هي المواساة للركب الحسيني ( السباية ) الذي قطع الاف الكيلوا مترات سبيا من العراق الى الشام ثم العودة للعراق في الاربعينية ومن ثم الى مدينة رسول الله هذا ما عبر عنه احد الزوار المشاية القاطعين المسافة من البصرة الى كربلاء سيرا على الاقدام مواساة لاهل البيت وتضامنا معهم وهذا اقل مايقدمه العاشق للمعشوق .
ان ملحمة كربلاء واحداثها التاريخية التي مض عليها اكثر من الف واربعمة عام لازالت حية في ضمائر المؤمنين والصور والمشاهد الفريدة التي قدمتها للعالم وابهرت بها القاصي والداني واظهرت وحشية وقساوة بني امية وتعاملها مع ال الرسول وعترته الطاهرة وتعاطف معها الحاقد والمحب وجميع الشعوب المحبة للحرية والسلام .
ان الصور الجميلة والذكريات التي لاتمحى من ذاكرة المشاية والزوار الذين يقطعون هذه المسافات الطويلة دون تعب او كلل او ملل وهم يسطرون بذالك اروع الحكايات والمشاهدات للخدمة والتطوع نساءا ورجالات وصبيه وكهله يعملون ليلا ونهارا خلال مايقارب الخمسة عشر يوما او اكثر حتى نهاية الزيارة وعودة الزوار الى مدنهم وبلدانهم .
وقد سجلنا العام الماضي موقفا مؤثرا بكاء خدام الامام الحسين بعد انتهاء الزيارة وخلو الشارع الذي كان يعج بالزوار والمشاية في منظر تقشعر له الابدان وقد عبر لي بعض خدامة الحسين بان هذه الخدمة وهذه الساعات التي يقضيها هؤلاء الشباب وهم يقدمون الخدمة للزوار هي اسعد واحلى ايام حياتهم .
ان هذه الطقوس اي طقوس المشي الى كربلاء كما قال لي بعض من تحدثت معهم هو نابع من المواساة لاهل البيت فقد حوربت هذه الطقوس في العهد العثماني والملكي وعهد البعث ولكنها لم تمت او تمحى وتحمل المؤمنين الماعب من اجل بقاؤها فقد زالوا الطغاة وبقت الشعار الحسينية نحملها من جيل الى جيل حتى ظهور الامام المنتظر عج
واليوم كل الوسا ئل الإعلامية على مختلف مستوياتها وتوجهاتها تنقل مايحدث في كربلاء ليلا ونهارا من احداث ومشاهدات وكرم وسخاء ومرؤءة في كرنفال قله نظيرة في هذا الوطن الذي احتضن العترة الطاهرة من ال الرسول واحتضن جميع الوافدين من القوميات والطوائف ومن البلدان الاسلامية والاوربية في ظل هجمة شرسة من قبل الأعداء لااستهداف هذه الشعائر او الانتقاص منها بقصد أو بدون قصد وتبقى هذه الشعائر خالدة مع الايام والدهور في القلوب العامرة