“هذا حال شرقنا العجيب الغريب، الذي مليئ بالمآسي الباطنية فضلاً عن الخارجية”[1]
هذا ما قاله الشهيد الصدر، بخصوص إعتراض الشرق على ظهور الإمام المهدي، ثم أضاف متحدثا عن وضع الغرب، فقال الصدر:
“أما هناك فلا، فهم سذج، وأهل صفاء في الجملة ، وكل من كان قلبه طيباً يتبع المعصوم ” سلام الله عليه “. ويعني أن معناه نحن أسوء من الأوربيين”.
وكلام مولانا الصدر، يثير عدد من الأسئلة الخطيرة، أهمها:
1️⃣ لماذا تنتظر الشعوب الغربية المنقذ والمخلص، أكثر مما ينتظره المسلمون؟
2️⃣ لماذا تخاف الحكومات الغربية -وخاصة أمريكا- من ظهور المنقذ؟
3️⃣ لماذا يخاف -ويكره- رجال الدين ظهور الإمام المهدي؟
4️⃣ هل تأثر المسلمون برجال الدين، فكرهوا ظهور إمامهم المهدي؟
5️⃣ هل صار المسلمون صنميين، الى درجة، رفض التغيير والإصلاح؟
6️⃣ هل يرى المسلمون أن مراجعهم أفضل من الإمام المهدي؟
7️⃣ هل أنحرفت فطرة المسلمين؟
8️⃣ هل أحتفظ قسم من الأوربيين بفطرتهم السليمة؟
9️⃣ هل النظام الراسمالي يوفر فرصة أفضل لحرية الإختيار؟
⭕ النص الصدري:
يمكن استعراض مراحل الظهور، استنادا على النص، كما يلي:
▪️المرحلة الأولى:
رفض أغلبية رجال الدين لظهور الثائر المصلح، كما هو واضح من النص، التالي:
“يخرج له جماعة من رجال الدين …ويقولون له الاسلام بخير والدين بخير أرجع من حيث أتيت..”
أي أن المؤسسة الدينية -إجمالاً- ترى في ظهور المصلح إثارة للفتنة، وزعزعة للاستقرار الديني، الموجود شرقاً. ولإن ما يطرحه يخالف المعتاد والمشهور ونظام المراجع. ولا مجال له في الواقع. وخاصة أنهم أكبر منه سنا، وأتباعهم أكثر عددا وتفقها وتديناً.
▪️المرحلة الثانية:
رفض أتباع رجال الدين لظهور الثائر المصلح، كما هو واضح من النص، التالي:
“فيضع فيهم السيف فيقتلهم عن آخرهم، هذا حال شرقنا العجيب الغريب، الذي مليئ بالمآسي الباطنية فضلاً عن الخارجية.”
أي أن أتباع المؤسسة الدينية -إجمالاً- ترى في ظهور المصلح إثارة للفتنة، وزعزعة للاستقرار الديني، الموجود شرقاً. ولإن ما يطرحه يخالف المراجع والفقه المشهور ونظام الطوائف.
والمعارضون للمهدي ، هم أكبر من جماعته سنا، و هم أكثر عددا وتفقها وتديناً.
فهمم يرون جماعة المهدي جهلة وأراءا وفقراء.
▪️وقد يرى القاريء اللبيب وجود إشكال وتناقض، في هذا الكلام. لأن المصلح يبدو أقل قوة من أعداءه. فكيف يأخذهم بالسيف؟
وجواب ذلك -حسب فهمي- ان السيف قد يكون سيفاً معنويا وفكريا وثقافيا، يحطم، وبسهولة، تلك الإمكانيات الهشة المتحجرة. فينهاروا أمام المد الفكري والثقافي الإصلاحي الهادر.
أو الكلام يقصد القوات الغازية، المتواجدة في الشرق.[2]
▪️المرحلة الثالثة:
حصول تقبل غربي واسع لما يطرحه الثائر المصلح، كما هو واضح من النص، التالي:
“حينما يستتب له شيء من الأمر يرسل باللغة الحديثة وفداً اُو ارسالا الى بلاد الروم فيكتبون شيئاً على أقدامهم ويمشون على الماء، حسب الظاهر على ماء البحر الابيض المتوسط إلى أن يصلون إلى شواطئ الروم طبعاً هذا باللغة القديمة، فيرونهم الروم يمشون على الماء فيفتحون لهم الأبواب سلماً ويدخلون الأبواب سلماً ويدخل الناس في دين الله أفواجاً.”
وهذا قد يحصل، لكن بعد مقدمات، وتمهيدات، وظروف، أهمها:
1️⃣ فشل الحكومات الغربية، إداريا, وإخلاقيا..
2️⃣ حصول ملل أو يأس عند أغلب الغربيين، من تشريعات وتصرفات الرأسماليين.
3️⃣ أغلب الغربيين، هم من نوع “اللا أدري” ومستعد لسماع ما يطرحه المنقذ أو المصلح.
4️⃣ أغلب الغربيين، هم من نوع “المتحرر”.. أي غير متشدد دينيا، وغير متدين تقليدياً، وهذا يجعله مستعدا لسماع ما يطرحه المنقذ أو المصلح.
5️⃣ الماء في النص، قد يكون هو ما يروي عطش الغرب، معنويا. والأقدام، قد تعبر عن السير المعنوي. وهذا قد يحتاجه الغرب مستقبلا، بسبب ما يعانيه حالة من سلطة ” أمة المثليين” وإنحرافهم الإخلاقي.
أي أن ما يحصل من فعل رسمي قبيح، حاليا، قد يولد رد فعل شعبي غربي إيجابي ضد المثلية والشذوذ والإنحلال..
وهذا يجعل الجو مناسبا لنشر ما يخدم البشرية..
وللحديث بقية..
▪️▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] قال مولانا الصدر في صلاة الجمعة، ما يلي:
“حبيبي .. لانكون غافلين ؛ في الرواية أن المهدي ” سلام الله عليه ” حينما يستتب له شيء من الأمر يرسل باللغة الحديثة وفداً اُو ارسالا الى بلاد الروم فيكتبون شيئاً على أقدامهم ويمشون على الماء، حسب الظاهر على ماء البحر الابيض المتوسط إلى أن يصلون إلى شواطئ الروم طبعاً هذا باللغة القديمة، فيرونهم الروم يمشون على الماء فيفتحون لهم الأبواب سلماً ويدخلون الأبواب سلماً ويدخل الناس في دين الله أفواجاً، في حين السيف مشتغل في الشرق في قتل الفلانيين الذين يعارضوه حيث أنه يخرج له جماعة من رجال الدين ويمر رجال الدين ويقولون له الاسلام بخير والدين بخير أرجع من حيث أتيت، فيضع فيهم السيف فيقتلهم عن آخرهم، هذا حال شرقنا العجيب الغريب، الذي مليئ بالمآسي الباطنية فضلاً عن الخارجية، أما هناك فلا، فهم سذج وأهل صفاء في الجملة وكل من كان قلبه طيباً يتبع المعصوم ” سلام الله عليه “. ويعني أن معناه نحن أسوء من الأوربيين ومن اليهود والنصارى. حبيبي.. ألتفتوا إلى متى أنتم نيّام ؟! كل واحد يصلح نفسه ؛ أنا لا أقول أكثر من ذلك. الله موجود وأنت موجود، أصلح نفسك جزاك الله خير جزاء المحسنين”
المصدر/ الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره) الجمعة الرابعة.
[2] يمكن الاطلاع على كلام للشهيد الصدر له علاقة بهذا. بالرابط ادناه: