بانهم يسقطون المرجعية في نظر العامة من الناس عندما يزجون بها في الصراعات والدعاية الانتخابية , عندما تؤكد المرجعية على لسان معتمدها الوحيد الشيخ الكربلائي على حياديتها فهي تدرك ان اي مرشح لايمكن ضمان استقامته عندما يفوز في الانتخابات ولما كانت المرجعية غير قادرة على اقصائه عندما ينحرف لذلك تركت الخيار والتشخيص للمواطن نفسه , لكن قوائم المعممين المسيسين يصرون على انهم ابناء المرجعية الروحيين وانهم خطها المستقيم مع انها اغلقت الباب بوجوههم كما اغلقته بوجوه السياسيين (الافندية) .
     ومن باب محاولة كشف حقيقة مستغلي المرجعية في دعاياتهم الانتخابية وكيف انهم يستدرون الاوساط التي مازالت تقدس اية عمامة سوداء او بيضاء حتى لو كانت مثل عمامة ابن الرواندي الذي يعلّم الناس الصلاة وهو لايصلي نقول من هذا الباب :
      باعتبار المرجعية الدينية لها الابوة على الجميع , ويمكن ان نسأل من يستغلها لاغراض انتخابية بلا حياء , لماذا يتوجه الخطاب المرجعي دوما الى الكتل السياسية الشيعية , اليس من حق الشعب الكردي وسنة العراق على المرجعية ان ترشدهم الى المرشح الاصلح مثلما ترشد وتحذر المكون الشيعي ؟ اعتقد من حقنا كمواطنين ورعايا للمرجعية ان نطالبها بقائمة اسماء غير الصالحين بنظرها لنتجنب انتخابهم , اليس ورد في الدعاء : اللهم ارنا الحق حقا فنتبعه والباطل باطلا فنجتنبه ولا تجعله متشابها علينا ؟ اليس المرجعية اولى بان تري اتباعها الحق والباطل بالاسماء والكيانات ؟ .
       مادامت المرجعية تنصح – حسب – من يريد توظيفها في دعايته الانتخابية فان النصح ليس فتوى شرعية ملزمة للمقلدين , ولا حكما ولائيا ملزما للامة فالناس احرار في الاخذ بالنصيحة وعدم الاخذ . ان الذين يتقربون للناس في دعايتهم الانتخابية بالمرجع الديني او بابنه كمن يشتري بايات الله ثمنا قليلا كما تحدث القران الكريم او كم يستأكل باهل البيت (ع) وحذر الامام الباقر من الذين يسأكلون باهل البيت فقال (ع) : من استأكل بنا افتقر .
نقول لهؤلاء اطرحوا برامجكم الانتخابية , وتقربوا الى الناس بصدق الحديث وصدق الوعود , وكونوا مع جمهوركم حقا , وابعدوا المفسدين عنكم , والناس عندئذ سوف تعطيكم اصواتها طائعة , فلا تحتاجون الى مرجعية دينية تؤيدكم لان المرجعية مع الصادقين .

(2)
انتخاباتنا وانتخاباتهم
      يتوجه مواطنو مقاطعة الكيبيك في كندا إلى صناديق الاقتراع في السابع من نيسان المقبل لانتخاب ممثليهم في الجمعية الوطنية . وتكون الحكومة من نصيب الحزب، أو الائتلاف، الذي يجمع أكبر عدد من مقاعد الجمعية.
      بعد انتخابات الكيبك يتوجه العراقيون لانتخاب مجلس نواب جديد , لكن ماذا يجدون امامهم ؟ سيجدون مئات القوائم والاف المرشحين بالوان وازياء واشكال مختلفة , وكل هذه القوائم ليس لديها برنامج حقيقي ينهض بالعراق وانما تقوم اغلب دعايتها على التسقيط السياسي والحشد الطائفي , وسيجد العراقيون بعد الانتخابات صراعا طاحنا من اجل الدخول في الحكومة وحصد اكبر حصة من المناصب عكس مقاطعة الكيبك حيث الاغلبية السياسية تشكل الحكومة والاخرون معارضة بناءة .
يتمثل في الجمعية التشريعية في الكيبك أربعة أحزاب : الحزب الكيبيكي وهو حزب استقلالي يدعو لاستقلال كيبيك عن كندا ، والحزب الليبرالي الذي يشكل المعارضة الرسمية ، وحزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك ، وهو حزب يميني معتدل ، وحزب التضامن الكيبيكي اليساري .
    هذه الخريطة السياسية بسيطة وواضحة امام المواطن هناك , اما عندنا في العراق مازال الحابل مختلطا بالنابل , فهل نرى ضوءا في اخر النفق فتتقلص احزابنا وسياسيونا الى الحد الادنى , فتكون هوية الاحزاب وبرامجها سهلة القراءة على المواطن ؟ . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات