اليوم تحط اقلامنا رحالها في بلاد الشام في المملكة الأردنية الهاشمية الى عمان العروبة عاصمة العرب. عاصمة الاردنيين والفلسطينيين والعراقيين وابناء دول المغرب العربي……
نعم انها عمان التي احتوت اخوانهم العراقيين اثناء مرحلة
النزوح والتهجير واستقبلتهم كإخوان لهم يتقاسمون رغيف الخبز ويأكلون من الخيرات التي يجودها عليهم غور الاردن… يشربون من مياه نهر اليرموك. ونهر الاردن ونهر الزرقاء… عمان الشعراء والادباء وبلد الديمقراطية والقانون.
نتكلم اليوم عن الشاعرة العربية سناء الحافي مغربية الجنسية ، مواليد وجدة ،مقيمة بالأردن منذ سنوات عديدة تعمل في مجال الصحافة ، وقد عملت في عدة منابر اعلامية عربية من بينها الحقيقة العراقية و الصباح الكويتية و القدس العربي و العالم الان ، لديها مجاميع شعرية منها : عروس الرماد ، حورية المنافي، مكاتيب انثوية ، دم الغزال ، و ديوان نصف حياة قيد الطبع …
هذه المرأة التي كتبت القصيدة بوجدانية الذات وبمحبتها لمفردات الشعر والوزن والقافية..
ابياتها الشعرية تجذب القارئ الى قراءة كل ابيات القصيدة فجمالية الابداع الشعري الذي تضعه شاعرتنا الكبيرة يضيف نكهة خاصة الى معنى وتفاصيل مفردات القصيدة…
وتتكلم في احدى قصائدها مخاطبة الغربة بكلماتها المفعمة بالشعر العربي الاصيل فتقول في بدايتها
يا غربتي ..ما الهوى دين و لا كانا
والصبر أدبر والسلوان أعيانا
يا غربة النفس هل هانت كرامتنا
سهم الفراق الذي أشجاك أشجانا
إني أراني بلا اهل بلا وطن
يا غربتي ..ليت وقت الشيب قد حانا
نعم انها ابنة المغرب ومغتربة الشام اتحفتنا بجمالية قصائدها وحسن اختيارها لمفردة الكلمات وهاهي تخاطب المستقبل من خلال الاماني البشرية التي يعيشها الانسان في حالة التأمل فتقول في احد ابيات قصائدها:-
و إنّي على باب الأماني مكابره
و قلبي شريدٌ.. و الوجوهُ مسافره
أرى غُربتي عُمراً مباحًا.. ولا أعي
إذا ما أراني التِّيهُ فيها مصائرَه
أرى أن خوفي من غدٍ ليس ينجلي
و ما عدت أخشى و التصاريفُ كافره
أَ ف تخيُّلي
أ إثمٌ يسوق الخوف روحاً مهاجره
وفي نثرية معلقة اخرى تخاطب المجهول الحاضر دوما في افكارها.. تتكلم مع نثريتها وقصيدتها وكأنها صديقة ترافقها دوما الى عالم مجهول آخر انه عالم النسيان العالم المسلي بلا آلام.. بلا اوجاع.. وبلا خوف من الزمن القادم فتتكلم حروف كلماتها وهي تحاكي الحياة
((مذْ وُلِدت وأنا على موعِد مع لُقياك ..
أنتظرك .. أتوَهَّمك .. أُخالِف الأعراف ..
والله يشهد .. و العمر يشهد .. و الروح تشهد .. أنّك في قلبي وحدك ..من يستحق العِصيان …!
لأجلك تنصّلت لبذرتي الأولى ..!
لأجلك ابتكرت مُدناً من الأحلام..!
و تنكّرت لأسلافي لتعيش عمراً في خلايا دمي .. عذباً كالحياة …شهيّاً كاللقاء..
كنت أتخَيّل كيف سأمسك بيدك للمرة الأولى.. و أعبر القارات و أركض في شوارع حزني ممتلئة بالدهشة و الفرح..!
كنت أتخيّل كيف سأبوح لك عن حزنٍ يسكن قلبي منذ ألف خوف و عام ..!))
نعم ايتها الفتاة مغربية المولد شامية الحاضر.. كلماتك كلها منتقاة من مشاعرك العربية الصادقة تحمل هموم العالم العربي بواقعه وعاداته وتقاليده…
انها المتألقة سناء الحافي شاعرة عربية لم يعطيها الاعلام المساحة الكافية لاستحقاقها……