خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
“لم يذهب؛ حسن روحاني، إلى مكان بحيث يريد العودة”.. هكذا علق أحد المقربين من الرئيس الإيراني السابق؛ “حسن روحاني”، على تصريحات وسائل الإعلام بشأن عودته إلى الساحة السياسية. وكانت وسائل الإعلام قد نشرت صور اجتماعات الرئيس السابق مع بعض مساعديه ووزراءه ومستشاريه، بعد مرور عام ونصف تقريبًا على تولي حكومة؛ “إبراهيم رئيسي”، المسؤولية، وهي الصور التي أثارت استياء المعارضين للرئيس السابق والمؤيدين للحكومة الثالثة عشر، وسارعوا على الفور بتوجيه مدافعهم باتجاه “روحاني” واستهدفوا بنيرانهم مواقف الرئيس الإيراني السابق؛ فيما يخص السياسات الداخلية والخارجية؛ بحسب “إحسان اسقايي”؛ في تقريره المنشور بصحيفة (آرمان) الإيراني.
من جهة أخرى؛ فسر بعض المحللين تحركات الرئيس السابق، بالاستعداد للحرب وأنه يعتزم إرسال أعضاء حكومته، ونوابه، ومستشاريه، وقواده إلى معركة أعضاء جبهة (ݒايداري) في البرلمان، للدخول في تحالف غير مكتوب مع الأصوليين المقربين من رئيس البرلمان الأسبق؛ “علي لاريجاني”، وبعض الإصلاحيين الذين من المتوقع مرورهم من مصفاة الصلاحية استعدادًا للانتخابات البرلمانية المقبلة؛ بحيث تتحول القوى الموالية للحكومة الثالثة عشر داخل البرلمان إلى أقلية.
ورُغم نفي “محمود واعظي”؛ رئيس مكتب “حسن روحاني”، لكل هذه التحليلات، لكن من الواضح أن للرئيس السابق ورفاقه مخططات؛ حيث اجتمع أعضاء الحكومة الثانية عشر مؤخرًا.
وفي هذا الصّدد كتبت وسائل الإعلام: “اجتمعت حكومة روحاني؛ بغرض مناقشة مسألة الاتفاق النووي، وفصل أساتذة الجامعات”.
حكومة ظل..
الحقيقة أن الأحزاب والفصائل السياسية الخاسّرة في الانتخابات لا تُهمش في الدول الديمقراطية، وإنما تقوم بتشكيل حكومة مكافئة للحكومة الموجودة بالفعل، تقوم برصد الإجراءات، والخطط وتحقق الوعود الحكومية، ونقد تعامل الحكومة في وسائل الإعلام والمؤتمرات الحزبية من خلال مناقشة معدلات الأداء الحكومي؛ بحيث تتمكن هذه الأحزاب من الرقابة نوعًا ما على الحكومة وتهيئة أجواء العودة إلى الساحة السياسية.
وهذا الأمر لا يحدث بالتأكيد في “إيران”، لأن الأحزاب لم تصل عمليًا إلى هذا المستوى من النمو الذي يؤهلها من رصد تعاملات الحكومة.
وإنما تقتصر فقط أنشطة الأحزاب في “إيران” على الانتخابات، لكن يبدو أن “روحاني” بحكومته؛ التي كانت تضم أطياف سياسية إصلاحية، واعتدالية، وأصولية تقليدية ووسطية، لم يتوقف بعد الخروج من السلطة، ويسّعى للرقابة كحكومة ظل على أداء الحكومة الموجودة.
ونظرة على اجتماعات حكومة “روحاني” وتداول وسائل الإعلام بعض تصريحات رئيس الجمهورية خلال الأسابيع التي تلت الاجتماع، يثبت أن “روحاني” يتكفل عمليًا بمهمة توجيه حكومة الظل.
جدول أعمال اجتماع حكومة الظل..
كما أوردت وسائل الإعلام، فقد تناول اجتماع حكومة “روحاني” الأخير، ثلاث موضوعات هامة هي “الاتفاق النووي”، والانتخابات، وفصل أساتذة الجامعات؛ حيث أدلى الوزراء كلٍ حسّب تخصصه برأيه في الموضوعات.
والصور المسّربة عن الاجتماع تُبيّن أن “روحاني” كان يتوسط نائبه الأول؛ “إسحاق جهانجيري”، ورئيس مكتبه “محمود واعظي”، وكان يرمق “جهانجيري” بنصف نظرة؛ بينما كان يقوم بالشرح لباقي الأعضاء.
على الجهة الأخرى كان “محمود واعظي”؛ يجلس إلى جانب “روحاني”، ويُصغي بدقة لشرح “جهانجيري”.
الصورة الأخرى للحكومة الثانية عشر توضح اصغاء جميع أعضاء هذه الحكومة إلى تصريحات النائب الأول. والمحتمل أن “جهانجيري” كان يقدم تقريرًا للحكومة عن مفاوضاته السّرية في بعض الدول العربية بشأن الإفراج عن الأموال الإيرانية، وتبادل السجناء، والأوضاع الاقتصادية، وتداعيات القرارات الأخيرة فيما يخص السياسات الخارجية على الأوضاع الاقتصادية الإيرانية، والحالة السياسية، وموقف الأحزاب المقربة من التيارات الإصلاحية والاعتدال من الانتخابات البرلمانية المقبلة، وموقف المواطن من المشاركة بالانتخابات في ضوء مشاريع التطهير مثل فصل أساتذة الجامعات.
كما يبدو أن وزير الخارجية السابق؛ “محمد جواد ظريف”، الذي كان قد التقى نائبه؛ “عباس عراقچي”، على هامش إحدى الفاعليات الفنية، كان يقدم تحليله بخصوص عضوية “إيران” في منظمات (بريكس) و(شنغهاي).
لذلك من غير المسّتبعد تقديم كل أعضاء الحكومة تقارير عن قطاعات الصناعة والصحية والاقتصاد والثقافة وخلافه؛ كلٍ حسّب تخصصه. كما يبدو أننا سنتابع خلال الأيام المقبلة على غرار السنوات السابقة، تصريحات للدكتور “حسن روحاني”؛ مبنية على تقارير أعضاء الحكومة، وسوف يواجه بلا شك ردود أفعال الحكومة الحالية.